سولومي أندرسون، المولودة في يونيو 1985 بنيويورك، أي بعد 3 أشهر من خطف مجموعة مرتبطة بحزب الله لوالدها في مارس ذلك العام، هي طبقا لما قرأت “العربية.نت” في دعوى أقامها تيري أندرسون عام 2000 على الحكومة الإيرانية، من أم لبنانية اسمها مادلين باسيل، وهي صحافية تذكر في حسابها بموقع “تويتر” التواصلي، حيث يتابعها 2191 تويتريا، أنها تقيم بين بيروت ونيويورك، ومنهما تعمل بالقطعة لمجلة أميركية وموقعين إخباريين.
أما الصديق اليهودي الإسرائيلي، فاسمه جيريمي، لكنها لم تذكر اسم عائلته لوسائل إعلام أميركية تطرقت الى قصتها، وفيها اطلعت “العربية.نت” على تفاصيلها، خشية عليه ربما من عائلته نفسها، أو من متشددين إسرائيليين آخرين، لكنها ذكرت بأن التشدد في عائلته يدفعها الى تأييد أعمى لإسرائيل، حيث أقام جيرمي مدة حصل أثناءها على جنسيتها إضافة لجنسيته الأميركية.
وظهرت قصة سولومي للعلن بعد أن شاركت قبل أسبوع بهاشتاغ في “تويتر” سماه صديقاها المشرفين عليه، الطالب الاسرائيلي المقيم في نيويورك، أبراهيم غوتمان، وصديقته السورية دانيا درويش #JewsAndArabsRefuseToBeEnemies أي “عرب ويهود يرفضون أن يكونوا أعداء” وطلبا منها ومن صديقها جيرمي الظهور فيه بصورة “رومانسية” فالتقطتها بطريقة لا يظهر معها وجه صديقها بالكامل، وكانت لقطة لفتت الانتباه بامتياز.
سولومي ذكرت لوسائل اعلام أميركية أن والدتها أبدت بعض القلق حين ظهرت صورتها في الهاشتاغ التويتري مع الصديق اليهودي “لأنها علمت أنني سأسافر الى بيروت بعد أسبوعين، فاتصلت بي وأبدت مخاوفها” لكن مادلين باسيل التي لم تعثر “العربية.نت” على حساب لها في “تويتر” أو “فيسبوك” عادت وقالت لابنتها الوحيدة فيما بعد ان قلقها تقلص بعض الشيء حين رأت الهاشتاغ ينمو وينتعش أكثر.
ونما هاشتاغ “عرب ويهود يرفضون أن يكونوا أعداء” وتضخم فعلا بآلاف المؤيدين في “تويتر” من الطرفين، فالتقط عدد كبير منهم صورا مشابهة لسالومي وصديقها الاسرائيلي جيريمي، تجمع بين عربي ويهودية، أو بالعكس، حتى ولدت من الهاشتاغ صفحة في “الفيسبوك” بالاسم نفسه أيضا، وفيها من المعجبين عشرات الآلاف، ممن يزيد عددهم كل دقيقة.
وعودة الى الوالد الأميركي للبنانية الأم، تيري أندرسون، والذي يمكن العثور بسهولة “أون لاين” على تفاصيل قصته الشهيرة، فملخصها أنه عاند “أسوشييتدبرس” التي نصحته بمغادرة بيروت، كمعظم المراسلين الأجانب، وأصر على البقاء وسط مخاطر الحرب الأهلية اللبنانية، وفي 16 مارس 1985 كان عائدا من مباراة بكرة المضرب مع أحد أصدقائه، وبعدها وجد نفسه في صندوق سيارة نقلته الى الأسر، وجعلته الأجنبي الذي أمضى الوقت الأطول مخطوفاً في مكان ما داخل لبنان.
ولم يطلق حزب الله سراحه إلا بعد 6 سنوات ونصف السنة، وبعدها في 1992 صرح لمجلة “تايم” الأميركية أن المجموعة التي خطفته كانت بزعامة عماد مغنية، القيادي في حزب الله قبل مقتله في بداية 2008 بسيارة مفخخة في دمشق، ودليله أن لخطفه و5 أجانب آخرين “أهداف كثيرة، بينها إطلاق سراح أحد أشقاء مغنية الذي كان معتقلا في الكويت” وفق تعبيره.
ولم يغب أندرسون عن لبنان كثيرا، ففي 1995 زاره لإعداد وثائقي عن انبعاثه من ركام الحرب الأهلية، “راغبا من الوثائقي أن ينقل للأميركيين صورة عن لبنان الذي عرفه وما زال يحبه” بحسب ما قرأت “العربية.نت” في مقابلة أعدتها معه صحيفة “النهار” اللبنانية ذلك العام.
قال في المقابلة إنه قابل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وسأله بين ما سأل عن خطف الأجانب، وهو منهم “وكان أكيدا من أنني سأستفسر منه عن الموضوع، فالجميع يعلم أن الحزب، برغم إنكاره الدائم، كان مسؤولاً عن خطفهم”، فلم يعتبر الأمر خطأ، بل “مجرد أمر جرى أثناء الحرب” من دون أن ينفي دور الحزب بالعملية، علما أنه لم يكن أمينه العام في السنة التي خطفوا فيها الأب الأميركي لسولومي.
م.ت
[/FONT]