جاء هذا خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ تميم، يوم السبت، من “كي مون” تم خلاله “بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء”، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وأعرب أمير قطر خلال الاتصال “عن استغرابه مما جاء في البيان الذي أدلى به الأمين العام بالأمس (الجمعة) والذي حمل فيه المقاومة الفلسطينية مسؤولية انتهاك وقف إطلاق النار في الوقت الذي أشار فيه في بيانه إلى أن الامم المتحدة ليس لديها وسيلة مستقلة للتحقق مما حدث بالضبط”.
وأوضح أمير قطر – حسب المصدر ذاته – أنه كان على الأمم المتحدة أن “تتحقق مما حدث بالضبط قبل إصدار بيانها”.
كما أعرب الشيخ تميم “عن أسفه ودهشته، من صمت المنظمة الدولية على استهداف اسرائيل للمدنيين الفلسطينيين وقتلهم وتدمير مساكنهم”.
وطالب أمير قطر، الأمين العام للأمم المتحدة، بـ”ضرورة اتخاذ موقف واضح من الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وحث جميع الأطراف ذات العلاقة على فتح المعابر لدخول المساعدات والإغاثة الإنسانية الى قطاع غزة”.
من جهته، طلب الامين العام للأمم المتحدة، مساعدة قطر في معرفة مصير الضابط الإسرائيلي المفقود، حسب وكالة الأنباء القطرية.
وانهار وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة، أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد عدة ساعات من بدء سريانه، أول أمس الجمعة، في الساعة الـ 8:00 بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل (5:00 ت.غ)، بعد أن شنت إسرائيل عدة غارات على رفح، جنوبي غزة، أوقعت عشرات القتلى، مبررة ذلك بما قالت إنه “هجوم تعرضت له وحدة عسكرية في المنطقة”، قبل أن تعلن “فقد جندي وقتل اثنين من زملائه” خلال الهجوم.
وهو ما اعتبرته حركة “حماس”، محاولة من إسرائيل “للتضليل وتبرير تراجعها عن التهدئة الإنسانية (وقف إطلاق النار الإنساني)”، دون أن تؤكد أو تنفي أسر الضابط.
فيما قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لـ”حماس” في بيان لاحق، فجر أمس السبت، إنه “لا علم لها حتى اللحظة بموضوع الجندي الإسرائيلي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه”؛ موضحة أن مجموعة تابعة لها تصدت ليل الخميس الجمعة قبل بدء سريان وقف إطلاق النار لتوغل إسرائيلي شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وأنها فقدت الاتصال مع هذه المجموعة، مرجحة أنّ جميع أفرادها قتلوا في القصف بما فيهم الجندي الإسرائيلي الذي يتحدث الجيش عن اختفائه، “على افتراض أنّ هذه المجموعة قد أسرته أثناء الاشتباكات”.
وفي بيان أصدره، أول أمس الجمعة، وحصلت الأناضول على نسخة منه، أقر كي مون بأن “الأمم المتحدة ليس لديها وسيلة مستقلة للتحقق مما حدث بالضبط بشأن مقتل جنديين من الجيش الإسرائيلي واختطاف آخر، إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الإنسانية صباح يوم الجمعة”.
ورغم ذلك، أدان الأمين العام بـ”أشد العبارات” “انتهاك” حماس، وفق التقارير، لوقف إطلاق النار الإنساني المتفق عليها بصورة متبادلة مع إسرائيل.
وأضاف: “هذا من شأنه أن يشكل انتهاكا خطيرا لوقف إطلاق النار، ومن المرجح أن يكون له عواقب خطيرة للغاية بالنسبة لشعبي غزة وإسرائيل”.
وأردف الأمين العام قائلا في بيانه إن “مثل هذه التحركات تشكك في مصداقية التأكيدات التي تلقتها الأمم المتحدة من حماس، وأطالب بالإفراج الفوريوغير المشروط عن الجندي الأسير”.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، أسقطت حتى الساعة 21:30 “ت.غ” أكثر من 1712 قتيلا فلسطينيا وأزيد من 9080 جريح، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 63 عسكريا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، وأصيب أكثر من 530 أغلبهم من المدنيين، معظمهم أصيبوا بحالات “هلع”.
بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس” إنها قتلت 161 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.
أحمد المصري / الأناضول