اسرائيل في البحر الاحمر .. من القباب ما يتخفى على حبة

تتواتر الانباء عن وجود اسرائيلي في البحر الاحمر يوما بعد يوم، بما يشي ان للاكمة ما تخفيه، ففي خبر منسوب لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نُشر امس، أن وحدة الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية شاركت، في (يناير) الماضي، في استهداف سفينة إيرانية.
وفي اعقاب? شكوى تقدم بها ?أكثر من خمسة آلاف صياد بالبحر الأحمر من وجود مضايقات داخل المياه الإقليمية السودانية والمياه الدولية من قبل زوارق مسلحة مجهولة تقوم بإطلاق النار عليهم، مطالبين بالتحقيق في? ?الوجود الكثيف لهذه الزوارق الأجنبية المسلحة،? ?مرجحين أن تكون هذه الزوارق إسرائيلية وأمريكية.
ويقول مراقبون تحدثوا لـ الصحافة ان هذه التحركات تنبئ عن الدخول في حقبة جديدة مع الدولة العبرية، فبعد ان كان الحديث مركزا على عروض كثيرة ترفضها الدول من اجل التطبيع مع اسرائيل، وهو حديث غالبا ما يصدر من مسؤولين في الدولة اوان اشتداد الازمات.
ويبدو ان ما تقوم به اسرائيل يندرج في مخطط أٌعد مبكرا يرمي الى السيطرة على الممر المائي المهم لأمنها، وقد نُقل عن كانستلون قائد البحرية الاسرائيلية السابق قوله «نحن نملك أسطولاً بحرياً ضخماً يعمل في كافة موانئ العالم، وسيرتفع عدده في عام 1956م؛ ولهذا فعلينا أن نعد العدة لمستقبل تستطيع فيه أساطيلنا البحرية والحربية أن تحطم الحصار المفروض علينا، وأن نفرض الحصار بدورنا على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا؛ أي ? باختصار- مطلوب منا أن تكون لدينا خطة نستطيع عن طريقها أن نحول البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية بالتدرج» ويشير الباحث احمد شجاع الى ان هذا الحضور العسكري الصهيوني في البحر الأحمر يحقق لاسرائيل اربعة أغراض، الأول، احتلال أي جزر في مدخل البحر الأحمر الجنوبي لتسهيل التحرك العسكري وتأمين التحرك التجاري، الثاني،
يضمن لها قدرتها على إغلاق باب المندب في وجه العرب في الوقت المناسب، الثالث، الإشراف على حركة الملاحة ومراقبتها من جنوب البحر الأحمر وحتى إيلات، الرابع، إنشاء قواعد بحرية استخبارية في جنوب البحر الأحمر.
وقد تم التداول على نحو واسع في دول المنطقة عن الوجود الاسرائلي في البحر الاحمر، وفي السعودية نبَّه خبراء في ندوة أقيمت بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الاسبوع الماضي عن (أمن البحر الأحمر وتأثيراته على المنطقة)، إلى مخاطر التدويل في البحر الأحمر وأطماع اسرائيل فيه، وعدَّ الدكتور عبدالرزاق أبو داود ، أســـتاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز اسرائيل من أكبر مهددات منطقة البحر الأحمر ، لافتاً إلى سعيها لاقامة قواعد عســـــــــكرية بذريعة حماية المنطقة فيما تضمر نوايا غامضة لا تخفى على معظم دول المنطقة، وفي اليمن، حذر مجلس الشورى اليمني من وجود أطماع لإسرائيل في تدويل مياه البحر الأحمر، معتبرا أن ظاهرة القرصنة البحرية المتزايدة تخدم المشروع الإسرائيلي الداعي إلى التدويل. وقال المجلس في بيان له حول ظاهرة القرصنة البحرية «لا يخفى على أحد مشروع الكيان الصهيوني لتدويل البحر الأحمر، ولما لهذا المشروع من مخاطر على الأمن القومي العربي».
وقال لي محلل سياسي حاولت اخذ رأيه ( انكم تصنعون من الحبة قبة) ما اعاد الى ذهني العبارة التي رد بها المترجم الشاعر كاظم جهاد على منتقديه حين اتهموه بصناعة القبة من الحبة في تصديه لكاتب قال ان ترجمته لروايته شابتها بعض العجلة، بأن قال لهم ( ان من القباب ما يتخفى على حبة)
التقي محمد عثمان :الصحافة

Exit mobile version