ودعا السيسي في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية (الأكاديمية العسكرية) (شمالي القاهرة) المصريين في الداخل والخارج إلى مساندة بلادهم خلال الفترة المقبلة.
وقال إن “مصر لاقت مساندة خلال العشر شهور الماضية من الأشقاء العرب وتحتاج إلي مساندة من المصريين في الداخل والخارج لمعالجة عجز كبير في موازنة البلاد المقبلة”.
وذكر السيسي أنه رفض التصديق على الموازنة العامة للدولة التي قدمتها الحكومة عندما وجد أن العجز المتوقع في الموازنة قد يصل إلى مبلغ 2 تريليون جنيه (280 مليار دولار أمريكي)، وقال إن “هذا يتطلب اتخاذ اجراءات (لم يعلنها) وأن الشعب عليه أن يتحمل خلال الفترة المقبلة”.
وأشار إلى أن مصر تواجه تحديات أمنية كبيرة داخلية وخارجية وسط جهد كبير مبذول لتجاوزها، مشيرا الي أن الجيش المصري سيبقي هو الضمير الحر للوطنية المصرية .
وقال السيسي: “كنا نتكلم عن وجود تحديات كثيرة في مصر وخارجها ، وفي مصر نري تحديات اقتصادية وأمنية داخل وخارجها وفي جهد كبير يبذل لنتجاوزها ونقدم تحية واجبة مستحقة للقوات المسلحة والشرطة المدنية. لأنهم عماد الأمن والاستقرار في مصر”.
وأوضح أن “الجيش المصري هو مشكلة أمام أي حد (أحد) يقرب (يقترب) في الداخل والخارج وهو الضمير الحر للوطنية المصرية وهو ملك مصر وليس ملكا لأحد وسيبقى، وحريصون أن يكون جيش مصر للمصريين”.
وخاطب الجيش والشرطة قائلا: “أقول للشرطة والجيش والشعب مصر أمانة في رقابنا كلنا (..) بل والمنطقة العربية أيضا أمانة في رقابنا كلنا وقادرون على حفظ الأمان بوحدتنا وتماسكنا وتفهمنا لنكران الذات”.
وبشأن الوضع الداخلي لمصر قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ” سأتحدث بشفافية وصدق وأمانة ، لأنها مسؤوليتنا جميعا”، مشيرا إلى أنه “أمس كان هناك نقاش حول موازنة مصر الخاصة بالعام المالي 2014 / 2015 لمدة 6 ساعات مع المسؤولين”.
وكشف أن هناك عرضا (لم يحدده) أثناء المناقشات عرض عليه ورفضه، قائلا “العرض اللي (الذي) كان موجود أنا مقدرش (لا أقدر) أوافق عليه، لأنها مسؤولية الآن وتتعلق بالأجيال القادمة” .
وأوضح أن عجز الموازنة يزيد والمديونية تزيد والموقف السياسي لا يتحمل ، وقال إنه “خلال الأشهر العشرة الماضية كان هناك أشقاء (لم يحددهم) يقفون بجانبا متسائلا هل سنبقي كذلك أم يمكن أن نتحمل؟” .
وشهدت مصر منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو / تموز الماضي دعما ماليا ومعنويا من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات، وأثني السيسي في أكثر من لقاء تليفزيوني بجهود الأشقاء العرب.
وأضاف أنه يريد إتخاذ اجراءات يحتاج فيه من الشعب المصري أن يتحمل فيها قليلا، مشيرا إلى أن هذا الكلام ليس عكس ما ردده سابقا من أنه يريد أن يرفق بالشعب ولكن مرتبط بالرفق علي الشعب الآن والأجيال القادمة .
وقال السيسي إن “زيادة الدين يعني أننا لن نترك للأجيال القادمة شيئا جيدا” .
وأضاف “لابد من بذل تضحيات حقيقية من كل مصري ومصرية ، أنا أحصل على مرتب وفق الحد الأقصي وهو مبلغ 42 ألف جنيه (5900 دولار) لن آخذ نصفه، وسأتنازل عن نصف ممتلكاتي بما في ذلك ما ورثته من والدي، من أجل مصر”.
ودعا المصريين إلى مساندة بلادهم خلال الفترة المقبلة، واقترح السيسي إمكانية فتح حسابات بنكية يشرف عليها شخصيا لمساهمات من المصريين دون ضغط.
وقال “وضعت هذه الأمانة في رقابنا كلنا ونحتاج اتخاذ إجراءات لحل الأزمة من اجل مصر ونحن في وقت نحتاج للتكاتف والوحدة ومصلحة الوطن” .
وتطرق السيسي إلى الأحكام القضائية الصادرة أمس تجاه صحفيين منهم أجانب في القضية المعروفة إعلاميا باسم “خلية الماريوت”.
وقال “لن نتدخل في أحكام القضاء، والقضاء المصري مستقل وشامخ”، مضيفا أن “مؤسسات الدولة لا أحد يقترب منها أو يعلق عليها، وإذا كان ننشد دولة مؤسسات حقيقية، لابد ان نحترم أحكام القضاء ولا نعلق عليها حتى لو أن الآخرين لم يتفهموا هذه الأحكام”.
وأمس الاثنين، قضت محكمة مصرية، في حكم أولى قابل للطعن، بسجن 18 من المتهمين في قضية “تحريض قناة الجزيرة الانجليزية على مصر”، المعروفة إعلاميا باسم “خلية ماريوت”، لمدد تتراوح بين 3 إلى 10 سنوات، بحسب مصادر قضائية.
وقال المصادر إن محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طرة (جنوبي القاهرة)، قضت بسجن 11 متهما غيابيا (بينهم 3 مراسلين أجانب) لمدة 10 سنوات، فيما قضت بسجن 7 متهمين آخرين (بينهم مراسل أجنبي محبوس) حضوريا لمدة 7 سنوات.
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]