} اجتهدت ليلتها في إبراز الخبر بصورة مهنية لائقة حتى وإن أدى إلى تأخير طباعة الصحيفة عن الموعد المحدد، والسبب أننا نحتفي بنصر (وطني) كبير حققته الشرطة السودانية بإداراتها المختلفة، وعلى رأسها الجمارك ومكافحة التهريب، وإننا بهذا الاحتفاء نحمد الله كثيراً أن حفظ بلادنا شباباً وشيباً من خطر (التدمير الشامل) المتوقع حال دخول الشحنة إلى المدن والقرى والفرقان السودانية.
} بعد يومين تداولت الصحف ووسائط إلكترونية تفاصيل جديدة (كاذبة) أو صحيحة عن حقيقة الشحنة، وأنها لم تأت من “جبل علي” بالإمارات بل من ميناء “طرابلس” بلبنان، وأن إدارة مكافحة التهريب بـ(لبنان) هي التي بعثت برسالة إلى الإدارة (السودانية) تفيد بتوجه (5 حاويات) تحمل (مخدرات) إلى ميناء “بورتسودان”.. فانتبهوا .. وتهيأوا لاستقبالها!!
} حاولنا الاتصال من بعد ذلك بسعادة اللواء، وعدد من (اللواءات) لإفادتنا بحقائق حول (شحنة الموت) المضبوطة.. من هم ملاكها .. ما اسم الشركة المستوردة.. هل تم ضبط المتهمين.. وإذا كان قد تم ذلك بالفعل.. أين هم الآن؟ هل هم أيضاً في حراسة (الأكاديمية) في “بري” كما ورد بتوضيح الشرطة حول مكان احتجاز الملازم “غسان”؟! لماذا لم يقدموا إلى المحاكمة؟! لماذا تحاط هذه القضية بستار حديدي من السرية ما يجعل لشائعات (النت) و(الواتساب) مساحات للتمدد والتداول والقبول؟!!
} وإذا كانت بعض أقسام الشرطة في إطار التعريف بإنجازاتها في مكافحة وملاحقة الجريمة، تسمح لمحرري أقسام الجريمة والحوادث بصحفنا بالتقاط صور للمجرمين والعصابات الموقوفة بالحراسات لاتهامها بجرائم سرقة، أو مخدرات محدودة (جوال حشيش أو جوالين)، فلماذا لا تفتح أبواب الحراسات للمحررين المختصين للتعرف على هذه العصابة (الدولية) الأعظم التي استجلبت بكل جرأة وثقة وقوة عين- (خمس حاويات) كبيرة ممتلئة بالمخدرات تقدل من ميناء إلى ميناء إلى أن تصل بورتسودان؟!!
} سادتي المسؤولين عن هذا الملف بالغ الخطورة والحساسية: من هم المتهمون في قضية شحنة (حبوب الهلوسة) الشهيرة والكبيرة؟! من هم القتلة الذين ظلوا يدمرون (عقول) أجيال متعاقبة من الشعب السوداني!! كم (شحنة) سابقة مرت دون علم السلطات خلال السنوات الماضية؟! كم (مليار) دولار جمعها هؤلاء المجرمون من وراء تجارتهم (الحرام)..؟! هل تم وضع ثرواتهم وممتلكاتهم أياً كانوا ومهما بلغوا من مكانة تحت تصرف وزارة العدل؟
} أفيدونا.. أفادكم الله.. فإن الصمت لا يكفي لستر هذه (العورة).
المجهر السياسي
خ.ي