حاجة آمنة اتصبري: التسالي والفول في رمضان.. إحجام عن التسلية

[JUSTIFY]على طول خط مواصلات (سوق ليبيا الخرطوم) جلست في مقاعد النص تعبئ أكياس التسالي والفول، صائمة عن الكلام لم تبد ضجراً ولم يظهر على وجهها رهق الصوم، تأتي يومياً من أقصى غرب أم درمان إلى الخرطوم مسترزقة ومقتنعة تماما بما يقسمه لها الله، ورغم تزامن المدارس مع الشهر الفضيل، والعيد في الطريق، والوضع ازداد سوءً على ما كان عليه، إلا أنها كلما ضاق صدرها تجعله يستعين بذكر الله.

(1)

منتصف نهار رمضاني قائظ، الساعه الثانية إلا بضع دقائق، كانت صورة (آمنة) الستينية، والتي تبدو وكأنها أكبر من ذك، كانت صورتها تبدو باهرة وأكثر إنسانية وهي مسدلة ثوبها البالي المبلول بقطرات من الماء على وجهها ليبرد جسدها ولو قليلا، بينما وبحرفية عالية تعبئ التسالي والفول.

قالت (آمنة) بأنفاس متصاعدة بوتيرة سريعة: ليست مهنة كما يقول البعض لأنها لا توفر أدنى دخل خصوصا في الشهر الكريم مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بات من المستحيل شراء سكر وعصير سويا وكأنما قد وضعا في كفة خيار عمل بأن الخيارين أحلاهما مر إذا ترك الآخر.

(2)

هنا تبدو مهمة آمنة صعبة إلى حد بعيد، فهي تعول أسرة تتكون من أربعة أطفال في المراحل التعليمية وبنت في مرحلة الجامعه تتمنى أن تنال درجه من التعليم لتحمل عنها عبئاً كبيراً من المسؤولية، وفي أثناء حديثها فهي تداعب أكياس الفول والتسالي معبأة لتتركها جاهزة ممتلئة عكس جيبها الذي ظل خاوياً.

تحكي معاناتها مع المواصلات التي ظلت هاجسا لها، ولكن ليس بقدر ما ظلت تعاني من قلة الدخل في رمضان، فهي تجلس في هدوء يخيم على الشارع، كما أوردت متأسفة أن هناك من يتلاعب في تقسيم الزكاة التي أخرجها المزكون، ولم يصل الكثير منها، فكان الأمل كبيرا لو شملنا التقسيم في المال كما شملنا في الأراضي والترحال من مكان لآخر

اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version