وقرب الكافتيريا من المستشفى يشير إلى استخدام أسفنج المراتب التالفة الملطخة بالدماء والقيح وكل ما تشمئز منه الأنفس، ليكون طعاماً للمرافقين والمرضى، وبحكم اهتمامي بهذا الأمر بحثت عن بلاغ في سجلات الشرطة حسب دوائر الاختصاص فلم يك هناك بلاغ بهذا المعنى وربما أحيل البلاغ لنيابة حماية المستهلك.
نعود لمراتب الأسفنج لنراجع هذه الرسالة التي وصلتني من أحد المعنيين بالأمر وهو من المطلعين على بواطن الأمور، وتقول رسالته، إن مسألة أسفنج الأقاشي أكذوبة، ويبرر ذلك بأن الأقباط مشهود لهم بالأمانة وأن صاحب الكافتريا منهم، وقال إن بلادنا أصبحت بلاد الدهشة وكل شيء فيها متوقع، والمدهش في الأمر أن التصريح صدر عن مسؤول الشؤون الصحية بمحلية أم درمان، ونحن لماذا لم نسأل أنفسنا كيف يصدر تصريح من مسؤول رسمي عودنا دائماً على النفي؟ وكيف يستخف بالعقول ويقول إن الأسفنج يتم قليه بالزيت وعلى نار البيرقر والأقاشي وهو مادة بتروكيميائية، وقال إن صاحب الكافتيريا شاب قبطي اجتهد في التجارة وفتح كافتيريا بالطابق الأرضي وجعل من الطابق العلوي مقراً لسكن العاملين بالكافتيريا والبقالة اللتين تعملان لمقابلة احتياجات الآلاف من مترددي المستشفى، وله معرض أثاث منزلي بأركويت ومن لوازم صناعة الأثاثات شراء الأسفنج المطحون لاستخدامه كحشوات للكنب وأطقم الجلوس، وقام بشراء هذا الأسفنج المطحون لمعرضه واكتشف أن طحن الأسفنج يوفر الكثير من المال إذا اشترى ماكينة طحن من مصر، ولكن الماكينة تحتاج لضغط كهربائي معين ويوجد هذا الضغط في الطابق العلوي للكافتيريا فقام بوضعها هناك والكافتيريا تعمل لاكثر من خمس سنوات وبكل الاشتراطات الصحية.
وبعد نشوب حريق الكافتيريا اندهش الشاب القبطي صباح اليوم التالي بخبر في الصحف ووصول فريق لأخذ عينة من التوابل المستخدمة بغرض فحصها وأخبرهم أن الموقع محترق والأولى أن تكون العينات في الوضع الطبيعي، وبعد بحث وجدوا عينة أُخذت من جوال محترق في برميل القمامة وبقية توابل لم تأكلها النار ثم طلبوا عينة من الأسفنج المطحون.
أفق قبل الأخير
تظل قضية أسفنج الأقاشي ومتبلات السندوتشات في دائرة الأكاذيب ما لم ينظر فيها القضاء، والسؤال المهم، من هو مسؤول الصحة بمحلية أم درمان؟
أفق أخير
الصحة بالمحلية.. ما هي حقيقة الحمير المذبوحة بالواتساب؟
صحيفة الإنتباهة
ع.ش