خالد حسن كسلا : إقالة والي الخرطوم وهدم الديمقراطية

[JUSTIFY]سرت شائعة مستوحاة من خيال نشاز وأفق شاذ تتحدث عن إقالة والي ولاية الخرطوم «المنتخب» الدكتور عبد الرحمن الخضر، الذي إن كنا نختلف معه في كل شيء فبالضرورة أن نتفق معه في حقه الانتخابي في استكمال ولايته، لأن انتهاك هذا الحق لصالح خلف له لن يكون مثل سيدنا يوسف مكين أمين «وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ* قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ* وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ* وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ» صدق الله العظيم.

ومن يضمن أن يكون خلف هذا الوالي هو القوي الأمين؟! «قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ».. إنه سيدنا موسى.

لكن الناس يمكن أن تطرح سؤالاً مشروعاً يقول لماذا لا نجرّب الوالي «غير» المنتخب أي المعين بعد أن جرّبنا المنتخب ولم تُحل في عهده بعض المشكلات المهمة؟!. ويمكن أن يأتي غير المنتخب ويوفقه الله بخريف هادئ وميزانية ليس فيها عجز، وهو غير منتخب. لكن هل يستغني الشعب السوداني من حكاية الديمقراطية والانتخابات إذا تفوق الوالي المعين على الوالي المنتخب؟!. هذا السؤال نضعه بين فترتي الحوار الوطني والانتخابات.

تتحدث الشائعة عن إقالة الوالي الخضر ليأتي من؟! إن نائبه المهندس صديق محمد علي الشيخ يحكم معه الآن ويدير شؤون الولاية ويشكل حضوراً كثيفاً في عيون الأحداث وآخرها آثار السيول والأمطار، وهو نائب فعال جداً ولا يجلس في مكتبه بعيداً عن التفاصيل اليومية في الولاية، وحينما تتحدث الشائعة عن إقالة الوالي الخضر واحتمال تقلد صديق الشيخ منصب الوالي بالتعيين فهي كأنها تتحدث عن إقالة نصف الوالي والإبقاء على النصف الآخر إذا جاز التعبير. فالوالي لا يعترض نائبه إذا قام بعمل جيد لصالح المواطن الموجود بالولاية.

والمهندس صديق محمد علي الشيخ ينتمي إلى قبائل ولاية الخرطوم مثل البطاحين والأحامدة والمسلمية وهم يقطنون بحري وشرق النيل، ولكن أكثر من يحتاج إلى الخدمات والوظائف في الولاية ليس أهله وإنما ما سكنوا الأحياء الجديدة المخططة بدرجاتها الثلاث والتي تستخرج لها شهادات البحث من إدارة الأراضي وشهادات الحيازة من المحليات. ومن يعارضون استكمال الوالي لولايته المنتخبة أولى لهم أن يعارضوا ولاة الولايات الأخرى لأنهم السابقين واللاحقين لأنهم فشلوا في أن يبقى مواطنو تلك الولايات في ولاياتهم، فهجروها وهاجروا إلى ولاية الخرطوم.

إن رئاسة الجمهورية وديوان الحكم الاتحادي والبرلمان كل هذه المؤسسات مطلوب منها أن ترصد أرقام المهاجرين من ولاياتهم إلى ولاية الخرطوم لتقوم بمحاسبة الولاة الذين لم يحققوا إنجازات التنمية الريفية في مختلف المجالات.

نعم لماذا يترك المواطنون مدناً كبيرة جداً مقارنة بمعظم المدن الأفريقية؟ لماذا يتركون نيالا والأبيض وود مدني وكسلا وحلفا الجديدة وبورتسودان والدامر وعطبرة وسنار والدمازين وربك وكادوقلي؟!. لماذا لا يفكر ولاة الولايات في تحويلها إلى «خرطومات» من ناحية توفير الخدمات والوظائف؟!. إن إقالة الوالي قبل الانتخابات تعني هدم العملية الديمقراطية وحتى الحوار الوطني لو أفضى الى حكومة انتقالية وولاة جدد يعني هدم الديمقراطية.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version