عايدة” و”سارة” فرا من الاجتياح البري ليدركهما الموت بالقصف الجوي لغزة

لم تكن الفلسطينية عايدة عبد الغفور (21 عاماً) تعلم عندما فرت من منزلها في بلدة القرارة هرباً من الاجتياح البري، أنها ستواجه الموت مع أفراد أسرتها بالقصف الجوي على منزل عائلتها الذي لجأت إليه.

وبدون سابق إنذار أطلقت الطائرات الإسرائيلية الحربية، صاروخاً، فجر الخميس، باتجاه المنزل المكون من طابق واحد، لتهدمه على رؤوس ساكنيه فتقتل عايدة مع طفلتها الرضيعة سارة (عام واحد) ووالدتها سهام النجار (46 عاماً)، فيما أصيب والدها وآخرون بجروح لا يزالون يتلقون العلاج منها في المشافي.

وبأسا احتضن أحمد عبد الغفور طفلته سارة، وقبلها قبل تشييعها، قائلاً:” لماذا قتلوهم .. ألم يكفيهم تشريدنا من منازلنا مع عشرات من أقاربنا .. ماذا فعلت لهم هذه الطفلة الصغيرة أو والدتها وجدتها”.

ففي منتصف ليلة الجمعة، اضطر عبد الغفور مع زوجته وطفلتيه، والعشرات من أقاربه للهرب من حي عبد الغفور في بلدة القرارة، بعد اشتداد وتيرة القصف المدفعي وتقدم الدبابات نحو منطقة سكناهم، لتتشرد العائلة، فلجأ هو لمنزل أبناء عمومته، فما لجأت زوجته إلى منزل والدها عز الدين النجار في منطقة معن، دون أن يخطر في بالهم أنهم سيكونون عرضة مرة أخرى للاستهداف.

وتوزعت مشاعر عبد الغفور بين الحزن على فقدان زوجته وطفلته وحماته، وبين قلقه على مصير طفلته الثانية التي تتلقى العلاج في قسم العناية الفائقة وعلى باقي المصابين وبينهم حماه المصاب بجروح في أنحاء الجسم.

وتحامل الجد المصاب على جراحه، ليشارك في وداع زوجته وابنته وحفيدته، فيما ظل بقية أفراد العائلة يتلقون العلاج في المستشفى.

وأمسك عدد من أقاربه بذراعه وأسندوه، بعدما ألقى نظرة الوداع الأخيرة على زوجته، وهو يردد :”حسبنا الله ونعم الوكيل .. الحمد لله على كل حال .. ماذا يريد اليهود منا .. لماذا هذه الإبادة للعائلات”.

أما جد سارة، صدقي عبد الغفور، فبدا عليه التماسك وهو يقول :”الاحتلال لن يكسر إرادتنا .. هو يبطش ويقتل فينا كمدنيين، لأنه يفشل في مواجهة أبطال المقاومة”.

وركزت إسرائيل خلال حربها على القطاع غزة التي بدأت في السابع من شهر يوليو/ تموز الماضي على استهداف العائلات والمدنيين، وفق تصريح المتحدث باسم وزارة الصحة الطبيب أشرف القدرة.

وقال القدرة، إنّ “جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر مروعة بحق 72 عائلة فلسطينية، في العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 يوليو/ تموز الجاري”.

وأضاف في تصريح للأناضول، أن “أكثر من 579 مواطنًا من أفراد تلك العائلات، قضوا في مجازر إسرائيلية ارتكبت في القطاع، فيما أصيب 973 آخرين، بجروح متفاوتة”.

وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا على القطاع منذ 7 يوليو/ تموز الجاري، تسببت بمقتل 1458 فلسطينيًا وإصابة 8375 آخرين، بجراح متفاوتة، حتى (04:55 ت.غ) من اليوم، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

غزة / ياسر أمين/ الأناضول

Exit mobile version