زاهر بخيت الفكى: وانهار كبرى الفقراء..!!

لقد اذكيت أذ أوقدت ناراً ولكن ضاعَ نفخُكَ في الرماد..
مازالت حلقات مسلسل الدمار مستمرة البطل واحد والضحايا كُثر..
تتهاوى الجزيرة أمامنا ..وقد استغاثت وما من مُغيث..
سئمنا حقاً من الكتابة ولمن نكتب ومن نناشد ولم يتبق أحد ظننا فيه خيراً لم نخاطبه..
جدار ضخم يصعُب اختراقه أقامته الدولة بينها والجزيرة المشروع وأهله واستعصى الوصول للمُبتغى بل استحال وتلاشت الأمال وارتفعت الأكف تضرُعاً للمولى سبحانه وتعالى أن يكشف الغم ويزيل الكرب وأن تشرق شمسها بفضله وكرمه من جديد ..
حالة نادرة من حالات الفشل فى إدارة أحد أهم المشاريع العملاقة القائمة الناجحة فى بلادى ..
كعادته الفشل ينمو ويزدهر ويحقق فى نجاحاته المستمرة هنا فى قتل النجاح وسحقه..
لم تسعى الدولة يوماً فى تطويره والحفاظ عليه بل أسهمت وبنصيب وافر فى ضياعه وتبديد ممتلكاته ..
من المسئول إذاً سادتى..؟
من الذى باع وقبض نيابة عن أصحاب الحق وكم هو الثمن..؟
ولماذا البيع أصلاً ولمصلحة من هو..؟
قطعاً المزارع الشريك الأصيل فى المشروع لم يكن طرفاً فى تلك العمليات ولم يقبُض نصيبه من عائدات البيع وظل فاغراً الفاه ينتظر وعوداً قطعوها له من لا يأبهون كثيراً بالوفاء بوعودهم وما هى إلا سرابٌ قد تبدد…
باعوا كل شئ ولم يتبقى شئ يُمكن أن يُباع..
أطلال من سرايا وقناطر ومكاتب عريقة أنيقة ذات طراز جميل كانت تدمرت وبالكامل…
سكة حديد بقاطراتها كانت تعمل وبكفاءة عالية يشهد عليها كل أهل المشروع أوقفوها وباعوها بليلٍ وبلا بديل ..
كل شئ كان مُعد للبيع فيها حتى أراضى المُلاك أصحاب أرض المشروع ساوموا ورثتهم وبعض الورثة ممن أرغمتهم الحياة ومعاناتها باعوا أملاك أجدادهم وبثمنٍ بخسٍ جُنيهات معدودة مقابل الفدان ولكن لمن باعوا ومن هو المالك الجديد الله وحده يعلم.
يُحدثُونك أهلها ومن هم فيها الآن وبحسرة عن حالها الذى لا يسُر..وتُحدِثُك هى نفسها عن ما بها عند رؤيتها وقد صارت قاحلة وبلا ماء..وكيف يصلها الماء وهى بلا مواعين تحمله..
حلقة جديدة ..
لقد انهار قبل بداية الموسم الزراعى الحالى أحد أهم الجسور العتيقة بعد أن طالته عمليات الخراب والاهمال التى انتظمت المشروع ولم يحتمل البقاء وقد ظل صامداً منذ عشرينيات القرن الماضى..بانهيار (كبرى الفقراء) الجسر الرابط بين كثير من القرى غربى الترعة الرئيسية (الكنار) وشرقها ومنطقة الحصاحيصا عظُمت المعاناة وتضاعفت وضعُفت علاقات التواصل الاجتماعى بينهم..وقد صاروا بلا رابط..
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادى..

والله وحده هو المستعان..
زاهر بخيت الفكى

بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة السودانية…

Exit mobile version