وبالرغم من أنّ لهذه الأجهزة الحديثة القدرة على نقل الصور بدقة عالية، إلاّ أنها على ما يبدو لا تمتلك تأثيراً مشابهاً لما تحدثه المشاهد الحية، وبالتحديد المناظر التى تنقل مشاهد من الطبيعة.
فقد أظهرت دراسة أمريكية حديثة أنّ رؤية المناظر الطبيعية الحيّة، أفضل من مشاهدتها عبر التلفاز، من جهة قدرتها على التقليل من التوتر عند الأشخاص، حتى لو كانوا يملكون شاشات البلازما العالية الجودة.
ويقول الدكتور بيتر خان، الأستاذ المشارك فى علم النفس، من جامعة واشنطن الأمريكية، وعضو فريق البحث، “التقانة شيء جيد، وهى تساعدنا فى حياتنا، إلاّ أننا لن نخدع أنفسنا بالاعتقاد بأننا يمكن أن نستغنى عن الطبيعة”، موضحاًً “أننا نحاول اكتساب خبرتنا مع الطبيعة بواسطة استخدام التقنيات الحديثة، كالتلفاز وغيره من وسائل الإعلام، فنخسر بذلك الخبرة المباشرة فى التعامل معها”، كما قال.
وتضمنت الدراسة الطلب إلى مجموعة من الأشخاص الجلوس إلى منضدة، والقيام بأربع من المهام الذهنية، وهم يتأملون فى الأثناء مشهداً طبيعياً، عُرض لبعضهم من خلال شاشة بلازما، كانت تنقل المشهد عبر التصوير المباشر، فى حين طُلب إلى عدد آخر تأمل نفس المنظر، ولكن عبر النافذة، أما بقية المشاركين فقد كانوا ينظرون إلى ستائر، وضعت لتواجه المنضدة التى جلس إليها كل منهم.
وحرص الباحثون على عدم تحديد المهمة المطلوبة للمشارك، إلاّ عقب مرور خمس دقائق على وجوده أمام المنظر الطبيعي، وذلك بهدف قياس سرعة انخفاض معدل ضربات القلب لديه، بواسطة جهاز تم تثبيته إلى جسده، كما قام الباحثون بمراقبة الفرد طيلة فترة الاختبار، عن طريق كاميرا وضعت فى مواجهته.
وحسب نتائج الدراسة، فقد انخفض معدل ضربات القلب وبسرعة، خلال الستين ثانية الأولى من التجربة، وذلك عند الأشخاص الذين تأمّلوا المنظر عبر النافذة، وبشكل ملحوظ مقارنة مع الذين شاهدوه من خلال شاشة البلازما أو أولئك الذين حدّقوا فى الستائر. كما تبيّن أنّ المنظر الطبيعى الحيّ، دفع الأشخاص إلى تأمله لفترات أطول، مقارنة مع طول فترة التأمل عند الذين واجهوا الشاشة.
وتؤكد الدراسة أنّ تأثير النظر إلى المشاهد الطبيعية عبر شاشات البلازما، من جهة قدرتها على التقليل من التوتر عند الفرد، وخفض معدل ضربات القلب لديه، مماثلأ لتأثير التحديق فى الستائر.[/ALIGN] العرب اون لاين