… مواصلة
إذن المنطقة العربية مقبلة على حدث جلل، وأن العدوان على سوريا سيفجر حربا إقليمية شرسة، ستغير نتائجها خارطة المنطقة، فالهزيمة الأمريكية في الساحة المصرية شنيعة هزت أركان الإدارة الأمريكية، وقضت مضاجع العثمانيين الجدد في تركيا، وأشعلت الأضواء الحمراء في عواصم الإفك والإجرام والجاسوسية، والمحطة السورية أوقفت ما يسمى بقطار التغيير الأمريكي، فكان هذا الفزع في دوائر أمريكا وحلفائها، التي اتجهت لفبركة الأسباب والذرائع لشن عدوان بربري على سوريا الشعب والدولة. في السياق نفسه حذرت العديد من الدوائر السياسة والأمنية في بعض الدول الرافضة للعدوان على سوريا، من أي عدوان قد يشن على سوريا، سيشعل النيران في المنطقة، ولن تسلم منه الدول التي تشارك في هذا العدوان، وخاصة دول الجوار لسوريا.
هنالك تأهب غير معلن في البعثات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية في العديد من عواصم العالم، وهناك إجراءات واحتياطات أمنية استثنائية داخلية في الدول المتحالفة مع أمريكا خشية انفجارات شعبية واسعة ضد الأنظمة القائمة ودعما للشعب السوري، وقد تدفع جهات في المنطقة للوقوف إلى جانب الشعب السوري بالرد والمشاركة كحزب الله، الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما تتعرض له سوريا، خاصة وأنه مستهدف أيضا من العدوان والمؤامرة الداخلية، وهذه المشاركة سيكون لها تأثير كبير على تطورات الأحداث في المنطقة وهذا ما حذرت منه قيادات حزب الله في الفترة الأخيرة.
ومع ذلك لم يفهم تيوس سقيفة الطيب مصطفى للفتنة أن تفكيك جيوش مصر وسوريا والعراق هو الهدف الأول لأمريكا وإسرائيل وأتباعهما!!
فما هو دور الخيانة الذي قام به قادة الإخوان المجرمين في محاولة تفكيك الجيش المصري كما حذر منه د. حسن مكي بصوت ضعيف على استحياء؟ الجواب دورهم كبير ولا يغتفر!! هم متورطين في الخيانة والعمالة ويستحق قادة الإرشاد الإعدام، بل استئصال الوهابية والإخوان فرض عين شرعي، ويكفي أن مؤسسة الأزهر الشريف صرحت علنا أن السلفية الوهابية والإخوان خوارج العصر، ووصم الفريقين إنهما ارتدا عن الإسلام حين يشهرون السلاح على المسلمين!!
جاء في تقارير إسرائيلية أن من مصلحة إسرائيل أن تطول حالة الفوضى وعدم الاستقرار في مصر، لأن حالة الفوضى قادرة على استنزاف قدرة الجيش المصري، وهذا لن يؤثر كثيرا على ما يحدث في سيناء، فالعمليات هناك لن تنتهي بين عشية وضحاها، بل تحتاج إلى وقت طويل، وإسرائيل التي قامت ببناء جدار على طول الحدود، قادرة بشكل كبير على أن تحمي حدودها، تماما كما يحدث على الحدود مع سوريا، أي أن استمرار حالة النزيف والاستنزاف في مصر ليس لها أثار سلبية على إسرائيل، بل على العكس، فهي تصب في ما يؤمن به البعض داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، علما، بأن إسرائيل وعلى الرغم من معاهدة كامب ديفيد ما تزال تعتبر الجبهة مع مصر مقلقة وغير مطمئنة، ليس بسبب العصابات الإرهابية المنتشرة في سيناء بل بسبب قوة وقدرة الجيش المصري.
وتشير بعض فقرات التقارير الإسرائيلي منها أن الموقف الإسرائيلي من الوضع في مصر يقارب إلى حد كبير ما صدر مؤخرا من مراكز تخطيط وبحث شبه حكومية. والى جانب التحليل الخاص بمصر، هناك حديث عما يجري في سوريا، وأهمية إنهاء الجيش السوري بصورة لا تسمح بعودة هذه المؤسسة من جديد، وهذا لن يكون إلا إذا تشكلت مجموعة جيوش في سوريا، أو ما يمكن وصفه بجيوش الأقاليم، أي تقسيم البلاد.
والأخطر على إسرائيل -حسب هذه التقارير- هو الخوف من عودة الخطر القادم من الشرق، فإسرائيل لم تكن راضية عن انسحاب أمريكا من العراق قبل نضوج أفكار مخطط التقسيم بشكل نهائي وواضح، وإسرائيل تخشى أن يعيد العراق بناء قوته العسكرية والاقتصادية وأن يتحالف مع محاور معادية، فالعراق يشهد اليوم محاولة انبعاث وإعادة بناء من جديد، وما يساهم في تعطيل وتأخير الدوران السريع لهذه العجلة هو ما تشهده العراق من تفجيرات وعمليات إرهابية، فلا يمكن السماح بعودة الخطر الشرقي مرة أخرى.
والتوصية التي خرجت بها هذه التقارير، إمكانية تجاوز العراق للوضع الأمني المتوتر، وأن يعود البناء بصورة ووتيرة عالية، لذلك، توصي هذه التقارير بضرورة توفير المناخ المناسب بشتى الوسائل الممكنة لتقسيم العراق وعدم السماح لانبعاثه وحدة واحدة، وهو المطلوب إسرائيليا وأمريكيا في سوريا ومصر، أي أن تكون ساحات هذه الدول ضحية لسيناريوهات توفر قدر أكبر من الأمن والأمان لإسرائيل.
وعودة للسؤال: هل تنجح أمريكا وإسرائيل في تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ كل المؤشرات إلى الآن تشير إلى أن قوة إرادة الشعبين السوري والمصري أثبتت فشل التقديرات الأمريكية!!
تعاني الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما من التقديرات غير السليمة التي أدت إلى مردود سلبي على السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فجميع التقديرات التي وضعتها المؤسسات الأمريكية المختصة بشأن الأحداث في المنطقة ثبت فشلها وكذبها. واستنادا إلى دوائر عليمة فان تقديرات إدارة أوباما عشية الأحداث في سوريا، أي بداية المؤامرة الإرهابية التي ما زالت سوريا تتعرض لها منذ عامين ونصف، كانت ترى أن الرئيس بشار الأسد لن يكون قادرا وشعبه وجيشه على مواجهة حالات الضغط والأزمات، وأن ارتفاع حدة المؤامرة الإرهابية الكونية والمواجهة في مراحلها الأولى، وبعد الخسائر الأولى في صفوف الجيش السوري سوف تنهار الدولة السورية.
وذكرت بعض الدوائر الإستراتيجية أن التقديرات الأمريكية بشأن الأحداث في مصر كانت هي أيضا خاطئة وثبت كذبها وفشلها، فعندما وقع اختيار محمد مرسي على الفريق الأول عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع خلفا للمشير طنطاوي في هذا المنصب، كانت هذه التقديرات ترى في السيسي الذي تلقى معظم دوراته العسكرية في الولايات المتحدة والمعروف عنه بأنه شخص هادئ مطيع للأوامر وغير متمرد، ويميل إلى الخجل واحترام المسئولين عنه، فكان الاختيار لتوليه حقيبة الدفاع في عهد الرئيس المطرود محمد مرسي، لكن، هذه التقديرات الخاطئة شكلت صدمة كبيرة لسياسة أوباما الخارجية أولها في دمشق وآخرها في القاهرة.
ونختم المقالة بالجامعة العربية التي تواصل دورها المشبوه في خدمة السعودية ومشيخة قطر.
ما تسمى حقا ب “جامعة الدول الأمريكية الناطقة بالعربية” تواصل دورها المشبوه في خدمة المخططات الأمريكية والإسرائيلية، فهذه المؤسسة باتت رهينة دول الخليج وبشكل خاص السعودية وقطر، وأمينها العام قبل على نفسه أن يكون موظفا بدرجة مراسل في البلاط القطري، وما تسمى بالجامعة العربية استنجدت واستغاثت بأمريكا وإسرائيل لضرب الشعب السوري، وهي نفسها التي شاركت في اتخاذ قرار العدوان على الشعب الليبي.
عمرو موسى هو الذي أسقط النظام الليبي!! وكذلك في عهد نبيل العربي لم تتحرك هذه المؤسسة المرتهنة خليجيا لوقف الإرهاب والتفجيرات التي يتعرض لها أبناء سوريا، بل تدعو إلى دعم العصابات الإرهابية، لتدمير الدولة السورية، فهي لسان حال آل سعود وحكام مشيخة قطر، وهذه المسماة بالجامعة العربية لم تدع إلى اجتماع ولم تصدر بيانا تندد فيه بالدور التخريبي لجماعة الإخوان، وهي لم تنبس ببنت شفة أمام وإزاء ما تشهده الساحة السورية والساحة العراقية من تفجيرات إجرامية على أيدي العصابات الإرهابية المدعومة من دول عديدة.
هذه المؤسسة المشبوهة التي تحولت إلى أداة تشارك في تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية ضد الأمة ووحدة أراضيها، دعت إلى اجتماع عاجل لبحث مجزرة الغوطة الشرقية جراء استخدام السلاح الكيماوي وإصدار قرار إدانة للنظام السوري وتبرئة الإرهابيين من الفعلة الشنيعة التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون بحق المدنيين السوريين. لم نسمع من “الجامعة العربية!!” بيانا يدين الإرهاب الذي يتعرض له أبناء سوريا منذ أكثر من عامين ونصف.. وطبيعي أن يصمت أمينها العام، فهذا الإرهاب تموله السعودية وقطر والدماء التي تنزف على الأرض السورية تتحمل مسؤوليته عائلتا آل ثاني وآل سعود في الرياض والدوحة، ونبيل العربي الذي يقود الجامعة صوريا، هو موظف قطري لن يجرؤ على التفوه بالحقيقة.
قطعا لم نسمع من وزير الخارجية علي كرتي، أو من مسئول سوداني كائنا من كان، كأن يدين المذابح التي يرتكبها الإخوان والسلفيين المجرمين في سورية والعراق ولبنان وكأن يستنكروا على أولئك الكذبة العملاء المأجورين تفعيلهم المخططات الصهيوأمريكية على كافة المسلمين في استباحة دمائهم وتفتيت أوطانهم وتهجيرهم وإزاحتهم!! هذه المخططات الصهيوأمريكية أصبحت واضحة ولا يحتاج المرء فهما كبيرا استثنائيا أو أن يحمل لقب دكتوراه في العلوم السياسية، شرطا أن يشطب تردد قناة الجزيرة والعربية من قائمة البث التلفزيوني الخاص به لكي يفهم بشكل أفضل!! ونقول هيهات!! لقد سقط الإسلامويون السودانيون ودولتهم الترابية سياسيا ودينيا وأخلاقيا، فهم من القوم الذين غضب الله عليهم وأعمى أبصارهم وبصيرتهم، وتحجرت قلوبهم فهي كالصخر وأقسى من الصخر، ومد الله لهم في الضلالة مدا بما كسبوا واركسهم في الفتنة ركسا!!
ولم لا.. وقد ارتكس الإسلامويون السودانيون في الفتنة الإقليمية، فهم امتداد لخوارج العصر من السلفية الوهابية والقطبية الإقليمية والدولية، نهلوا نهلها ونهجوا نهجها، وسبقوا جميع خوارج الدول العربية بذبحهم السودانيين في الجنوب والشرق والغرب بينما تقاعس الوسط والشمال السوداني فأنثلمت الهوية الوطنية السودانية إلى هويات متجزئة، وأصبح السودان أوطانا متشاكسة في وطن واحد لصالح عقيدتهم الإسلامية الفاسدة. وهم هم حفدة الخوارج وكلاب النار وقد كفَّر أسلافهم إمام البررة قاتل الفجرة يعسوب الدين علي بن أبي طالب!! يذبحون السودانيين باسم الدين.. وتأمل كلبهم المدعو إبراهيم شمس الدين وقد بلغ إلى علمي إنه يقطع بالسونكي شطر النساء الجنوبيات لإرهاب أهلنا الطيبين في الجنوب!! وكيف يفهم هذا الكلب وغيره إنهم في النار!! أين هم من الإمام علي القائل لعامله في مصر مالك الأشتر: وأعلم يا مالك أن لك نظيرين في الخلق، أخ لك في الدين وأخ لك في الإنسانية!!
الإسلامويون السودانيون قلة ضالة، تافهة، جاهلة، رويبطات، ضللت نفسها وضللت الشعب السوداني معها. لا شيدوا دنيا ولا دين، وانتهوا إلى خونة وعبيد للمال وللصهيونية الأمريكية.. ومع ذلك نجدهم بكل صفاقة وبلا حياء يتهمون الشعب المصري بالعلمانية وقواته المسلحة الوطنية بالعمالة لأمريكا ولإسرائيل. تبا لسقيفة المنافق المتصهين بالوكالة الطيب مصطفى!! بل تبا لزريبته، زريبة الفتنة!! وماذا تستطيع سقيفته الملعونة ورويبطات أوباما أن تعمل حيال الحكم الشرعي لعلماء مجلس الشريعة بمؤسسة الأزهر الذي حكم عليهم بالردة لإشهارهم السلاح في وجه المسلمين، وأفتى أن الإخوان والسلفية الوهابية: خوارج العصر كلاب النار.. وهو الوصف الشرعي لهم رغم إنه أتى متأخرا جدا!! بماذا يستطيع الرويبطة الطيب مصطفى أن يرد على مشيخة الأزهر؟ سيصمت قطعا. ونتحداه أن يرد!!
نقول للطيب مصطفى لو كنت فعلا “جعلي راجل” بحق كما يدعي الجعليون نفخة الشجاعة أترك المسكين ياسر عرمان في حاله وخليك في الشديدة المزلزلة التي أتت من الأزهر!! وإن لم ترد على الأزهر فطريق القلابات مفتوح يفوت جمل..بل جمال!! ننصحك بالهروب إلى الحبشة.
افهم.. الطيب مصظفى وسقيفته يركبون موجة الصهيونية!! لقد بد فعلا عصر الصهيونية الإسلامية، وهذه ليست تهمة جزافية. ولا يغرنك هجوم رويبطات زريبة الطيب مصطفى المسموح به على الغرب ولكن في حدود “فقه السترة” كما قرر التنظيم الدولي، حتى لا يغضبوا أمريكا وإسرائيل. أما كيف اخترقت الصهيونية المسلمين كما فعلت مع المسيحيين وأصبح هنالك اليمين المسيحي أو المسيحية الصهيونية، فهذه متروكة للكلب التركي أردوغان!! هذا الرجل الذي يهاجم مشيخة الأزهر، وأعتبر المصريون هجومه مهددا للأمن القومي المصري، هو عراب الإسلام الصهيوني. لقد فتل التركي أردوغان حبال التنظيم الدولي الإخواني بالصهيونية الأمريكية والإسرائيلية، ويعتبر الدعم القطري ومباركة يوسف القرضاوي هما حجرا الأساس للإسلامية الصهيونية، وتنافسهم السعودية بشكل موازي طلبا لرضا الأمريكي والإسرائيلي.
تفاصيل مشروع الإسلام الصهيوني هي في الطريق ولكن معالمه ظهرت جلية لمن يتابع عن كثب الحراك الإقليمي عبر المحاور والتحالفات، وبشكل خاص متابعة القنوات الفضائية التابعة لقطر والسعودية. ولكن، لا يمنع القول الآن إنها مصالحة تاريخية!! فآل سعود يحطمون كل آثار النبوة وآل البيت والصحابة المجتبين في مكة والمدينة ويحرصون على بقاء بقية آثار حصن خيبر على أنها “آثار محمية”.. ليوم معلوم!! وعلك تسأل نفسك الآن من الذي فتح حصن خيبر؟ قطعا لا أبوبكر ولا عمر ولا عثمان، بل الإمام علي!! إذن لا يلام اليوم إلا الإمام علي وأحفاده مثل السيد حسن نصر الله!! ماذا لو عمل آل سعود وآل الثاني مصالحة مع اليهود في خفية ووراء ظهر المسلمين في باحة معركة حصن خيبر التاريخية؟ ولو زاد آل الثاني وآل سعود من كرمهم لماذا لا يعوضون اليهود عن ممتلكاتهم التي غنمها الصحابة أو فاء بها الله على رسوله الكريم؟ وربما يعاقبون سعد بن معاذ كما فعلوا مع الصحابي الجليل حجر بن عدي!! خيبر هي الثغرة التي سيدخل بها الصهاينة لصنع الإسلاموية الصهيونية. ويجب أيها القارئ الكريم أن تأخذ بجدية قول إحدى زوجات القرضاوي المغربيات المطلقات على أن القرضاوي يجيد العبرية نطقا وكتابة!! وقالت المطلقة أن قصر أمير قطر شهدت جدرانه أول طوبة في بناء الإسلاموية الصهيونية مع الإسرائيليين؛ ويكفيك فهما الترابط الإستراتيجي القطري التركي الأردغاني، وأن تلاحظ أن تمرير مشروع الإسلاموية الصهيونية يتطلب إسقاط النظام السوري وتقسيم سوريا للأبد. فما هو التفسير لدفع مليارات الدولارات في حروب إقليمية تبدو ظاهريا عبثية مسلمين ضد مسلمين تحت شعارات زائفة مثل الحرية والديمقراطية؟ وما هو التفسير لسفك مئات الآلاف في سوريا والعراق؟ وما هو التفسير لتحطيم الجيش المصري الذي بُنى على عقيدة محاربة إسرائيل؟ وما هو التفسير لتفجير لبنان بعد تحويل شماله لإمارة إسلامية سلفية لمحاربة حزب الله!!
يجب أن تفهم أيها القارئ الكريم أن السعودية وقطر وتركيا وحماس ضالعين في تأسيس مشروع الإسلاموية الصهيونية!! هذه الحقيقة يعرفها تماما حسن الترابي، والسنوسي الذي أصبحت ملامحه للغرابة نسخة مكررة من حسن الترابي وأيضا ورث مكره، وكذلك يعرفها عمر البشير، وعلي عثمان..الخ وقطعا يعرفها أمثال الطيب مصطفى وعبد الحي يوسف، والحبر، وجاويش، وسعد أحمد سعد الخ فمشروعهم الفقهي الصهيوني الجديد يبدأ بالسؤال التالي: هل يجوز الصلح مع يهود إسرائيل؟ فكان جوابهم السري بنعم، وبزعمهم أن الرسول قبل فتح خيبر عقد مع يهود المدينة اتفاقية عدم اعتداء!! هذا كل ما لديهم!! ولكنهم لا يعلنون عما توصلوا إليه خوف فتنة العامة، بتعبير حديث، خوف أن تقوم ثورات شعبية في العالم العربي.
وفي الختام نجزم أن صمود الشعب السوري ونظامه المقاوم بدعم من حلفائه إيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية مثل القيادة العامة للشعبية والديمقراطية الخ ودعم كافة القوى التقدمية العربية في الشام، وثورة الشعب المصري العظيم وانحياز القوات المسلحة المصرية الوطنية لشعبها.. لهم جميعا الفضل في تحطيم المشروع الأمريكي الإسرائيلي المدعوم من حلفائه ووكلائه المحليين!! ألا تراهم جن جنونهم وازدادوا خبالا على خبال!! والدليل: أسأل نفسك لماذا لم يقبل الإخوان المسلمون بما حدث في مصر، ولم يوافقوا على النزول منافسين في الانتخابات القادمة؟! هذا هو الطبيعي وهذا هو المنطقي!! ولكن رفضهم هو في سياق واحد مع المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية والأوروبية لتحطيم الجيوش العربية التي تربت على عقيدة إنهاء دولة إسرائيل بدءا بالجيش العراقي والسوري والمصري والليبي الخ، وقطعا من باب أولى تحطيم حزب الله الذي هزم إسرائيل في صيف عام 2006م!!
قال الفريق أول وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي: ( شرف حماية إرادة الناس وحريتها في إنها تختار ما تشاء وتعيش كما تشاء أعز وأشرف عندي من حكم مصر!!). هذا هو الرجل وهذا هو الشرف!! قارن قوله بما دار ويدور في السودان عندما سرق حسن الترابي إرادة الشعب السوداني وتمكن من تطبيق خطته الخبيثة من التمكين من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وأحال الشعب السوداني إلى كائنات يائسة بائسة مسلوبة الإرادة لا تعرف كيف الخلاص!!
نقول لصاحب زريبة بني ساعدة عنوان الفتنة في السودان الطيب مصطفى “أردوغان”.. بَطِّل كذب، بَطِّل هجص وأرحم عقولنا لعنة الله عليك وعلى أمثالك!! شوقي إبراهيم عثمان
كاتب ومحلل سياسي
[email]shawgio@hotmail.com[/email]