وأول ما لفت الإنتباه هو الارتفاع الملحوظ لأسعار ملابس الأطفال التي تراوحت ما بين 150 -250 جنيه ” للبسة” ، أما الأحذية فقد سجلت ارتفاعا ما بين 80-150 جنيه للحذاء .
ويقول صلاح عمر- تاجر ملابس أطفال بالسوق الشعبي الخرطوم تبريرا لهذه الزيادة ” أن ارتفاع أسعار ملابس الأطفال يعود إلي جودة الخامة التي أصبحت هاجس معظم الأسر مما دفعنا لاستيراد خامات جيدة أغلبها من تركيا واندونيسيا وارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازي مضيفا بأن الزيادة تقدر ب 50% مقارنة بالعام الماضي ”
وتراوحت ملابس الرجال ، القميص مابين 100-160 جنيه والبنطلون بين 150-200 جنيه ويعزي الارتفاع عامة إلي جودة الخامة ، وسجلت أسعار الثياب النسائية ارتفاعا تراوح ما بين 150-250 جنيه ” للثوب التوتل المحسن ” فيما بلغ ” التوتل السويسري ” 500 جنيه .
وعن مدي الإقبال علي الشراء يقول الطاهر موسي – تاجر ملابس متنوعة بسوق الخرطوم ” هناك إقبال كبير علي شراء كافة أنواع الملابس خاصة للأطفال ، فموسم عيد الفطر هو توقيت ارتفاع القوة الشرائية للسودانيين وهو أيضا موسم للتجار لاستيراد الملابس المتنوعة وتغذية الأسواق بها ، مضيفا بأن الأسر لا تتواني في بذل المزيد من المال لإكمال فرحة العيد ”
كما وجدت المفروشات أيضا حظها من الارتفاع وتراوح سعر متر قماش الستائر مابين 35-60 جنيه وبلغت تكلفة إعداد الستائر للغرفة مابين 600-800 جنيه ، وبلغت أسعار الملايات ما بين 150-250 جنيه ” لجوز الملايات” ويقول سعد عبد الله عن هذه الزيادة ” المفروشات تأتي في أعلي قائمة اهتمام الأسر خاصة في عيد الفطر المبارك مما دفعنا لجلب المزيد من الخامات المستوردة والجيدة وارتفاع الأسعار يعزي للأوضاع الاقتصادية للعالم والسودان جزء منه مضيفا أن أسعارخامات القماش بالدول التي يتم الاستيراد منها تشهد ارتفاعا بالإضافة إلي تكلفة الجمارك ”
وشهدت أسعار الأثاثات ارتفاعا ملحوظا أيضا قبيل العيد ، حيث سجل سعر الأسرة الخشبية مابين 1500 – 2500 جنيه ” للجوز” وطقم المناضد ما بين 750 -1200 جنيه وطقم كراسى الجلوس ما بين 2500- 3500 جنيه ويعزي الزين عيسي – تاجر أثاثات بسوق الشجرة الارتفاع إلي الزيادة التي حدثت في كافة المواد الخام لتصنيع الأثاثات خاصة الأخشاب من التيك والمهوقني والزان ”
كما شهدت أسعار الخبائز والحلويات ارتفاعا تجاوز 30% مقارنة بالعام الماضي وبلغ سعر الحلويات ما بين 35-50 جنيه للكيلو والخبائز مابين 150-300 جنيه “لجردل الخبيز” وتقول أميمة محمد صانعة خبائز ” أن الارتفاع جاء كرد فعل طبيعي لارتفاع منتجات البيض والألبان والدقيق مشيرة إلي أن فرق التكلفة للخبائز الجاهزة والتي تعدها الأسر طفيفة ”
وفي استطلاع لرأي الأسر السودانية حول الارتفاع الملحوظ لأسعار السلع يقول طارق علي – موظف ” فوجئت بارتفاع الأسعار لهذا العام مقارنة بالعام السابق فقد ارتفعت كافة السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان والآن ونحن نستقبل العيد تشهد الأسواق زيادة أكاد اجزم بأنها بلغت 100% عن العام الماضي”
وتستنكر بشدة وفاء عبد الجليل -ربة منزل هذا الارتفاع في الأسعار وتسأل في حيرة عن كيفية تدارك الأسر الكبيرة ومحدودة الدخل لهذه الزيادات ، مضيفة بأهمية وجود رقابة علي الأسعار وآلية لتثبيت الأسعار وحفظ حقوق المواطنين ”
وحول الارتفاع الذي شهدته أسواق الولاية قبيل عيد الفطر يقول د. نصر الدين شلقامي رئيس جمعية حماية المستهلك ” إن سياسة التجارة الحرة التي طبقتها الدولة منذ التسعينيات منحت الحق للتجار بوضع الأسعار التي تتوافق معهم وليس مع المستهلك وقامت بالتالي بإلغاء قانون الرقابة علي السلع مضيفا بأن هناك تقييدا من قانون التجارة الحرة علي الجهات ذات الصلة لطرح مشكلة ارتفاع الأسعار ، مشيرا إلي
أهمية تفعيل قانون الرقابة لتدارك ما يحدث بالأسواق من ارتفاع غير متوازن للسلع وإحياء الحركة التعاونية ودعمها من الدولة باعتبارها المخرج الوحيد لهذه المعضلة ومناشدا المستهلك بتفعيل شعار (الغالي متروك) لمحاربة ارتفاع الأسعار خلال العيد”
الخرطوم -22-7-2014م(سونا)