} الصحف أمس حملت خبر انسحابكم أو تجميد نشاطهم في الحوار؟
– نحن لن نمضِ في موضوع الحوار إلا بعد مراجعة شاملة لـ (3) مجالات.. الأول لا بد أن يكون الحوار شاملاً لكل القوى السياسية والقوى التي تحمل السلاح، وثانياً لا بد أن يكون مرتبطاً بالسلام، لأنه (ما ممكن أن تكون في حوار وماشي في القتال).. وثالثاً لا بد من تهيئة المناخ بإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف إطلاق النار وفتح المسارات لوصول الإغاثة للمتضررين. نحن لن نشارك في حوار لم تتوفر مستحقاته.. ولا بد من مراجعة الطرف الآخر.. و…
} (مقاطعة): في تقديرك.. وبحسب المعطيات الموجودة الآن.. هل الطرف الآخر سيوافق؟
– أنا أقول لك إن المؤتمر الوطني هو الجهة الوحيدة التي لا تريد الحوار.. أنا من خلال اتصالاتي بكل القوى السياسية ومن خلال الحديث معها ومع المؤتمر الوطني، أستطيع أن أقول إن كل السودانيين يريدون الحوار ما عدا المؤتمر الوطني.. وهو الذي يعرقل الحوار.. بدليل أنه اعتقل “الصادق المهدي”، الشخص الذي يبشر بالحوار، وبدليل أنه إلى الآن لم يوفر مستحقات الحوار، وتراجع عن المرتكزات التي أعلنها السيد رئيس الجمهورية.. و(المؤتمر الشعبي الذي قال له أنا أتحاور معك بدون شروط طرد زوله من البرلمان)!!
} هناك من يرى أن صقور الوطني خلف اعتقال “الصادق المهدي”.. وأنهم فعلوا ذلك لأنهم يهدفون إلى إجهاض الجوار.. كيف ترى الأمر؟
– أنا مع هذا الرأي. صقور الوطني لا يريدون الحوار لأن مشكلتهم ليست مشكلة الوطن وإنما هم يريدون أن يحتفظوا بكراسيهم.. كراسي السلطة.. وهناك أناس في المؤتمر الوطني حريصون على الحوار، لكن الصقور التي لا تنظر لقضايا الوطن إلا من خلال كراسيهم ومصالحهم الشخصية.. وهم الذين أجهضوا الحوار.. أكتبي هذا الكلام.
} أعلنتم تجميد نشاطكم في الحوار وأنكم تقومون بتحركات حثيثة واتصالات بالمعارضة بشقيها السياسي والمسلحة. لماذا هذه التحركات.. على ماذا تريدون أن تجمعوا المعارضة؟
– (بتتذكري قصة رفع الحجر الأسود؟ نحن نريد من كل أبناء السودان أن يأتوا ويشيلوا الشيلة دي). إذا أحضرنا أحداً وتركنا آخر فقضايانا لن تحل. نحن نقول إنه إذا أردنا أن نحل قضايا السودان (يا ناس يا نايمين) – فذلك يكون بجمع الكلمة وتوحيد صف كل أبناء الوطن.. القصد هو مشاركة كل أبناء الوطن مع بعضهم (عشان الذبابة البتنوني دي نقتلها).. (خلونا نشيل الشيلة دي مع بعض.. خلونا نجلس كلنا مع بعضنا ونحل قضايانا لأن هذه القضايا أصبحت أكبر من طاقة أي أحد بمفرده).
} حزب الأمة من أكثر وأول الذين بشروا بهذا الحوار الوطني.. فهل ستبشرون في الفترة المقبلة بأنه لا جدوى من الحوار؟! هل في نيتكم الاتصال بالذين وافقوا على الحوار وإقناعهم بوجهة نظركم وموقفكم الجديد؟!
– نحن سنبشر إلى الأبد بأن الحوار هو الوسيلة الصحيحة والحوار خط إستراتيجي.. لكن إذا لم يشمل الآخرين.. كل الآخرين.. فالأفضل أن يتوقف.. ادفعوا فاتورة الحوار أولاً.. الحوار مبدأ والحوار قيمة أخلاقية. والمؤتمر الوطني لأنه المستولي على السلطة وعلى وسائل الحكم والثروة ومهيمن على هذا البلد.. فإن ربنا سيسأله بالدرجة الأولى.. فهو المسؤول عن جمع صف أبناء الوطن.
والآن الجهة الوحيدة غير الجادة هي المؤتمر الوطني.. والقوى السياسية كلها جادة.. الوطني يريد أن يتلاعب بالزمن ويكسب الوقت.. وأنا أريد أن أسأل سؤالاً: الانتخابات تحتاج (700) مليون دولار.. أليس من حق الناس الذين يعيشون في المعاناة وما قادرين يأكلوا أو يشربوا.. أن تصرف عليهم هذه الـ (700) مليون دولار.. أم تصرف على تزييف إرادة الناس؟ ومن أين لهم بال ـ(700) مليون دولار؟ الانتخابات ليست أولوية الآن.. الأولوية هي كيف نوحد الصف السوداني.. الأولوية للتسامح والمصالحة.
} في الفترة التي طرح فيها الوطني الحوار كان قد راج موضوع مطالبتكم باستحقاقاتكم وأموالكم لدى الحكومة.. وبعدها بقليل أعلنتم دخولكم في الحوار.. فبدا وكأن الوطني (أداكم أموالكم في مقابل)؟
– (ما أدانا.. لا ما أدانا.. المؤتمر الوطني أخذ منا “60” عربة (لاندكروزر).. صادرها منا.
} الأموال التي طالبتم بها هي قيمة هذه العربات؟
– نعم.
} (40) مليون جنيه؟
– لا.. كذا مليار.. كذا مليون دولار.
} الموضوع راج في فترة طرح الحوار وقبولكم به فبدأ وكأن…
– مقاطعاً: (لا.. نحن قلنا مش لرقبتنا.. نحن قلنا عشان عملية الحوار.. مبدأ الحوار يتطلب أولا بناء الثقة والتضامن بين الناس.. فأنت كيف ماخذ من الناس حقوقهم وتريد بناء الثقة معهم؟ قلنا من باب التصافي والتراضي ادفعوا للناس حقوقهم.. لكل القوى السياسية وليس لنا نحن فقط.. للشيوعيين.. وكل الناس الذين صادرتم حقوقهم.. أرجعوها لهم ليحدث فعلاً التسامح والتصافي.
} وهل وعدوكم بأن يردوا لكم الأموال (عشان يشجعوا الناس على الحوار)؟
– (مش كدا.. عشان يظهروا للناس إنهم جادين).
} وعدوكم بأنهم سيرودها لكم؟
– (نحن قلنا لهم عشان التصافي وعشان الحوار دا يمشي دا من تهيئة المناخ.. رد الحقوق لأصحابها.. المطالبة كانت في أنه والله نحن نتكلم عن تهيئة المناخ وبناء الثقة.. فردوا للناس حقوقهم.. عشان ننسى الماضي ونكون بدأنا صفحة جديدة وهذا واجب الحاكم).
} سعادة اللواء.. هل المؤتمر الوطني رد لكم هذه الأموال.. أم جزءاً منها؟
– المؤتمر الوطني غير جاد، هو الذي نسف مشروع الحوار الوطني.
} لماذا لا يطالب حزب الأمة بأمواله عبر القضاء؟
– طالبنا..
} طالبتم عبر القضاء؟
– آآي.. ولم نصل لنتيجة حتى الآن. (شوفي.. إذا عايزين حوار أولاً قبل الحوار لابد من تهيئة المناخ.. تهيئة المناخ ليس بالكلام ولكن بالعمل.. لازم يكون هناك مصالحة وتسامح.. إذا أنا الآن ضربتك وقلت لك أنا متأسف فهل ستسامحني؟ لكن ماذا إذا ضربتك ثم قلت لك ويعني شنو! أنا ما شايفك!! هل ستسامحني في هذه الحالة؟ فالصفحة الماضية نحن نريد أن نقفلها حتى تؤكد للناس أنك جاد.. لكن المؤتمر الوطني غير جاد، المؤتمر الوطني لا يعمل من أجل قضايا الوطن، المؤتمر الوطني يعمل من أجل قضاياه الخاصة وهو غير جاد.
} علاقتكم مع التحالف كانت متعثرة.. كيف تسير العلاقة الآن؟
– نحن والتحالف كانت بيننا قطيعة.. ونحن لم نخرج من التحالف وإنما جمدنا نشاطنا من منطلق أننا مؤسسون للتحالف.. جمدنا نشاطنا لاختلاف حول تفعيل دور التحالف.. ونحن كنا قد اقترحنا على إخواننا في التحالف تنظيم ورشة لتقييم أداء التحالف وتصحيح الأوضاع.. وهذا الكلام هم وافقوا عليه.. لكن مضى حوالي العام ولم يقم أي نشاط.. إلى أن قامت حركة سبتمبر التي أظهرتنا في التحالف وكأننا متخلفون عن الشارع السوداني.. فنحن قلنا لإخواننا في التحالف: نحن طالبنا مراراً بتفعيل دور التحالف وأنتم لم تستجيبوا فنحن جمدنا نشاطنا. هذا هو السبب.. وبالتالي نحن والتحالف ليس بيننا خصومات شخصية.
} الآن أخطرتم التحالف بخطوة تجميد نشاطكم في الحوار؟
– نعم.. وحقيقة هم بعد اعتقال السيد “الصادق المهدي” كلهم جاءونا ووقفوا معنا، فليس بيننا والتحالف خلافات.. وإنما كان اختلاف في وجهات النظر في ما يتعلق بتفعيل آلية التحالف. وأخيراً وصلنا لقناعة أننا لا بد أن هذا المشوار نسيره مع بعضنا لأن مصلحة السودان تتوقف على العمل الجماعي.
} هل جلستم معهم واتفقتم على شيء محدد؟
– نحن ذهبنا لهم وكلمناهم في اجتماع.. (يا أخوانا حدث كذا وكذا وكذا.. ونحن إذا لم تتم المراجعة لن نواصل).. وجاءت مشكلة السيد “الصادق المهدي” وكلهم جاءوا وقفوا معنا، وحقيقة أنا أعتقد أن هذه خطوة كريمة منهم. وبالتالي نحن وصلنا لقناعة مع بعضنا أنه لا بد أن نوحد إرادتنا ونجمع صفنا، وإلى الآن نحن نسعى لجمع كل القوى السياسية لنتحرك مع بعضنا.
} قبل فترة صغيرة كان هناك تياران داخل حزب الأمة.. تيار مع قبول دعوة الوطني للحوار وتيار ضدها.. الآن يبدو أن التيارين توحدا؟
– أولاً موضوع الحوار ما قبل اعتقال “الصادق المهدي” مات وشبع موتاً.. مات. والرؤية الجديدة مراجعة شاملة لكل متطلبات الحوار.. هذا هو الجديد.. أما ما قبله.. أي نشاط لنا ما قبل الاعتقال.. مات وشبع موتاً.. وبالتالي نحن الآن في حزب الأمة كلنا مع الموقف الأخير.. وأنا أريد أن أؤكد للناس أن القوى السياسية كلها مبدئياً مع الحوار.. لكن لن تدخل في (حوار طرشان).. حوار بدون أهداف وبدون تهيئة مناخ.
حوار سوسن يس: صحيفة المجهر السياسي
ي.ع