[JUSTIFY] حكايات عن (السياسة).!
حكاية اولى:
لا يحمل من ورق الشهادات (المروس) سوى شهادة دبلوم في التبريد والتكييف، ولكن كان يمتلك آلاف الشهادات التى (يقتنع بها لوحده)، من ضمنها شهادة انه (محلل سياسي)، تلك الصفة التى جعلت كل أهل الحي يتحاشون الحديث في السياسة عندما يشاهدونه، ليس لشيء سوى أنهم (دايرين يربوا عيالهم)، فكل تحليلات ذلك الرجل المعتوه (سياسياً) تقودهم لمصير واحد لا يودون مجرد التفكير فيه….يتحدث عن المعارضة..وعن الحكومة..وعن النظام..وعن الازمة العالمية واثرها في إضعاف موارد الدولة..ثم يبتسم ويمنح كل المستمعين رقم هاتفه الجوال (للمزيد من الإيضاح)..حتى جاء ذلك اليوم..عندما وجد مجموعة من شباب المعارضة تقيم ندوة داخل الحي، وكالعادة…استلم المايكروفون وصار يصرخ بصوت عال: (نعم..لابد أن تنتبه الحكومة للشعب..لابد أن تجد حلولاً للضائقة المعيشية الاخيرة..لابد أن…الخ)…في تلك اللحظة انفجر إطار سيارة كانت تعبر بجانب الندوة، فـ(أنبطح) صاحبنا على الارض وهو يصيح: (أنتو يا اخوانا صدقتوا ولا شنو..انا والله دبلوم تبريد وتكييف)..ومنذ ذلك الوقت (اعتزل السياسة).
حكاية ثانية:
كان يؤمن جداً بمبدأ (الديمقراطية)..يتحدث عنها وسط اصدقائه..يتفاءل بها في كل مناسبة…يحرص على حضور كل الندوات التى تقام لمناقشة تجربة الديمقراطية في البلاد…و…يعود للمنزل ليساعد زوجته في (غسيل العدّة).
حكاية ثالثة:
انضم للحكومة ليجد (وظيفة)…وانضم للمعارضة عندما (لم يجد الوظيفة)..!
حكاية رابعة:
كان يسمع كثيراً عن (التقشف)..في المذياع..وفي الصحف..وفي الحوارات التلفزيونية..وحتى على لسان اولاد الحلة (الشواطين)…ولكنه لم يعرف معنى العبارة الحقيقي إلا بعد أن فشل في شراء علبة (فازلين) من الدكان المجاور يمسح بها (قشف) أبنائه قبل خروجهم للمدرسة..!
حكاية خامسة:
أجمل ما في المعارضة (لسانها) العجيب..وأجمل مافي الحكومة (اذنها) التي لها مقدرة فائقة على (فلترة) ما تسمع..وأجمل ما في هذا الشعب انه يعاني من (فوضى الحواس)..و..(شكراً لأحلام مستغانمي)..!
آخر حكاية:
جلس وسط ابنائه يحدثهم عن الوضع السياسي الراهن بالبلاد، عن صراع الاحزاب مع الحكومة..وعن محاولات الحكومة المستميتة لضم الاحزاب لها..وعن سياسة التقشف..وعن انفصال الجنوب..وعن اتفاقيات اديس ابابا… وفجأة..قاطعه أصغر ابنائه وهو يسأله في دهشة: (طيب هسي وينا السياسة يا ابوي..؟؟).
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني