دخلت اللحمة والخضار والعطور والكريمات ومستحضرات الزينة والأزياء في دائرة (التقسيم) بالملعقة والشوكة والسكين وربما (الشمومة) .. وقرائن الأحوال تشير إلي أن المشاعر الإنسانية و (أسمها) الحب في طريقها للدخول في دائرة (قدر ظروفك)، تبعاً للظروف المعيشية الضاغطة ، ولهث الناس وراء لقمة العيش وكيس الخضار (والذي منه) .. وطالما ذلك كذلك فلا نستبعد تبادل المحبين للمشاعر بالقطاعي، أو جرعة .. جرعة (بالسيسي) أو بربع الوقية..
يبدو أن الشباب يكفيهم من تعاطي الحب، كما يكفي احتياجاتهم اليومية في ظل حصار (قدر ظروفك) في كل مناحي الحياة.
محاسن ــ طالبة جامعية ــ تقول : (أتنين بس بحبهم خالص) .. صاحب البوتيك لأنو بيوفر لي الكريمات البحتاج ليها.. وزميلي في الجامعة لأنو شاطر بيشرح لي المقررات..ويوفر لي المذكرات ، وأحياناً بساعدني في حل الأسئلة داخل قاعة الامتحانات.
(ع) مخطوبه منذ أربع سنوات، والحسرة تكسو وجهها، خطيبي بيشتغل 18 ساعة يومياً عشان يجهز عش الزوجية، المقابلات بينا نادرة جداً، وما بنتلاقي إلا في الأعياد والمناسبات العائلية.. طوال الأربع سنوات ، قال لي (بحبك) مرتين، المرة الأولي بعد الخطوبة بأسبوع والمرة الثانية قبل شهور، وقلعتها منو قلع، عشان أتأكد من مشاعرو نحوي.. يعني الحكاية فعلاً (قدر ظروفك) طالما الواحدة بتسمع كلمة (بحبك) مرتين بس في أربع سنوات.
ويقول (س) : أنا متزوج وعندي طفلان ، مشاغل الحياة بتاخد كل وقتي .. الواحد بي صراحة مقصر من ناحية بث المشاعر لي زوجته، ما بتذكر متين قلت ليها بحبك، لكن مرة مرة بهدي ليها أشياء تعبر عن تقديري لي مكانتها ودورها في تربية الأولاد وتحملها لتوتري ولعصبيتي الناتجة من ضغوط العمل.
أما (ص) فيبدو متشائماً : حب شنو يا جماعة؟؟ مع ظروفنا دي، مافي وقت للكلام ده، لا بالجملة ولا بي (قدر ظروفك) الحياة إيقاعها سريع، والواحد كلو تفكيرو ، في توفير لقمة عيش ليه، ولي أسرته، غايتو خلوها علي الله.. دعواتنا بس ربنا يحسن الأحوال، والحب ملحوق.
حكايات
ش ص