مراسل الأناضول تجول في شارع المتنبي للتعرف عن أسباب غياب الزبائن ورواد الشارع عنه، فقال أحمد لطيف الذي يبلغ من العمر 12 عاما وهو يقف بجانب عربته التي يبيع بها الكتب إنه “عقب الاحداث التي جرت في محافظتي نينوى وصلاح الدين (شمال) تراجع حضور المثقفين والزبائن إلى شارع المتنبي خوفا من الأوضاع الامنية”.
وأضاف لطيف أن “المحال التجارية تراجع نشاطها التجاري بشكل كبير في هذا الشارع الذي كان يشهد زخما كبيرا عليه من قبل الزبائن والمتبضعين بنسبة 90 %”.
وتابع: “كنت أبيع يوميا ما يقارب الـ 15 كتابا للمثقفين وفي ايام العطل الرسمية وخصوصا أيام الجمعة ابيع ما يقارب 25 كتابا، لكن اليوم لا أبيع سوى كتابا واحد أو في بعض الأحيان، لا أبيع شيءً فأذهب الى البيت دون الحصول على رزق”.
ويعتبر “المتنبي” السوق الثقافي لأهالي بغداد حيث تزدهر فيه تجارة الكتب بمختلف أنواعها ومجالاتها وينشط عادة في يوم الجمعة.
كما يوجد فيه مطابع تعود إلى القرن التاسع عشر، كما يحتوي على عدد من المكتبات التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة إضافة إلى بعض المباني البغدادية القديمة.
محمود سعيد (39 عاما) مستلقي على عربته وسط شارع المتنبي، آملا أن يصحيه أحد ويطلب منه نقل بضاعة ما ليجني جزء من المال الذي يعين به عائلته المكونة من 7 أفراد.
وقال سعيد للأناضول إن “الاحداث الأمنية والتوتر الحاصل في عموم البلاد ولد خوفا لدى المواطنين في العاصمة من الخروج الى الاسواق والتبضع”.
وأضاف “كنت أعمل على نقل البضائع يوميا من شارع المتنبي الى اماكن مختلفة وكنت احصل يوميا على ما يقارب 30 الف دينار (ما يعادل 25 دولارا أمريكيا)، إلا أن الأسبوعين الاخيرين لم اجن ربع هذا المبلغ يوميا”.
وحمل سعيد الحكومة العراقية مسؤولية ما يجري في البلد من تفجيرات وخروقات امنية والتي دفعت الكثير من العراقيين الهجرة الى خارج العراق وإقليم شمال العراق.
وتعرض شارع المتنبي كغيره من مناطق بغداد والعراق لعدة تفجيرات خلال فترة عدم الاستقرار الأمني بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، إلا أنه تعرض يوم 5 مارس/ أذار 2007، إلى هجوم بسيارة مفخخة أدى لمقتل ما لا يقل عن 30 متسوقاً وتدمير العديد من المكتبات والمباني، وتم تدمير المكتبة العصرية بشكل كامل، وهي أقدم مكتبة في الشارع تأسست عام 1908. كما تدمر مقهى “الشابندر” الذي يعد من معالم بغداد العريقة.
أما وائل علي (41 عاما) فكان حائرا قرب عربته الصغير والتي يبيع فيها العصائر المثلجة، قائلا للأناضول: “منذ 4 سنوات لم يشهد شارع المتنبي هذا الغياب للزبائن والرواد الذين كان يتوافدون بأعداد كبيرة عليه”.
وتابع: “المواطنون بدأوا يتخوفون من القدوم الى شارع المتنبي خصوصا بعد موجة الاغتيالات والخطف التي شهدتها بغداد مؤخرا”.
ويحتضن شارع المتنبي كل يوم جمعة العديد من النشاطات الثقافية والمعارض التي يزورها العدد الكبير من السياح الاجانب فضلا عن المثقفين
وأصدرت منظمة الامم المتحدة اليوم الجمعة تقريرها النصف سنوي عن العراق، والذي أشار إلى أن أكثر من 5 آلاف عراقي قتلوا فيما أصيب أكثر من 11 ألف آخرين بجروح جراء أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ بداية العام 2014 الحالي وحتى الآن.
ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ”داعش” ومسلحون متحالفون معهم على اجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل يوم 10 يونيو/ حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار.
وتوعد رئيس الحكومة العراقية “نوري المالكي” بمواصلة الحرب ضد “الارهاب” في محافظة الانبار، كما اعلنت الولايات المتحدة الاميركية استمرار دعما للعراق في حربه ضد القاعدة.
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]