(1)
ولد ابو عبيدة حسن في الولاية الشمالية في عام 1952م بتنقاسي السوق وتعلم العزف على آلة الطمبور منذ نعومة اظافره وذلك لوجودها بمنزلهم حيث كان والده عازفا ماهرا عليها، ابو عبيدة حسن يعمل في نجارة المباني المسلحة، حيث كان من النجارين المعماريين الماهرين.
تأثر ابو عبيدة حسن في بداياته الفنية بكل من النعام ادم وادريس ابراهيم وعثمان اليمني، اخذ ابوعبيدة في يوم من الايام طنمبوره بكل ثقة رغم صغر سنه وقابل عمر عثمان مقدم برنامج (ساعة سمر ) وطلب منه ان يقدم اعماله فاختبره بعدد من الاغنيات وبعدها وافق على ان يعطيه فرصة لأغنية (القلب البريدو) فقط ولكن الاغنية خلقت رواجا كبيراً فكثرت الطلبات عليها في برنامج (مايطلبه المستمعون) مما جعل المذيع عمر الجزلي يتصل عليه ليقدمه في برنامجه الاذاعي الشهير 7X7 حيث يتم فيه تقديم سبع اغنيات فكان وانطلق ابوعبيدة بسرعة الصاروخ من ذلك البرنامج.
(2)
ثم تهافت اليه عمالقة الشعراء ووثقوا في امكانياته الفنية العالية وتعامل مع (محمد بشير عتيق وكدكي وهاشم صديق والحلنقي وعزمي احمد خليل وابراهيم الرشيد واسماعيل خورشيد وعدد كبير من الشعراء تضيق المساحة لذكرهم ،التقى ابوعبيدة حسن بالموسيقار برعي محمد دفع الله في منتصف سبعينيات القرن الماضي واعجب بالحانه ايما اعجاب وسأله بمن تستعين في عمل الحانك؟ فقال ابوعبيدة لوحدي فقال به برعي: تعال نجلس ونسجل كل الحانك ولكن يد المنون كانت اطول ففارق برعي الحياة قبل ان يسجل له.
(3)
ومن تميز وتفرد ابو عبيدة انه عدّل الطنمبور العادي وزاد له وتر اضافي فضلاً على تركيبه لمفاتيح خاصة من ابتكاره وذهب الى ابعد من ذلك عندما ادهش الجميع وهو يدخل الكهرباء في الطمبور.
(4)
المصداقية والانسانية في اغنيات ابوعبيدة تجعل من يسمعه لأول مرة يعشقه على الفور فهو يختار اغانيه بعناية فائقة خصوصا عندما سافر من اهله لأول مرة وغنى اغنيته الشهيرة (من اهلنا سافرنا) وعقبها بـ(نسيتنا وما زرتنا) ثمّ اغنية (ياعقد الجواهر) التي لاقت رواجاً وقبولا كبيرين، وهو ايضاً إنسان رقيق وشفيف غنى لأمه وهى في سرير المرض اغنية: (انتي تبري من الالم).
(5)
تدهورت الحالة الصحية لأبوعبيدة حتى قادته الى مستشفى التيجاني الماحي قبيل سنوات وكان هناك رد الوفاء بالوفاء حيث اتى اليه الاستاذ عمر عثمان وهو اول شخص سجل لأبوعبيدة حسن اغنية في برنامجه (ساعة سمر) فسجل معه حلقة اخرى بالمستشفى في العام 2009 م بحضور الدكتورعبد المنعم يوسف، المدير العام لمستشفى التجاني الماحي في ذلك الوقت فخرج ابوعبيدة من المستشفى ليجابه ظروف الحياة القاسية بعد ان وجد الساحة الفنية تغيرت بأكملها وفي نفس الوقت تيبست اطرافه وجفت اصابعه مما اثر ذلك سلبا على عزفه على آلة الطنمبور ولكن ابوعبيدة لم يستكين ولم يستسلم ولم يتسول او يستجدي احد فقد فتح نافذة فنية اخرى من مجموع النوافذ الكثيرة الموجودة بداخله فبدأ يصنع الطنابير ويبيعها ويخط بأنامله الرقيقة بعض اللوحات ويعرضها بالسوق ويصّنع حظائر الدواجن والاقفاص ويجلس بها في السوق ليجد ما يقتات به هو واسرته وهو هاش باسم لم يتذمر من مسئول لم يصله اومن صديق قطعه.
سعيد عباس-صحيفة السوداني