برمجه خاصة
يقول سليمان السر إن شهر رمضان يحتاج الى برمجة خاصة في كل شيء فلا بد من تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وتقسيم المهام بين الساكنين، وقبل كل ذلك إعداد ميزانية متكاملة لكل الشهر ويتم ذلك عبر اجتماع لكل القاطنين في المنزل ولا يجبر أحد للاشتراك في تلك البرمجة أذا أراد ذلك فربما يكون لديهم التزامات أخرى وبعد الاتفاق تقسم المهام بيننا على حسب مقدرة ما يقوم به الشخص، فمثلا هناك من لا يجيدون الطبخ فيقومون بشيء آخر غير الطبخ كالغسل أو إعداد المقادير للطباخ وهكذا، ولكن يكون الوضع على ما هو عليه في الأشياء الأخرى،أما إذا أراد أي منهم أن يلغي الاتفاق فيمكن ذلك ففي النهاية هو مجرد اتفاق وليس قانونا للتنظيم وعدم الإتكالية بينهم.
وصف تفصيلي
ويصف عبد الله اليوم من داخل بيت العزابة فيقول: يخرج الجميع الى أعمالهم كالمعتاد ويعطي كل واحد منهم المبلغ المتفق عليه للذي يقوم بإعداد الوجبات وهو بدوره يشتري كل ما يلزم لإعداد وجبتي الفطور والعشاء وهي في الغالب تكون ما يعرف «بالحلة» يفطر منها ويترك ما تبقى للعشاء وتعد بطريقة سريعة ولهذا سميت «القطر قام» لان كل مكونتها توضع في نفس اللحظة وتترك حتى تستوي جميعها في نفس اللحظة ولهذا لا تحتاج الى زمن طويل وتعتبر الوجبة الرسمية لكل العزابة في السودان، ويمكن للعزابة أيضا إعداد بعض الوجبات التي لا تحتاج لجهود وزمن مثل العدس والفاصوليا والشوربة أو «السليقة» كما يحبون تسميتها فكل الوجبات التي يطبخها العزابة تكون سريعة وغير معقدة. فمن النادر تجد عزابة يعدون الطبائخ المعروفة بالكثير من التعقيدات والجهد خاصة البلدية من عصيدة وقراصة وغيرها التي يشتريها العزابة جاهزة.
دق ناقوس الخطر
أما محمد يوسف يقول إن شهر رمضان يحتاج لبعض الثوابت خاصة في منازل العزابة لأنه حدث استثنائي والتي تعرف بالفوضى في كل شيء، ومن تلك الثوابت توفر من يطبخ يومياً لنا، ففي هذا الشهر لا ينفع شراء الأكل جاهزا كما تجري العادة في الأيام العادية وهنا يحدث الاختلاف بين العزابة فكل شخص لا يحب العمل أثناء الصيام ويريد أن يخدم من قبل الآخرين ويكون هو نائم ولهذا يعتبر هذا الشهر كابوسا حقيقا لما فيه من تعب وإرهاق، ولهذا يدق معظم العزابة ناقوس الخطر مبكرا حتى لا تحدث بلبلة أثناء الشهر الفضيل.
طرق أخرى
وتحدث لؤي مصطفى وهو طالب يقيم مع عزابة ان الصفة التي تجمعهم أنهم من منطقة واحدة فقال«من الصعب جدا أن يحدث اتفاق يستمر لمده طويلة فكل الاتفاقيات في بيوت العزابة تنهار بسرعة، فشخص واحد يخل بالتزامه يتسبب في فشل كل الترتيبات التي تعد مسبقا فكل واحد يحب أن يفعل ما يحلو له ويمشي الناس على طريقته فتجد في بعض الأحيان أن الخلاف يكون في أشياء صغيرة جدا مثل أن يطلب الذي يقوم على الطبخ من أحدهم إحضار غرض سواء أكان سكينا أو شوية ملح فيرفض ذلك فيحدث تبادل بالشتائم فيؤدي ذلك في النهاية لعدم اكتمال الحلة ويذهب كل واحد يبحث عن شيء يأكله ولهذا الطريقة التي يعمل بها كل العزابة هي أن يحضر كل شخص ما يريده من الأطعمة والمشروبات حتى يشعر كل منهم بالرضي ولا يفرض أحدهم على الآخرين ما لا يحبونه.
تكتلات داخلية
لم يخف النعمان وجود خلافات كثيرة داخل بيوت العزابة. فقال بيوت العزابة مثلها مثل أي بيت به الكثير من المشاكل والخلافات وسواء كانت في وجهات النظر أو خلافات جوهرية ولكن لا تبدو ظاهرة للناس، ومن هنا تجد داخل البيت الواحد عدة شلليات ومجموعات تعمل كل واحده على حدة ولا يتدخل طرف في خصوصيات الطرف الآخر صحيح يجمعهم سقف واحد لكن أشياء كثيرة تفرقهم ولكن يمكن أن يتفقوا على شيء معين في بعض المرات يكون لحظيا وتبقى مواضع الخلاف قائمة وتأتي تلك الخلافات من السلوكيات التي تعود عليها كل شخص منهم خاصة عندما تكون تلك السلوكيات متعارضة مع بعضها البعض فتحدث انقسامات وتتكون شلليات بين كل أنفار تجتمع عندهم نفس الصفات.
صحيفة الإنتباهة
صديق علي