وبعد ساعات عاد ليراها بنفس الحالة التي سبق وأن تركها فيها، هي لم تستخدم دموعها كسلاح لتبرر موقفها من سوء التفاهم الذي دار بينهما ولكن الرجل لم يعد يؤمن بأن المرأة مخلوق ضعيف تتحدث بعينها وتترجم ما بداخلها فرحا أو حزنا بالدموع.
حساسية مفرطة
تقول آمنة عبد المحمود – موظفة – البكاء أمام الرجال ليس ضعفاً ولا تعبيراً عن الأنوثة بل ترجمة لشعور داخلي يصعب علينا نطقه بالشفاة، وتضيف من يعتبر أن دموع المرأة دموع تماسيح عليه أن يراجع نفسياته، لأنها ليست كما تبدو في نظرة. وأردفت نعم هناك بعض المواقف تجعل النساء ايضا ينظرن لبعضهن بأن الأخرى منهن تكذب بدموعها ويبين ذلك في بيوت العزاء، ولكن من الطبيعي أن تبكي المرأة في مواقف حتى ولو كانت في مسلسل، فهذا أمر عادي، وتواصل في ذات السياق خنساء محمد – معلمة – ليس كل ما يتقطر دمعاً فهناك من تتسبل بالدموع كي تحقق جزءاً ولو قليلاً من رغباتها طمعا وتورد عن ذاتي كنت أستخدم تلك الحيلة مع زوجي كي أشتري بعض الأشياء وكثيراً ما استخدمها في النقاشات وأمسك بأتفه الأمور، وأبكي حتى الشهيق كي لا يكرر مثل هذه المواقف مجددا.
وجهة نظر رجالية
من جهته، يقول مؤيد مامون: لا أؤمن تماما بأن المرأة تبكي ضعفا لأن الآية الكريمة تقول (إن كيدهن عظيم)، لذا حذرها واجب حتى ولو كان بكاؤها حسرة وحرقة، فليتقي الرجل دموعها التي قد تنهمر في وجهه كبركان ثائر. كل دمعة لها سبهها تمتلك المرأة طبيعة مرهفة رقيقة تدفعها إلى البكاء كثيرا بعكس الرجل الذي نادرا ما يلجأ إليه. فالمرأة تجد منفذا لإخراج طاقاتها السلبية وعواطفها الجياشة ورغباتها الملحة من خلال البكاء وما إن تظهر تلك الدموع حتى يتهمها الكثير بالخداع والزيف قائلين: (إنها دموع التماسيح) ولا يعلمون أنها العاطفة التي ميز الله بها النساء عن الرجال، وكل دمعة تنزل منها لها سببها وما يبررها، فعيون المرأة تدمع إذا وصلت إلى حد معين من الحزن أو الغضب وليس من السهل عليها اللجوء إلى البكاء في أي وقت أو أمام أي شخص، لأن هناك أشخاصا معينين تجبر المرأة أن تدمع عينيها أمامهم، وهؤلاء الأشخاص يجدر بهم السؤال ومحاولة التخفيف عنها وليس وصفها بالضعف أو السذاجة، وسواء كانت صادقة أم لا فإنها تظل في جميع الأحوال سلاح الأنثى الذي تقاتل به.
دموع المرأة لآلئ لا يعرف الكثير قيمتها، ودموعها ليست قطرات تنزل لتغسل عيونها وتشفي غلها، فالبكاء هو صديقها الوفي الذي يُهون عليها الكثير من مشاكل وقسوة الحياة.. ومن الظلم القول إن كل الدموع (دموع التماسيح) لأن المواقف هي التي تكشف مدى مصداقيتها.
لا حرج على التماسيح
في ذلك الأستاذة (ثريا إبراهيم) اختصاصية علم نفس لـ (اليوم التالي) الدموع أو البكاء تعبير إنساني للرجل والمرأة، لكن ارتباطه بالمرأة اكثر باعتبار المفهوم المجتمعي الخاطئ تجاه الرجل، إذ يُعتقد أنه يحظر عليه البكاء ويحرم. وتواصل (ثريا): في كثير من المجتمعات التقليدية يربط الأمر بالرجولة باعتبار أن ذرف الدموع في لحظة ضعف يقلل من الرجولة (يبكي زي المرة)، وهذه نظرة خاطئة لأن الرجل لديه إحساسه وإذا انتابته رغبة بالبكاء عليه أن يفعل ذلك دون تردد، فالدموع تعبير إنساني صادق، وبالتالي فإن دموع المرأة لا تخلو من الصدق ولا من الحنين خاصة في حالات الحزن العميق وفي لحظات الفرح الجميل، لذلك على الرجل أن يصدق دموعها وألا يتعامل معها على أنها كذب و(دموع تماسيح) كما يقولون، بل عليه هو أيضا أن يعبر بنفس هذه الدموع ولا حرج في ذلك
اليوم التالي
خ.ي