رافعات الأبراج والمباني تحلق في سماء دبي، تتمايل كأجنحة الطيور، تحمل أثقال الأرض إلى عنان السماء يطاردها النظر بإعجاب عن سر ثباتها وعدم ميلانها، ويدفعك الفضول لمعرفة «قبطان» هذه الرافعة العظيمة الذي تأتمر بأمره.. (راش بال سنج) حملته أقداره من بلاده البنجاب في الهند التي مازال يتذكر جمالها الآسر، ليمسك بمقود رافعة تعانق سماء دبي.. يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما وهو يصارع هذه المهنة منذ ثلاث سنوات.
ـ ما طبيعة عملك؟
ـ سائق رافعة اخرج إلى العمل كل يوم صباحا حتى الظهر ثم أعود للعمل بعد الغداء حتى الساعة الخامسة مساء.
ـ ألا ترى أنها مهنة خطرة؟
ـ نعم إنها تشكل خطرا كبيرا ليس على السائق وحده وإنما على جميع العاملين في المحيط الذي فيه الرافعة، ونحرص قدر الإمكان على تطبيق شروط السلامة المهنية، حتى نتجنب الخطر، الذي يظهر أحيانا أثناء رفع مواد البناء وهي بالأطنان من الحديد الصلب وغيره.
ـ هل أنت متزوج؟
ـ نعم.
ـ وهل لديك أولاد؟
ـ لم ارزق حتى الآن بأولاد وان شاء الله يكون ذلك في المستقبل.
*حدثنا عن عادات الزواج في البنجاب؟
ـ تبدأ مراسم الزواج بقيام أهل الفتاة المخطوبة بزيارة أهل العريس، حيث يجلس الخطيب على مدخل البيت إلى الجانب الداخلي وبجانبه إناءان أحدهما ممتلئ بزيت الخروع والحليب والآخر إناء فارغ، ثم تقوم أخواته وأخوات خطيبته وجميع قريباته بإدخال أصابعهن في ذلك الإناء ثم يضعنها على رأسه عند دخولهن إلى بيته، مع وضع بعض النقود في الإناء الفارغ، لدرجة يتشبع رأس العريس بالزيت المخلوط بالحليب ليصل إلى قدميه، وتكون مراسم الزيت المأخوذة من الثقافة الهندوسية مصحوبة برقصات شعبية وإطلاق نيران عشوائية في الهواء.
ـ ومن يتكفل بدفع تكاليف الزواج؟
ـ يتكفل أهل العروس بتزويدها بسائر متطلبات المنزل التي تشمل الأسرة والألحفة والأواني والتلفزيون والثلاجة وإلى آخره، ويطلق عليه مسمى «جاهيز» في الأعراف البنجابية، ويعد شرطاً تقليدياً أساسياً في هذا الإقليم، بمعنى ان الزوجة البنجابية هي التي تدفع المهر والذي هو عبارة عن جهاز للعروس، بينما يتكفل العريس بمصاريف مماثلة في أغراض أخرى.
ـ ماذا تتمنى في حياتك؟
ـ الكثير من الأمنيات يا صاحبي.. أريد سيارة وشركة مقاولات خاصة لي في دبي.
جميل محسن
[/ALIGN]