وخلال كلمته في الليلة الرابعة والأخيرة للاعتصام الذي انطلق في الثالث من يوليو الجاري، بالتزامن مع الذكرى الأولى لإطاحة الجيش المصري بأول رئيس مدني منتخب للبلاد، قال نباتي “إن تاريخ مصر يمر بنفس المراحل التي مر بها تاريخ تركيا ، فالربيع العربي كان حلم الشعوب المناهضة للاستبداد، لكن للأسف بعد نجاحه المبهر تدخلت بعض الأيادي لإفشاله”.
وتابع “يمر الربيع العربي الآن باختبارات كثيرة، ورغم ذلك فمازال الشعب المصري حتى اليوم، يقاوم الجبابرة والظالمين، الذين قتلوا أبناءه في مجزرة رابعة العدوية (أغسطس/آب 2013)”.
وقارب نباتي بين ما مرت به تركيا وما تمر به مصر الآن قائلا “على الإخوة في مصر أن يعلموا أن نضالنا واجه عقبات كثيرة، ومر في طرق ذات منحنيات وعرة، فاعتقل شبابنا واستبعدت بناتنا من الجامعات بسبب أفكارهم الإسلامية، ولكن الشعب التركي قاوم من أراد إذلاله، والراغبين في إفشال تجربته الديمقراطية، والحمد لله اجتزنا هذه الليالي المظلمة بنجاح”، مشددا “على الجميع أن يعلم أن النصر لكم ولنا ولمن تبع طريق الحق”.
وأكد “نقول للشعب المصري، إن تركيا تقف في طرف الحق لا طرف القوة، وسيكون هذا موقفنا دائما، رغم أن بعض الدول تطالبنا بالموازنات السياسية، لكن لن نتراجع عن موقفنا، ولن نكل من دعمنا للشرعية في مصر”.
من جانبه قال هيثم أبو خليل مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان (مركز حقوقي مصري)، خلال كلمته إن “حالة حقوق الإنسان في مصر، من تعذيب، وإجبار المعتقلين على الاستحمام عرايا أمام الآخرين، فضلا عن حالات التحرش الجنسي والاغتصاب، والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، أمر أصبح في غاية السوء”.
وأضاف أن “أعداد النساء المعتقلات في مصر بسبب معارضتهن للانقلاب العسكري مرعبة، وأكثر منها رعبا حالات الاغتصاب التي تم توثيقها، وكذلك حالات الاختفاء القسري، والسجون السرية التي لم يتم توثيق معتقليها بطبيعة الحال”، على حد قوله.
وغالبا ما تنفي السلطات الحالية في مصر أي من الانتهاكات بحق السجناء، الذين ترفض وصفهم بـ”المعتقلين”، وتقول إنهم محبوسون على ذمة التحقيقات في قضايا “عنف، وشغب، وتظاهر بدون تصريح”.. وغيرها.
وطالب أبو خليل المصريين الموجودين في الخارج بأن “يقوموا بدورهم في إبراز الانتهاكات التي يتعرض لها المصريون في الداخل”، مشيرا إلى أن “عدد المعتقلين في مصر، وصل لأكثر من 41 ألف معتقل، منهم مئات الأطفال والنساء”، بحسب تعبيره.
ولم يتسن الحصول على تعليق من السطات في مصر حول أعداد “المعتقلين”، التي ذكرها أبو خليل.
وأقيم اعتصام “رابعة.. إرادة” على مدار 4 أيام، في حديقة “سراتش خانة”، بمدينة إسطنبول التركية، حيث قام بتنظيمه جمعية التضامن المصري “رابعة”، (جمعية أهلية مصرية مقرها إسطنبول)، بالتعاون مع عدة منظمات، في مقدمتها “اتحاد المنظمات الأهلية بالعالم الإسلامي”.
إسطنبول/ الأناضول