اذاً المشير الجديد القديم بكري حسن صالح شريك في هذا الفشل وهذا العجز الذي نراه اليوم متمثلاً في الغلاء الذي يرمي بكلكه على الشعب السوداني المغلوب من نقص الخدمات في كل مناحي الحياة : من صحة وتعليم وصحة بيئة وسكن و زراعة وحروب جهوية وقبلية وعلاقات خارجية متأزمة وحجر الاراء المخالفة ومصادرة الصحف وعلو كعب الاجهزة الامنية وطغيان نفوذها بالإضافة إلى انهيار العملة الوطنية وقطوعات الكهرباء والعطالة وهجرة الكادر الوطني المؤهل وغيرها الكثير الكثير.. كل هذا حدث ويحدث والرجل كان موجوداً وصاحب نفوذ و الان نراه في كرسي الرجل الثاني منذ مدة ليست قصيرة في حساب العمل العام ولم نرى في حياة الناس انفراجاً بسببه وانما ضيقاً وتردي.
لم نرى اعمالاً تتحدث عن الرجل سوى مقالات وعناوين كتبت في صحفنا المحلية تروج لشخصية “الرجل صاحب المهمات الصعبة” أو “الرجل الغامض” وكأننا امام شخصية “جيمس بوند”.الحقيقة المرة التي يتحاشى قولها كثير من الناس أما رهبة أو رغبة تقول ان الرجل لا يمتلك المقدرات التي تؤهله ليحكم سوداناً (نحلم به) أن يكون رائداً وقائداً يخرج من دوامة متلازمة الفشل منذ الإستقلال إلى رحابة الإزدهار والتقدم . هذه البلاد التي عانت الأمرين خلال حكم الانقاذ وقبلها حكومات الاحزاب وحكم العسكر جديرة بدماء جديدة وعقول نيرة .هذه البلاد تحتاج رجلاً صاحبُ فكرٍ ورؤية ، تحتاج رجلاً يحمل هم الوطن والمواطن بعيداً عن ضيق حزب وتنظيم فشل في اخراجنا من دوامة الفقر وتردي الخدمات وعزلة دولية تطاول أمدها إلى رحابة الوطن والشخصية السودانية .
بلادنا هذه تحتاج رجلاً في حكمة مهاتير محمد وفكره … أو رجلاً في فطنة اردوغان وذكائه وجرأته.. رجلاً ينزل لقامة المواطن البسيط وإن كان فارع الطول وعالى المكانة .. نريد رجلاً يحل قطوعات المياة كما فعل اردوغان في مياة استنبول رجلاً يصحح البيئة ويحل مشكل المواصلات المتقادم ويضع حداً لقطوعات الكهرباء ، رجلاً يعرف كيف ينتقل ببلاده في ظرف قصير الى روح العصر في مجال التعليم والتكنلوجيا ، رجلاً سلاحه فكره ومعرفته ، لا بزته العسكرية أو دبابة الجيش.. نحتاج رجلاً يأتي الى سدة الحكم بعد ان يقنع الشعب انه خياره الامثل والأصلح ، لا ان يفرض عليه معيناً (عطاء من لا يملك ولا نقول لمن لا يستحق) ومن ثم يطبخ الامر له من خلال انتخابات مفصلة كما رأينا في جنرال مصر والذي تنبأنا بأنه سيفوز بنسبة 99% وقد كان .. وتنبأنا بأنه سيفشل وهذا ما سيكون.. نفس الأمر سيكون بالنسبة للمسرح السوداني سيعد لجنرالنا القادم وسيفوز بنسبة تقل عن جنرال مصر ولكنها كافية لتأتي به لأمد قد يمتد لعشر سنوات في اقل تقدير.. ولن يضيف للسودان سوى تكرار اسطوانة الانقاذ المشروخة و إطلالة جهابزتها الذين اشبعونا فشلاً يتلوه فشل .. لن يزيد الجنرال الجديد جديداً لأنه لو كان يملك شيئاً أو رؤى لشهدنا منه ذلك خلال الخمس وعشرين عاماً من عمر الانقاذ وهو لم يغب عن مسرحها يوما واحداً في كل مناصبها .. اذاً الرجل خال الوفاض الا من طولٍ فارعٍ وكتفٍ مرصعةٍ بالنجوم ما بخل قادة الانقاذ على انفسهم بها ، بل اضافوا اليها ارفع النياشين والأوسمة .. وهذه لن تجلب لشعب السودان شيئاً مما يتطلع اليه من حياةٍ وعيشٍ كريم .
بلادنا تحتاج رجلاً صاحب فكر و رؤية وصاحب خطة ، قادرٌ على أن يطرحها للناس، وقادرٌ على ان يطبقها واقعاً يتحول لنتائجٍ ملموسةٍ في حياة الناس اليومية.
نحن لا نغمط الرجل حقه في أن يتطلع لقيادة هذه البلاد ولكننا نود أن يكون للشعب السوداني حق تمحيص وفحص الذين يتقدمون لقيادته لا أن يُقدموا إليه في شكل هدايا فارغة إلا من غلاف لامعٍ ومزركش . نحن نرى أن السيد بكري حسن صالح لن يقدم للسودان ما يحلم به لأنه عجز عن تقديم شئ ملموس في مناصبه الرفيعة خلال عمر الإنقاذ الطويل فأبحثوا لنا عن خيارٍ غيره “فعازة السودان ولود .”
بقلم : الجنيد خوجلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة .
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email]
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هناhttps://docs.google.com/document/d/1rbnd_jtl-_DDHtO_Nid77Ya4HZkxpcxnU0LVfWDMxmg/edit[/JUSTIFY]