وصلت الى اثيوبيا وجدتهم إعترفوا بأن شعبهم يعاني الفاقة… أقنعوا شعبهم أن محاربة الفاقة أول هو قمة الأولويات… أقنعوا شعبهم أنهم ضد الفساد… خططوا لنهضتهم… أدركوا أن التعليم أول الخطوات… خصصوا 70% من الكليات الجامعية للعلوم التطبيقية والباقي للعلوم الإنسانية…. ومن فاتهم قطار التعليم الجامعي فالتدريب المهني يسع الجميع… أدركوا أن الشباب هو العماد فأسندوا إدارة كل المشاريع الكبيرة للمهندسين الشباب… غادرت اثيوبيا وليس بها حوار وطني لكن لها إجماع وطني على محاربة الفقر لأجل أجيال قادمة.
ثم بعد إسبوعين عدت الى السودان.. وجدت الصادق المهدي (85) عاما يريد تشكيل حياة من هم دون (20) عاما … والبشير والترابي وغازي وكلهم تخطى السبعين لكن لازالوا يحجبون الشباب…
وصدق من قال أن السودان (يُنّظر) واثيوبيا تطبق… السودان كله يردد مع وردي (سندق الصخر حتى ينبت الصخر لنا قمحا وخضرة)… والواقع يقول اننا حتى مشروع الجزيرة الذي سلمنا له الانجليز صاغ سليم لكنا حولناه إلى حطام.. بينما الشعب الإثيوبي يدق الصخرة حقيقة وليس مجاز حتى أخرج له عيش ريف وبن وفواكه.
بفلم : علي ميرغني