:: عذراً، بزاوية البارحة، تشابهت علينا قضايا بعض الولايات – وولاتها – تشابهاً طفيفاً، أي ليس كتشابه الكوارث على واقع حياة أهل البلد..فالناس في بلادنا سواسية في ضنك الحياة وكوارثها..ولكن السماء لا تمطر بدائلاً، بل تهب الشعوب الوعي بحيث تبحث به البدائل مهما كان ثمن البحث..المهم، قبل توضيح ما تشابهت علينا بين جرب غرب دارفور و رسوم غرب كردفان، نقترح لمجلس الوزراء بأن يعتمد على أسماء الكواكب في تسمية الولايات المرتقبة بدارفور وكردفان، بحيث تحل محل أسماء الاتجاهات.. نعم، لن يتوقف مسلسل الانشطار عند غرب كردفان أو شرق دارفور، اذ كل قبيلة بحاجة الى ولاية، وكذلك كل نافذ بالحزب الحاكم يتطلع الى أن يكون والياً..وهذا الأنشطار المتواصل قد يحدث (أزمة أسماء)، وخاصة ان الولايات بكردفان و دارفور تُسمى باسماء ( اتجاهات) ..وكماتعلمون الاتجاهات محدودة..!!
:: على سبيل المثال، بدارفور، اكملت الحكومة كل اتجاهات الأرض في ولاياتها، حيث هناك شرق وغرب وشمال وجنوب دارفور، وأخيراً ( ولاية وسط دارفور)..وما لم تعتمد الحكومة على أسماء الكواكب، فان الولاية المرتقبة بدارفور هي (ولاية شمال شرق دارفور) أو ( ولاية جنوب غرب دارفور)..مثل هذه الاسماء تربك أذهان الناس والصحف و( تجهجه باكات أفكارنا)..ولذلك، اقترحنا – للمستقبل القريب – أسماء جديدة من شاكلة ولاية زحل، ولاية عطارد، ولاية المريخ، ولاية الزهرة، وهكذا..ليس فقط لكثرة أسماء الكواكب وتوفرها، بل لأن نظم الادارة المتبعة في ادارة ولايات السودان كلها لم تعد تمت الى طرائق تفكير أهل الأرض بصلة من حيث ( التفرد المدهش)..نعم، أن يفرض والياً رسوماً على ملابس قديمة ولساتيك مستعملة وسروج الحمير، على سبيل المثال، لم يحدث من قبل في كوكب الأرض..!!
:: على كل، توضيحاً لما تشابه علينا، فالوالي الذي فاجأ رعيته برسوم لم تخطر على قلب بشر هو اللواء أحمد خميس، والي ولاية غرب كردفان، أما الوالي العاجز عن مكافحة الجرب فهو حيدر قالو كوما والي ولاية غرب دارفور ..أي، الرسوم بغرب كردفان والجرب بغرب دارفور، وهذا ما لزم التوضيح لأصدقائي الكرام (قراء الزاوية)، وليس لهذا الوالي أو ذاك، اذ سيان الجرب والرسوم في عكس فشل الولاة وعجزهم عن رعاية مواطنهم..المهم، الاطارات المستعملة، سروج الحمير، سروج الجمال، الملابس المستعملة، المطار وأشياء أخرى يستخدمها الفقراء والمساكين ليبقوا على قيد الحياة، تم فرض الرسوم عليها بأمر اللواء أحمد خميس، والي غرب كردفان، وتلك ولاية وليدة لارضاء بعض النافذين بالحزب الحاكم، ولأرهاق المواطن بمثل هذه (الرسوم المسيئة)..والمؤسف، كل هذه الرسوم بأمر الوالي فقط، أي بلا مجلس تشريعي و بلا مجالس محلية..وليس في الأمر عجب، اذ وزير المالية المركزية أيضاً لايزال يصرح : ( لسنا بحاجة الى البرلمان لاجازة قرار رفع الدعم عن السلع)، وذاك النهج الولائي بغرب كردفان حتماً من هذا (النهج المركزي)..هكذا رسوم غرب كردفان، مرهقة وغير مشروعة، ومع ذلك عجز واليها عن بسط الأمن وفرضة هيبة القاانون، اذ تم اغتصاب بعض طالبات جامعة السلام بهذه الولاية جهارا نهارا بقوة السلاح، ولم يحرك هذا القبح ضمائر الساده هناك بحيث يستقيل الوالي او يقال المعتمد..فالتشبث بالسلطة – و الاستمتاع بثروتها – أهم من الانتصار لشرف (حرائر البلد)..!!
:: ذاك حال أهل السودان بغرب كردفان، فماذا عن الجرب الذي يحاصر أهل السودان بغرب دارفور التي واليها حيدر قالو كوما، أحد ثوار حزب التحرير والعدالة؟..لقد تم اغلاق المدارس بمحلية الكرينك، بعد انتشار الداء وليس قبله، اذ عدد الحالات تجاوز ( ثلاثة الاف حالة)، حتى ضحى أول البارحة..و مع ذلك، لم يحرك الحدث الى يومنا هذا مسؤولاً مركزيا بغرض تفقد ضحايا الاهمال الولائي.. وبالمناسبة، هذه فرصة ذهبية لوزارة المالية – في زنقتها دي – لمخاطبة طلاب الطب بجامعات العالم وأساتذتهم ليشاهدوا – لاول مرة في حياتهم – انسانا مصاب بالجرب على كوكب الأرض في الالفية الثالثة، مقابل ( رسوم مشاهدة).. نعم، يجب استغلال الحدث المآساوي لصالح خزائن سادة السلطة، فالانسان المصاب بالجرب غير متوفر الا في بلادنا، وهذا بفضل نهج يقزم ميزانية الصحة والتعليم و الوعي، ويضاعف ميزانية الأمن والدفاع و( الفساد).. نأمل أن تتحرك وزارة الصحة الاتحادية الي حيث موقع الحدث ( عاجلاً)، أي قبل أن تتسع دائرة الاصابة وتتجاوز تلك المحلية الي المحليات الاخرى..علماً أن أنظمة الكون كافحت وتخلصت – في الالفية الفائتة – أسباب الجرب والسل وغيره من الأمراض المسماة بأمراض الفقراء، ولكن بلادنا – بعجز سلاطينها وفشلهم – لاتزال تضج بكل ما هو (غريب ومعيب)…!!
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]