امتلأت الطرقات المؤدية إلى مطار نيالا والدولة نفسها ممثلة فى حكومة الولاية وواليها الناظر اللواء صلاح على الغالى تُزاحم الناس فى استقبال الشيخ القادم اليها استقبالاً فخيماً ضخماً يُليق بمكانته وأعدادهم الهائلة تؤكد مقامه السامى الرفيع عندهم والطريقة التجانية هى طريقة لها أتباع كُثر ربما معظم أتباعها فى السودان هم من أهل دارفورنا الحبيبة ولذلك كان استقبالهم لضيفهم الكبير وقد اجتمعت قلوبهم على حب هذا الرجل..
أيام قليلة قضاها فى رحاب البحير ولا شغل يشغل المواطن ولا الدولة غير ضيفهم هذا وما من مكانٍ يحِل فيه داخل نيالا إلا وكانت الحشود تسبقه إليه وقد طاف كثيراً داخل المدينة قبل أن يعود إلى وطنه وقد ودعته نيالا وأهلها بنفس حفاوة استقبالهم له..
طالعت كغيرى فى الأخبار أن شيخ الأمين قد شارك فى وفد حكومى لرأب الصدع بينا ودولة الأمارات العربية المتحدة ، جميل أن الدولة قد بدأت تدعم مثل هذا التوجه ولا تُمانع فى الاستعانة ببعض الشخصيات وقد استعانت من قبل بشخصيات كان لهم دور فى اعادة العلاقات بين السودان وتلك الدول وحسنا فعلت الدولة فى إفراد مثل هذه المساحات لكل صاحب علاقة يُمكن أن يُعالج بها بعضاً من الشروخ والتصدعات..
اختلف الناس أو اتفقوا معه فى طريقته الصوفية تلك لا يهم المهم أنه شخص ربما يتمتع بما لم يتمتع به غيره من علاقات تُمكنه من أداء مثل هذا الدور فلماذا لا يُستفاد من أمثاله وتُسند لهم مثل هذه المهمة الوطنية واتركوا ما نختلف فيه جانباً من أجل الوطن الكبير عسى أن ينجح فيما فشلت فيه الدبلوماسية ..
ربطت بين محاولة شيخ الأمين الحالية وتمنيت لو أن سعت دولتنا كذلك فى الوصول لأمثال الشيخ إبراهيم الكولخى فى مكانه من قبل للسعى بينهم وأهل دارفور وما شهدناه يؤكد أن أهل دارفور حتماً سيستمعون له ومن فى معيته من طرق صوفية مؤثرة فى دارفور وبمشورتهم سيعملون فى حل النزاع فى مهده وقد كان ممكناً قبل أن تستعصى وتستفحل القضية وتتمدد وتتشتت خيوطها بين الدول..
مدد يا كولخى…
والله المستعان..
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة السودانية…