هذاالحديث قد لا يكون منطقياً، ويمكن الرد عليه ودحضه. لكن ربما تأثيره على الناس يكون أقوى من تأثير الرد عليه.. وربما ينتشر في نطاق أوسع من نطاق انتشار الرد عليه. زعيم المعارضة تفوه بكلمات أغضبت رئيس البرلمان ما كان لها داع، والساحة البرلمانية ليست مكاناً لإغضاب الاخرين، وانما ينبغي فقط مجادلتهم ومحاولة إقناعهم بالتي هي أحسن. لكن زعيم المعارضة يقول بأن الهدف الأساسي من طرده هو حجب رؤيته عن تعديلات قانون الانتخابات، وإنه كان يريد أن يبلغ المجلس بأن هذه التعديلات مكانها الحوار الوطني.
طبعاً هذا كلام غريب إذ لا سبيل لحجب رؤية أحد سواء كان ذلك بالطرد أو بغيره، ولا أظن أن رئيس البرلمان يراهن لحجب الرؤى على هذا الأسلوب، ولو كان السيد زعيم المعارضة حريصاً على عرض رؤيته لتؤثر على قناعات النواب، كان يمكن أن يتجنب الطريقة التي يمكن أن تؤدي إلى طرده من البرلمان.
لا أرى أن حجب الرؤية يحتاج إلى مثل هذا الاسلوب.
يقول إسماعيل حسين إن تعديل قانون الانتخابات مكانه الحوار الوطني. لكن السؤال هنا أين مكان الحوار الوطني؟! إن الحوار الوطني هو حضور الأطراف وليس المكان، وقد تغيّب السيد الصادق المهدي عنه وكذلك الترابي وقال غندور «الغائب عذره معه».
والقوى الحزبية الكبرى نفسها مترددة فهي تروح وتغدو بين مشروع إعادة التحول الديمقراطي بحسب وجهة نظرها، لكي يتسنى لها الحكم وبين مكاسب تريد جنيها مع يأسها من صورة وضع ديمقراطي مرسومة في أذهانها. إن الصورة في ذهنها هي أن يفوز «الحزبان» ويأتلفان وتكون الحركة الإسلامية زعيمة المعارضة في البرلمان مثل كتلة المؤتمر الشعبي حالياً برئاسة إسماعيل حسين ويقوم الحزب الشيوعي من خلال صحيفته البائسة بتخذيل القوات المسلحة لصالح التمرد كما كان يفعل إبان الديمقراطية الثالثة. ويعود حزب البعث لخطابه القديم الممجوج الذي يقوم على هتاف «تجار الدين».. ويهتف ويقول «بعثيين وحات اسم الله بعثيين وما بنتاجر باسم الدين». فهل يغني اليسار مع الراحل أحمد الطيب؟!
ضاع صبري.. أين يا وصلي..
قلبي بي نار الغرام مصلي..
صحيفة الإنتباهة
ع.ش