لا شك أن التقرير فخر وشرف لنا كسودانيين وعنوان دال على تفاني وإتقان الإنسان السوداني في كل المجالات وتفوقه على غيره من الجنسيات الأخرى ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يتغير آداء الطبيب السوداني عندما يعمل خارجاً؟ أم أن الأطباء الذين يعملون بالسعودية هم الأكثر كفاءة؟ إذاً فكيف تنعدم نسبة الأخطاء الطبية للسودانيين في السعودية بينما تصل مداها هُنا في السودان؟؟ ولعل والأخطاء الفادحة تشهد على إهمال الطبيب السوداني و خير مثال قضية حاجة الزينة التي تُعدُ أكبر وصمة عار في جبين كل طبيب سوداني ودليل على الإهمال والتمادي الصارخ فيه!
يبدو جلياً أن السبب الرئيسي في التباين الكبير بين آداء الطبيب السوداني خارجاً وآداءه هنا هو البيئة العملية المريحة التي توفرها له فرص العمل خارجاً، وهذه البيئة تشمل المقابل المادي المجزي والإمتيازات المتاحة والثقة الكبيرة التي تُمنح له فيعمل بكل جدٍ ويبذل مافي وسعه براحة تامة، وهذا الوضع ينطبق على معظم المهن الأخرى فقد بنت الكوادر السودانية مؤسسات التعليم العالي في دول أخرى مثل السعودية وليبيا والكويت وغيرها بينما ينهار نظام التعليم العالي في السودان نتيجة لتشقق كل العوامل المحيطة به بما فيه آداء الأستاذ الجامعي نفسه.
إذا عُرف السبب بطل العجب! فالإنسان عموماً يحتاج إلى التقدير المادي والمعنوي لينجز ويجزل العطاء وهو الذي نفتقده في السودان الذي يجري أبناءة جري الوحوش ولا يحصلون إلا على الزهيد من المقابل مما يزيد من وتيرة الإحباط ويقلل من جودة الآداء.
النيلين – عبير زين
ع.ش