ﺍﻟﺨﻄﺒﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ..
ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )) ﺃﻥ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻّ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﺣﺮﺍﻣﺎ (( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ: ﺑﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻝ
ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﻴﻞ : ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻗﻴﻞ : ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ،
ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻗﻴﻞ: ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮﻏﻬﺎ،
ﻭﻗﻴﻞ: ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻄﺒﺘﻴﻦ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻄﺒﺘﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ
ﻣﻮﺳﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ: ))ﻫﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ .(( ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻄﺒﺘﻴﻦ ﺣﺎﻝ ﺟﻠﻮﺱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺨﻄﺐ ﻓﻼ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻟﻐﻮﺍً؛ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺮﺍً ﺧﺮﻭﺟﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻨﻔﺮﺍﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ “: ﻛﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﻓﺔ .” ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ : “ﻳﺠﻬﺮ
ﺑﺬﻟﻚ ﺟﻬﺮﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺇﻻّ ﺣﺮُﻡ.” ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ي.ع
[/JUSTIFY]