مصر: القانطون من رحمة الله يتخلصون من حياتهم فى الشهر الكريم.. 66 حالة انتحار فى “رمضان”

شهد شهر رمضان المعظم عدة حالات انتحار لشباب وفتيات أغلبهم صغار السن فى مرحلة المراهقة، حيث تخلصوا من حياتهم بعدما دفعتهم الظروف الاقتصادية وعدم العثور على فرص عمل وعدم القدرة على الارتباط إلى التخلص من حياتهم، وكذلك أقدم عدد من طلاب الثانوية على الانتحار بسبب صعوبة الامتحانات وعدم قدرتهم على إيجاد فرص للنجاح.

وقالت مصادر بوزارة الداخلية، إن عدد حالات الانتحار وصل تقريبا إلى أكثر من 66 حالة فى الشهر الكريم بمعدل يزيد عن حالتين يوميا، مؤكدة أن أغلبهم مات شنقا بغرفهم ومنازلهم.

وفى هذا السياق يؤكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الانتحار قنوط من رحمة الله وهروب من الواقع واعتراض على القضاء والقدر، وأن الإسلام نهى عن قتل النفس بالانتحار مهما كانت الأسباب فى قوله تعالى “لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون‏” مؤكدا أن المنتحر يخسر الدنيا والآخرة ويفقد أهم ما يميز المسلم هو الصبر ولا يدخل الجنة أبدا لأن الجنة حفت بالمكاره وهو لم يصبر على مكروه أبدا.

وأكد الجندى، أن حكم المنتحر فى الإسلام كافر ومحروم من الجنة ومصيره إلى النار وأنه سوف يعذب بالآلة التى انتحر بها، مضيفا أن المنتحر فى رمضان يلقى عذابا أشد وعقوبة أكبر من غيره فى الأيام العادية لأنه ينتحر فى شهر الرحمة والمغفرة.

ويرى عضو البحوث الإسلامية أن ضعف الوازع الدينى وقلة التعليم والثقافة الدينية والأخلاق والأمور المجتعمية السبب الرئيسى فى الانتحار، معتبرا ذلك نوعا من الفشل فى المواجهة، وأكد أن الحلول تكمن فى دور مؤسسات الدينية ومحاولة نشر الدين بالطريقة الصحيحة لحث المسلمين على التوبة والرجوع إلى الله والإيمان به.
فيما يتفق معه الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الانتحار وإزهاق الأرواح جريمة كبرى وهى من الكبائر فى الإسلام تحت بند القتل من السبع الموبقات، مؤكدا أن عقوبة المنتحر تكون أشد وعذابه أكبر بكثير فى رمضان لأنه يتمرد على الله ويعترض على القضاء والقدر خلال شهر الرحمة والمغفرة بدلا من أن يكون أقرب فيه الى الله ويصبر على البلاء حتى ينال الرضا بدلا من اليأس والانتحار.

وأضاف أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن حكم المنتحر فى الإسلام يعتبر كافرا وينال عذاب الله فى الدنيا وأنه من الخاسرين فى الآخرة، مؤكدا أن مصيره إلى النار لا محالة، ويرى كريمة، أن الحلول فى ضرورة تعظيم دور المساجد فى إرساء تعاليم الإسلام لمعرفة قيمة النفس البشرية التى لا يملكها الإنسان، بل هى أمانة ومملوكة لله تعالى ولا يحق لأحد إزهاقها أبدا.

وجاء من أبرز الحالات انتحار طالب ثانوية بالقناطر الخيرية بإلقاء نفسه فى النيل، بسبب تدنى درجاته فى امتحانات الثانوية العامة، وتخلص طالب بالصف الثالث الثانوى، بمركز بلبيس، من حياته شنقًا داخل غرفته، بسبب صعوبة الامتحانات، كما أقدم طالب فى الصف الثالث الإعدادى على التخلص من حياته بالانتحار شنقًا، بعد حرمانه من الذهاب مع مجموعة من أصدقائه فى رحلة لمدة يوم “مصيف”.

فيما تخلص طفل فى الثالثة عشرة من العمر من حياته بالانتحار شنقا بحبل داخل غرفة نومه، لمروره بحالة نفسية وتبين أنه يعانى من أمراض نفسية وحاول التخلص من حياته أكثر من مرة.

كما أشعل سائق فى مدينة الخانكة النيران فى جسده بعد أن سرق مجهولون سيارة يعمل عليها، وفشله فى إعادتها فأصيب بحالة نفسية سيئة، حيث سكب البنزين على جسده، وأشعل النار فى نفسه بالشارع.

وفى أول أيام رمضان انتحر طالب بالأزهر فى الشرقية وتبين أنه يمر بضائقة مالية، وحاول السفر للخارج ولكنه لم يستطع توفير المال، كما أنه مرتبط بفتاة ويحاول الزواج منها، لكن الفقر وظروفه المالية منعته، فعزم على الانتحار بتعليق حزام بسقف منزله وأنهى حياته فى الحال.

كتب أحمد حربى-اليوم السابع

Exit mobile version