قلم وساعد تكتب : هل أقدمت الحركة الاسلامية على الإنتحار عندما امتطت الدبابة !

[JUSTIFY]أشار الفيلسوف مالك بن نبي في و صف مثل مشكلة الحركة الاسلامية في السودان ب”انتقام الأفكار المخذولة” (تنتقم الافكار كما ينتقم جسر سيء البناء بالإنهيار على من بناه) ، فكلما بعدنا عن الارتباط و الأفكار التي من أجلها كانت الهبة كلما تدحرجنا من جرف هار، و زاد أمرنا سوءاً و تدهور حالنا من سيء لأسوأ.

الحركة الاسلامية السودانية و مسمياتها في مسيرتها من أربعينات القرن الماضي من “الحركة الإسلامية”، إلى “الإخوان المسلمين”، إلى “جبهة الميثاق الإسلامي”، مرورا بـ”حركة الاتجاه الإسلامي”، ثم “الجَبْهَة الإسْلامِيَّة القَومِيَّة” تتويجاً ب”الانقلاب” الذي انفرطت حبات المسبحة فيه بحل الحركة رسمياً، و قيام التيار العريض الذي سمي بالمؤتمر الوطني الذي نقل اتباع الحركة من التنظيم الى جمهرة النظام السياسي، والذي أدار التحولات الجوهرية كالحكم الاتحادي و قوات الدفاع الشعبي و أجهزة الضبط و الرصد، وتجاوز بمركب الانقاذ محاولات الاجهاض من طرد من مؤسسات مالية ومضايقات ومحاصرات اقتصادية و دعم التمرد في الجنوب و دارفور وتدخلات عسكرية كـ (الأمطار الغزيرة)، و سعى الى انقاذ الاقتصاد باستخراج البترول، واستطاع التعامل بوتيرة تراوحت بين الذكاء و الغفلة في منعطفات السياسة الخارجية.

بعد عشرة سنوات من الانقلاب الذي تقدم الحركة مبررات له، حصلت الهزة الكبرى للإنقاذ متمثلة في المفاصلة بين عراب الانقلاب و قائد الانقلاب، بين الترابي و البشير، و يرجح المحبوب عبدالسلام المحبوب في كتابه “الحركة الإسلامية السودانية (دائرة الضوء.. خيوط الظلام) (تأملات في العشرية الأولى لثورة الإنقاذ) بين صدقية الفكرة و أخطاء التطبيق، و يرجع الانفصام للمفاصلة التي حدثت، “وميز من اختاروا الاستمرار في خط الترابي كأبرياء، والذين انحازوا للقصر كطائفة مسؤولة عن كل أخطاء التطبيق” عجبي!!

ولكن كل الذين والوا الانقاذ أو وقفوا متفرجين من اتباع الحركة الاسلامية أخذوا بخطام الحركة الى الانتحار الذاتي، و ذلك اما بالمشاركة الفعلية او بالتزام الصمت تجاه ما يجري، و لم ينصر المتفرجون اخوانهم ظالمين او مظلومين!!!

– ألم يحدث ان عانى اخوان الأمس بعد المفاصلة غربة الفكر و الأوطان (د.علي الحاج , المحبوب عبدالسلام وغيرهم ) ؟ ألم يشرد البعض ( بسبب الانتماء الحزبي ) من وظائفهم و يضايقون في أرزاقهم؟ ألم يزج بهم في المعتقلات الأمنية و السجون؟

– ألم يشرعن التمكين لبعض القياديين و المحسوبين البحث عن حظوظهم و حظوظ ابنائهم و عشيرتهم الأقربين؟ هل تم توظيف الاسلام و استثمر الايمان في الارتقاء بالسلوك العام للمنسوبين ليجسدوا القدوة في قيادة أطياف المجتمع؟ هل يكفي الإكتفاء بحسن النية، و التهليل و التكبير و الوقوف عند بعض الشعائر (هي لله…هي لله….لا للمال و لا الجاه…)، و اجتذاب البسطاء بـ (العرضة) و التحركات المزاجية، و الحلول الجزئية، و المناورات، وحوار الطرشان، و تناسي روح الدعوة وعناصرها و شمولها لكل المجالات و قدرتها على اطلاق الطاقات واستثمار الامكانات؟ عجبي!!!

– أين استصحاب القواعد الفقهية، و استجلاء مضامينها الاجتماعية و العالمية، كقاعدة دفع المفاسد و حفظ المصالح، و لا ضرر و لا ضرار، و سد الذرائع؟ ألم يؤدي جمع (المتردية و النطيحة) في سدة قيادات المؤتمر الوطني على مستوياته الدنيا و الوسيطة و العليا الى قتل هذه القواعد بالفهم القاصر او عدم الفهم؟

-ألم تزكم أنوفنا رائحة الفساد المالي و الأخلاقي؟ ألا يعربد المندسون ومدعو الحركية و الأحداث الذين وجدوا أنفسهم في مواقع الكبار فانتهكوا الشبهات و حاموا حول الحمى و أحيانا وقعوا في المحرمات فأسحتوا؟

و بعد هذه التساؤلات اورد بعض ما ذكره الدكتور عادل حسون المشهور بـ (عادل الخنساء) عن اسباب انتحارالحركات في كتابه (الانتحار الذاتي للجماعات الحركية في العمل الاسلامي المعاصر) وتمت اضافة اسباب أخرى وتعليقات لمسرحة الموقف و لك قاريء العزيز أن تستدعي من الصور ما تشاء و أرشيف الإنقاذ زاخر:

– “الجهل بجدلية القيم و الأشخاص. عندا يدور الرجال حول الرجال!!” (و ما أكثر المتسلقين و لاعقي الأحذية وحارقي البخور!!)
– “فوضى القيادة: عندما يتحول بعض القياديين الى تجار!” (المتعافي، قوش،…)
– “عندما تكون الاستقالة و الاقالة و المساءلة عبارات غريبة!!” ( كم من انقاذي ارتكب خطأ فاداحاً و لم يستقيل و لم يقال و لم يخضع لمساءلة!)

– “عندما تجهل الجماعة أو تتجاهل نظرية الفصل بين السلطات!!”
– عندما يصبح نظام الجرح و التعديل اثراً بعد عين!!
– عندما يتهم الأخ أخاه بالنفاق ( المفاصلة)!!
– عندما يترفه المتفرغون للعمل الاسلامي!! (السيارات الفارهة المظللة لكل فرد في العائلة)
– “حينما نسمع جعجعة و لا نرى طحينا” ( اشواق الانقاذ)!!
– “عندما يدافع العضو ظلماً عن جماعته إذا قام آخرون بكشف أخطائنا!!”
– ” عندما تجهل الجماعة فن حب مجتمعاتها!”
– “عندما تغيب الجماعة عن الواقع و يعجز بعض قياديها عن معالجة مشاكل المجتمع و الدفاع عن الكادحين!”
– ” عندما لا تستفيد الجماعة من كتابات مخالفيها و أعدائها!”
– “عندما تظهر بودار علاقات و مراكز القوى!”
– “عندما تخطيء الجماعة في ترتيب الأولويات!”
– “انعدام استشراف المستقبل” ( قصر النظر المتمثل في موت مشروع الجزيرة و ذهاب البترول بانفصال الجنوب)
– “عندما يتم اقحام المستجدين في مشاكل حزبية و تسخيرهم لضرب المعارضين!”
– ” عندما تضيع الشعارات البراقة في حمى التطبيق الخاطيء!” ( الاسلام هو الحل)
– “عندما تسمح الجماعة الحركية بوجود أنصاف القياديين!”
– “عندما يتكلم العقل باسم الغريزة الكامنة!”
– “عندما تكون ردود الحركة على ناقديها انفعالية و غير موضوعية!”
– “عندما يكون لسان حال بعض القياديين: أنا الجماعة… أنا كل شيء!!”
– ” عندما يتسرب منهج الاطعام للإسكات إلى الجماعة الحركية!”
– “عندما تهيء الجماعة الحركية أسباب الخروج عنها و عليها!”
– “عندما تفتح ملفات(هم) و ينسون ملفات (نحن)!!”
– “عندما لا تعرف الجماعة معنى الخطط و التخطيط و الاحصاء!”
– ” عندما تهيء الجماعة الظروف للطعن في مؤسساتها!”
– “عندما تتساهل الجماعة الحركية بمثقال ذرة من عنف أو إرهاب فكري أو بالسلاح!” (حركة العدل و المساوة)
– “عندما يتم الخروج عن الجماعة و عليها لهوى أو مزاج أو مصلحة!”
– عندما تتشظى الجماعة و يحارب بعضها البعض! (المفاصلة)
– “نقصان العدالة الربانية: عندما يتهرب المنتمون من تطبيق ( و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)!”
– “عندما لا يفهم المنتمون حرية التعبير وواجب قبول النقد لأقصاه و في أسوأ الظروف”
– عندما ينبري صحفيو الجماعة للنقد و تكبير صغائر الإمور كتبرئة للنفس من الانتماء!
فماذا بعد هذا أليس بينكم رجل رشيد فيعيدها سيرتها الأولى و ينقذها من هذا الركام؟

بقلم : د. عصام الدين الفادني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة .
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email] – قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا
https://docs.google.com/document/d/1rbnd_jtl-_DDHtO_Nid77Ya4HZkxpcxnU0LVfWDMxmg/edit[/JUSTIFY]

Exit mobile version