في دنيا التواصل عبر فضاءات العوالم الافتراضية، تبرع صغار الاناث عادة في التستر وراء الاسماء الوهمية أو الكنيات الدلعية أو الدلالات الرمزية واحيانا الاختصارات التشفيرية .. الاميرة النايمة وزهرة البنفسج الحالمة ..
كما تميل المتزوجات وكبيرات السن والمقام منهن للتكني بأسماء الابناء .. أم أحمد وأم البلة أو حتى أم البلولة جرقندي ..
أما الشخصيات العامة من ذوات الوظائف التنفيذية والمواهب الفنية والابداعات الادبية فتحرص الغالبية منهن على انشاء موقعين، أحداهما مفتوح للعامة من المعجبيين والمتابعين للسيرة والمسيرة المهنية، والاخر خاص بالخاصة تتواصل به على راحتها مع خلصائها وأهل مودتها من الاسرة والصداقات غير المصلحية ..
أما عن تصاوير اثبات الهوية فتجري على نسق سابقتها ولها تقريبا نفس التقسيمات الفئوية .. فمن صغيرات السن من تستعين بصورة لمطربتها او فنانتها المفضلة ومنهن الرومانسية التي تميل لصور الطبيعة من ازهار وجبال وادغال، ومنهن من تعمد لصور ذوي اللذاذة والحلاوة من الاطفال .. والامهات يملن لوضع صور الابناء أو الاحفاد أو الرسومات والصور التراثية، وأما عن الشخصيات العاملة حالهن كحال كبيرات السن و(القواعد) من مرتادات العوالم الافتراضية، اللائي لا يرجون نكاحا، فلا يجدن بأسا في وضع صورهن الشخصية .. هو السائل منهن منو ؟ ديل متل ناس حلاتنا !
حسنا يا جماعة قد يسأل سائل عن المغزى من تلك الفزلكة التاريخية والنبذة التعريفية عن احوال الحريم وجدل الهوية في العوالم الاسفيرية .. جاياكم !
راسلني أحد أصدقائنا الفيسباكة، من الحادبين الغيورين على سمعة السودان والسودانيين، وطلبني بـ الله أن ادخل لصفحة سماها باسمها طبعا ما حا اقولو مخافة الوقوع في خية الترويج للباطل .. وطلب مني وهو في غاية الحزن والغضب ان اتناول الموضوع في كتاباتي، لتوعية بناتنا خاصة مرتادات كتاب الوجوه، من ان تقع سمعتهن سهوا ودون ان يدرين تحت طائلة الشك والظنون وهن بريئات !!
ذهبت الى الصفحة المعنية وانا اقدم مفتاح واؤخر الآخر من مفاتيح كي بوردي، فوجدت فعلا ما كدرني ودعاني لان اتناوله بالتذكرة لمن تخشى ..
حسنا تاني يا جماعة، من المعلوم أن التقنيات الحديثة قدمت الكثير من التسهيلات لحياتنا العملية والاجتماعية، ووفرت جهدا ووقتا كبير كان يحتاجه المرء لمجرد نقل معلومة بسيطة من مكان لمكان، كنقل خبر وفاة مرحوم في الدناقلة شمال لشقيقه لزم الساكن في الكلاكلة صنقعت، بسرعة تمكنه من لحوق الدافنة بكل يسر والقيام بالواجب ولكن ….. بنفس ما قدمت لنا تلك التقنيات باليمين اخذت من خصوصياتنا بالشمال .. لم تعد بنياتنا في مأمن من ان تقف الواحدة فيهن بكل براءة امام كاميرا هاتف صديقتها وهي تضحك لتفاجأ في اليوم التالي باخيها ينهال عليها لبعا وشلاليت دون ان تفهم جريرتها، وعندما تحاش عنه وتسحب من تحت قدميه وهي في الرمق الاخير، يخبر والدته المخلوعة بتعثره في احدى الصفحات المشبوهه بصورة شقيقته الما بتغباهو تتضاحك .. سنّين سنّين !!!
وبعد تكوين لجنة لتقصي الحقائق قد يتضح ولو بعد حين، ان المسكينة سمحت لصديقتها بأن تأخذ منها صورة تذكارية بهاتفها الجديد هن بالكافتيريا، ثم ارسلتها تلك الصديقة الغبيانة بكل براءة لصديقتهم الثالثة، وتلك بدورها حولتها لقريبتها التي تبحث امها عن عروس لابنها، حتى سقطت الصورة تحت يد احدى الطامعات في الزواج من ذاك الابن، فـ شاتت الصورة في ضربة غير حرة لكنها مباشرة داخل قون تلك الصفحة المشبوهة، حيث لمّ فيها شقيق المجني عليها فـ وقع في المسكينة هبت لا يدها لا كراعا !!!
حسنا تالتة وأخيرة يا اخواتنا وبناتنا .. وجدت في تلك الصفحة القبيحة صور جميلة وبريئة لبناتنا في اوضاع مختلفة .. منهن من تموضعت في مكان عام للتصوير .. جامعة .. مدرسة .. كافتيريا .. شارع النيل وغيرها، ومنهن من كانت غافلة في خدرها آمنة مطمئنة من ان تأتيها الخديعة ممن تأمن معها على نفسها وصورتها .. صديقة .. جارة .. زميلة دراسة ..
كل الصور التي رأيتها كانت لـ بنات سودانيات شابات جميلات وكلها كانت توحي بأن صاحبتها لم تكن تعلم او تنوي او حتى تحلم في سابع كوابيسها ان صورتها ستنتهي لمثل هذا المكان ..
مخرج:
عزيزتي مرتادة العوالم الافتراضية .. رجاء .. لا تضعي صور مناسباتك الاجتماعية الخاصة على قارعة الدروب الاسفيرية .. بكرة يلم فيها واحد من ضعاف النفوس (كوبي اند بيست) ويخلي سمعتك في مهب الرياح الخماسينية .. اسمعي كلامي انا بحدثك فان كنت ولابد فاعلة فعليك بوضع صورة رسمية كصورة الجواز أو البطاقة الشخصية .. وقع ليك ؟!!
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]