[JUSTIFY]
هذا النداء أرسله لهؤلاء لأن الأمر كله بيدهم ولأن القلم والقرار بيدهم. هل يسركم الحال الذي عليه وضع الأستاذ الجامعي؟ وهل يسركم الحال الذي عليه التعليم العالي؟ وهل يسركم تردي التعليم العالي والحال الذي عليه الطلاب؟ وهل تسركم هجرة الكفاءات والعقول من السودان كل عام بل كل يوم؟ هل يسركم تردد وتسول وتسول الكفاءات على أبواب لجان التعاقد؟ الإجابة بالطبع لا. إذن ما هو العلاج؟ وقد أصبحت وكالات سفر الأستاذ الجامعي مثل «الكناتين» تنتشر في كل شوارع الخرطوم يسافر الأستاذ الجامعي عبر الذل والمهانة ودفع المال للوكالات. لا التعليم العالي ينظم الهجرة ولا وزارة العمل تقنن العقودات، الهجرات مستمرة ولمن؟ لأعز ما يملك السودان من الكفاءات. الأستاذ الجامعي الذي يعيش على الكفاف لا بد أن يهاجر. السودان يفقد أعز ما يملك ومجلس الوزراء الموقر يعرف والبرلمان يعرف ووزيرة التعليم العالي تعرف وتعلم وتوعد بالحل!! ولكن كأنهم لا يسمعون ولا يرون حال السودن الذي تهاجر منه أعمدة ومقومات التنمية الشاملة. المتمثلة في الأستاذ الجامعي الذي يرجو منه أن يخرج من ينعش التنمية من الاجيال ويقود المجتمع نحو الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي فيما يسمى بالتنمية الشاملة. إن السودان الذي يعمه الفقر والجهل والمرض وتكتب الصحف كما جاء في الوان يوم الجمعة 4/7/2014م «المجاعة تهدد السودان بحلول سبتمبر» ليست المجاعة فحسب إنما تهدد السودان هجرة العقول من الأساتذة وهجرة العمال المهرة. والسودان يهاجر منه كل يوم الذين يعول عليهم أن يحاربوا الفقر والجهل والمرض. ولكن يبدو أن الدولة زاهدة في الكفاءات وأعز ما يملك السودان. يا سعادة الرئيس ومجلس الوزراء الموقر والبرلمان ووزيرة التعليم العالي ماذا تنتظرون وأنتم تنظرون في حال الأستاذ الجامعي الذي يعيش على الكفاف ويمكن للقارئ أن يتصور معي أن مرتب الأستاذ الجامعي في أعلى درجة بروف ــ لا يتجاوز 3000 جنيه، فما بالكم بالمحاضر والأستاذ المساعد.. ألخ، والموظفين في سلك التعليم العالي. إن بعض الدول تعطي الأستاذ بدرجة أستاذ تعطية مرتب سنة في السودان في شهر واحد فقط. ألا يكون هذا مدعاة للهجرة وإذا لم توافق الجامعات يقدم الأستاذ استقالته زاهداً في السودان وفي الجامعة وفي وزارة التعليم العالي. ذات مرة قلت لبعض الأساتذة كتبت في الصحف بعض المقالات عن هجرة العقول فرد علي قائلاً:
لقد أسمعت اذ ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
قد ينفع نفخك في جمار
ولكنك تنفخ في رماد
الآن أخاطب الذين جعلتهم عنواناً لهذا المقال ولا أظن أني أنفخ في رماد. وأظن أني أخاطب حياً وأخاطب مهتماً بأمر التعليم العالي وأرجو منه الاستجابة والاستجابة السريعة. إن الأستاذ الجامعي الآن يذل ويهان بدلاً من أن يكون شعاره «لن نذل ولن نهان» والسبب سياسات الدولة وكأنها لم تسمع بدولة ماليزيا وما وصلت إليه من نهضة وتقدم وتنمية. عندما سئل الرئيس مهاتير محمد رئيس ماليزيا السابق.. عماذا فعل حتى صارت ماليزيا في الدول المتقدمة وفي فترة وجيزة.. فقال: صرفنا على التعليم ثلاثة أرباع إيراداتنا العامة.. فتخرجت أجيال متسلحة بعلوم العصر.. وانتشرت كالنحل على كل مرافق الدولة.. وعندما قامت نهضة اليابان الحديثة يقال أصدرت الدولة مرسوماً تقول فيه على كل صاحب مركبة خاصة وعامة أن يخدم المعلم وعلى المعلم إبراز بطاقته فقط ويأمر السائق أن يذهب به حيث يريد ولا يسأل عن الأجرة. وذلك تقديراً لزمن المعلم الذي هو أساس التنمية والنهضة. ونسأل السودان كم من الميزانية رصدت للتعليم وكم ترصد للتعليم العالي. هذه طموحات لا أظن السودان في مستواها. ولكن يكفي فقط الأستاذ الجامعي أن يجد من المال ما يسد الرمق ويشتري المراجع وكل ذلك كي يقلل من هجرة الأستاذ الجامعي. وأخيراً أوجه النداء إلى هؤلاء الذين هم في صدر المقال وهم عنوان وأضيف إليهم نقابة التعليم العالي. لماذا أنتم تتفرجون على الأمر الوضع المزري للأستاذ الجامعي. إن النقابة مهذبة وعاقلة. وإلا لماذا لا تقود إضراباً. ولكن لأن الاضطرابات تشل التعليم العالي. حتى لا يخرج علينا السياسيون بأن النقابة أضربت من أجل دريهمات. وفي عصر حكومة المحجوب عندما أضرب استاذة التعليم الثانوي عام 1968م قال البرلمانيون إن الأساتذة أضربوا من أجل دريهمات. أوجه النداء في آخر هذا المقال واذكر به «نداء لسعادة الرئيس ومجلس الوزراء والبرلمان ووزيرة التعليم العالي. ماذا تنتظرون؟»
بالعلم والمال يبني الناس مجدهم
لا يبني مجد على جهل وإقلالٍ
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
[/JUSTIFY]