بدر الدين عبد المعروف : الاختلاط وحرمة شهر رمضان

[JUSTIFY]ساقتني المقادير قبل أيام في بداية هذا الشهر المبارك الى جامعة عريقة تتوسط العاصمة الخرطوم تلك الجامعة التي كانت حلماً وتمني للصفوة من ابناء مجتمعنا المتشابك باختلاف عاداته وطبقاته الاجتماعية، وكنا قبل سنين عددا نتجول في ساحات تلك الجامعات لنتزود بكثير من الفوائد والدروس ان كان عبر مطالعتنا للصحف الحائطية او حضور التجمعات الثقافية وامسيات الشعر والادب الرصين واركان النقاش بشكلها القديم لا «بالاليم» الذي اصبح كما معارك الثوار، قتل وجرح وجرائم تعدي لا تمت للاخلاق البشرية المسلمة بشيء ! واضطررت لأن أقف لحظات واترجل من سيارتي حتى اكتشف تفاصيل المتغيرات ومناظر السوء التي تمس كل ناظر،، مجموعة من الطلاب والطالبات في اعمار صغيرة جداً كالاطفال! حسبت أنهم أتوا هنا كما كنا في السابق عندما تنظم لنا مدارس الابتدائي والروضة رحلات من اجل التشويق لتشجعنا حتى نحرص على المنافسة لندخل تلك الجامعات، فالاعمار التي امامي احتار في انها وصلت لدخول سور تلك الجامعات بتسلسل وتدرج تعليمي اختلفنا فيه مع ادارة التعليم وهي تصر على ان يكون كما هو الحال، هؤلاء الطلاب يدرسون بتلك الجامعة «فعلاً» كما تأكدت، يجلسون بطريقة استفزازية جارحة للشعور العام خاصة هؤلاء الذين نجدهم حول الفناء الخارجي كيمان كيمان كل ولدين وبنتين خاتين ليهم «بنبر» وهاك يا ضحك وقرقرة واكثر ما غاظني طريقة ذلك الطالب الردئ وهو يمد يده لتلك السنيورة وخاتيها في ارجله بلا خجل وترسم ليه بقلم جاف، حاولت الجلوس بالقرب منهم لارى ما ترسم تلك الغبية فوجدتها ابدعت في رسم قلب يخترقه سهم طويل مجروح كما تجرح بفعلها القبيح مشاعر المارين!!! واخر لم يبعد جلوساً عن هؤلاء كثيراً فضل ان ينزوي بعيداً عن الابصار في نفس المجمع تحت الشجرة الكبيرة التي تسمى كما علمت «شجرة الريد» فهذا الاخر يضع هاتفه بينهما مثل «من بين حجاب» ويسمعها في اغاني كلها مياعة وفجور وبصوت مزعج وكانهم لا يرون رقيباً عليهم يغشوه وعلى ما اعتقد انهم استفادوا من فتاوى الشيخ عادل الكياني امام الحرم السابق !! عمدت للنظر اليهم بغيظ وعدم رضا حتى يستحوا فيما يصنعون في نهار ذلك اليوم المبارك من شهر رمضان المعظم،، وليتهم يستحون !!! ولكن هيهات ،،فتركتهم في حالهم الميؤس وعمدت الدخول فوجدت الحال اسوأ من ما رأيت في الخارج ولكن حمدت الله ان من بالداخل لم يجاهر بالفحشاء والمنكر، ولكنها جلسات غير مقبولة على الاطلاق وظللت لاكثر من ثلاث ساعات لم يتبدل الحال فالجميع في هرج ومرج وونسات وقعدات واختلاط وهظار ورصيع في الكتوف بين الطلاب والطالبات،، لمحت بالصدفة احد قريباتي القادمات من الاقاليم، لم اصدق عيني «فلانة» بنت التوم ودالامين؟ فلهمة شديدة ومجلبطة وشها بالبدرة وشي روج وشي ميج والشنيطة مطقماها مع البلوزة ولابسة غوايش حمراء وصفراء وبشتنة شديدة!! وتألق شديد ناديت عليها للتأكد انت ماك بت عم التوم الجزار اجابت بعجل وخجل «ايون» واظنها طريقة جديدة للرد بدل ياني «فلانة» تجاذيت معها الحديث لاكتشف الخلل،، وحدثتني حديث الواقع المحزن، عمي الجامعة من الصباح ما دخلنا محاضرة ناس العمادة عندهم اجتماع ولينا شهرين بالحال ده قلت ليها طيب بتجن ليه طالما قراية ما في ضحكت وكأنها تخاطبني في السر انت عوير ونخلي الخلط والجكس ده لمنو!! المهم استودعتها الله وانا في ذاكرتي حال اهلها البسطاء في تلك القرية الفقيرة منظر البيوت والفضية وسحارة حبوبتا وطش الغسيل الليه ضل قدامه تدعك وتجدع لبتول اختا وموية الجدول والطين وباب الخشب المتين والدانقة ومكوة الفحم والناطوع وحاجات لا يمكن ان تتبدل عند «نونو، نعيمة في الاصل» بهذه الطريقة وتذكرت معاناة عم التوم وصحيانو بدري من الفجر والضبيحة وبيع اللحم قدام بيتو والخضار وركوب الحمار للزراعة وجيتو في مغيب الشمس لا لشيء غير ان يسعد «فلانة» ولكن هل تقدّر هي ذلك وهل تتذكر تلك التضحيات؟؟ لا اظن ذلك فالمنظر الذي نشاهده لا تقدير فيه ولا حرص منهن عبث وفوضى وعدم مسؤولية تمارسها ويمارسها كثير من طلابنا في الجامعات ومناظر تسيئ لاسرهم وتجرح مشاعر كل من مر او قادته الاقدار امام تلك الجامعات!! ولا أعفى ادارات تلك الجامعات وامنها الطلابي من تلك الظواهر والمناظر غير المقبولة فجلوس الفتيات بهذه الطريقة المستفزة مع الطلاب فيه عدم رضا لنا لابد من ان تتم التوعية والتبصير لان الامر يدخل في «ثالثهما الشيطان» لا تسمحوا لهم بتلك الحرية حتى لا يقعوا في المحظور فكثير من الجرائم الاخلاقية تولد شرارتها عبر تلك الجلسات،، وعلى الطالبات الصغيرات المراهقات غير المستوعبات لخطورة ذلك الفعل عليهن الرجوع للحق والفضيلة، فعدلي من جلستك وضمضمي ارجلك بتهذيب وانستري ولا تتكشفي، فأنت تسيئين لمجتمع كنا نتشرف ان ننال منه الانتماء وكنا نطمئن ان بناتنا جزء منه!! والمضحك ان بعض المستثمرين الصغار من ستات الشاي اصبح عدد البنابر عندهم للجلوس والخلط اكثر من كبابي الشاي والساعة بسعر والساعتين بسعر وان جلست ثلاث ساعات في خصم !! يعني مغريات لتطول القعدة والاختلاط !!! كيف تكون تلك جامعات للعلم أين القاعات والمدرجات؟ وإن كان ما رأيت اقلق منامي وانا في شهر العبادة فكيف يكون الحال في ما دون ذلك من ايام السنة؟ الامر يحتاج لوقفة صلبة ومتابعة وتدخل سريع من الشرطة المجتمعية خاصة للذين يمسون المظهر العام، ولا اعتقد ان في ذلك سلب او تدخل في الحريات المزعومة فالامر مربوط بنواحي شرعية لا جدال فيها، فالاختلاط غير مشروع وان دعت له الظروف والضرورات وجوزه المستحدثون فينبغي توظيف ذلك بوعي وترشيد الامر، بما يتقلل من تلك الفتن والبلاوي والمنظر الذي نشاهده ويشاهده الآلاف من سياراتهم او هم يستغلون المركبات اويشاهده الراجلون في التجمعات والثنائية والرباعية في الاختلاط امام تلك الجامعات منظر مرفوض مرفوض خاصة في هذا الشهر المبارك، فلا تفسدوا علينا أيام الرحمة والعتق من النار بما هو مضل، واتقوا الله فينا وفي أهليكم وكونوا كما بعثناكم وأعناكم في الوصول لتلك الدرجات لا لنحزن بأخبار عنكم لا تسعدنا أو تسر البال بل لنفرح بنجاح أكاديمي وأخلاقي نتطلع له دوماً.

صحيفة الإنتباهة
بدر الدين عبد المعروف الماحي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version