ثمن «الحوار»
الصادق المهدي يقول لن ندخل في حوار تتحكم فيه أهواء شخصية، ومثل تصريحه هذا لو وضع على الميزان السياسي سنجده بلا معنى. فالحكومة حريصة أكثر من غيرها على أن يمضي الحوار بصورة مرضية، وهي مستعدة لدفع الثمن الغالي لإنجاح الحوار، إذا كانت مستعدة أن ترصد ملايين الدولارات لإجراء الانتخابات. ورب قائل يقول إن الصادق يقصد أن الحوار لم يمض حسب أهوائه هو كما يريد. فهو يريد أن يحاور وفي نفس الوقت يطلق الاتهامات ضد القوات الحكومية، وتمنع الحكومة هذه القوات من استخدام حق التقاضي الذين يكفله القانون. ولكن السيد الصادق سياسي قلق جداً، فهو لم يصبر قبل عملية «تهتدون» على البقاء في البلاد، فخرج لتزعم المعارضة، وهو رئيس الوزراء المنتخب عام 1986م، وطبيعي أن يكون زعيماً لها. وقد عاد في عملية «تفلحون»، وانخرط في التنافس الانتخابي وانسحب في مرحلة متقدمة، ودخل في الحوار والآن يتراجع خطوات عنه. لذلك لا داعي أن يقول بأنه لن يدخل في حوار تتحكم فيه أهواء شخصية. وكان يكتفي بشروطه الجديدة والميثاق البديل.
زوبعة في فنجان
حركة الإصلاح الآن لن تؤثر على مجريات الأحداث السياسية في الساحة لصالح ما تنشده من إصلاح ما لم تعتمد المنبر الاعلامي الخاص بها أكثر من تصريحات قادتها في الصحف والمواقع الاسفيرية مثل الفيس والواتساب. فهل هي تريد أن يكتفي الناس بتعليقاتها والسلام؟! ها هو حزب العدالة الذي أسسه من أعضاء المؤتمر الوطني سابقاً مكي بلايل وأمين بناني منذ سنوات يتحرك حتى الآن في مساحة ضيقة جداً. وليس له معدل نمو يذكر في عضويته وذلك بسبب الفشل والكسل الاعلاميين. فالانشقاق أو الخروج من حزب كبير سواء أكان حاكماً أو معارضاً يتطلب بعد تكون التنظيم الجديد العمل الاعلامي المؤثر حتى يكون للانشقاق والخروج أثر. فحركة الإصلاح الآن تعتمد على وسائط اعلامية لا تملكها تنشر لها أخبارها الشحيحة. وهذا يجعلها حالة زوبعة في فنجان ليس إلا.
أنبوب «مشار»
مناقشة قائد التمرد في جنوب السودان رياك مشار مع رئيس جيبوتي لتشييد خط أنبوب نفط من حقول الجنوب النفطية الى ميناء جيبوتي مروراً بإثيوبيا كفكرة تعني أن قائد التمرد يريد أن يقلل اعتماد بلاده على الخط الذي يمر بالسودان حتى لا يستمر كعامل ضغط في حالة نشوب أية مشكلة أو بالنسبة لحجم الرسوم وزيادتها لأي سبب مرتبط بالسعر العالمي لبرميل النفط. لكن في هذه الفكرة هل التفت رياك مشار لحماية أمن أنبوب يعبر دولة تكون هي دولة عبور فقط مثل إثيوبيا؟!. هل درس الفكرة من الناحية الأمنية مستصحباً معه التوترات القبلية في إثيوبيا وكل الإقليم؟!
صحيفة الإنتباهة