ينبغي ان تكون لدينا رغبة جادة في الإصغاء الى شكوك و شكاوي الساخطين على الاسلام، بل الذين جرفهم التيار و لبسوا المروق من الدين، و ذلك في مناقشات رصينة و مفتوحة حول القضايا التي تشكل عليهم، و ينبغي ان يبتعد الذي لا تساعده معيناته العلمية و لايحتمل الرهق الفكري عن هذا المضمار لأنه كما ذكر الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف ” ليس مطلوباً من كل أحد أن يتصدى لنقاش الملحدين وأهل الأهواء، بل هو من فروض الكفاية التي يضطلع بها أهل العلم والبارعون في جدال هذا الصنف من الناس؛ ولذلك نهى أهل العلم عن جدال أهل الأهواء لأنه قد تعلق بالقلب بعض شبهاتهم ولا يستطيع المجادل لها دفعاً إلا إذا كان من الراسخين في العلم، أما من لم يكن كذلك فلا إثم عليه في الإعراض عنهم بل إن هذا هو عين المطلوب”
و لأنني لست من الراسخين في هذا العلم، فلن أخوض أو أتصدى لطروحات مجموعة أو أفرادا ادعوا انتمائهم للسودان و بذلوا الجهد في صفحتهم على الفيسبوك لترسيخ ذلك الانتماء و تأكيده، و أنا لا أشك في انتمائهم لهذه الأمة السودانية المتدثرة بعبق الاسلام و المتشربة لروحه في تصوفها، و لكن اعتبرهم يغردون خارج السرب بلحن اسهمت السطحية في بنائه و اذكائه، لقد لاحظت مسمى الصفحة “سودانيون لا دينيون” و حقا العنوان ينم عن التوجه المعين، فعنوان الصفحة يوحي بموقف مجموعة تنتمي لإثنية محددة و لا تعتقد ولا تؤمن بالأديان كلها سواء كانت سماوية أو وضعية و لكن بدلا ان تلتزم الصفحة بهذا الموقف فقد زخرت بالهجوم و الطعن في الاسلام باسلوب و صفه احد من هذه الزمرة او الموالين لها بقوله ” وأُوجه بعض الإنتقاد لصفحة السودانيين اللادينين والتي وإن كُنا نتفق معها في توجهها العام وفي معظم أهدافها النبيلة إلاّ أنّ لنا بعض التحفظات على اللهجة اللاذعة والقاسية أحيانا التي تتحدث بها عن المسلمين ، فمهما كان الخلاف معهم أو مدى إقصائية أفكار أغلبهم إلاّ أنهم يظلوا إخوةً لنا نُخاطبهم ونتحاور معهم بلغة المنطق والحُجّج ، لا بلغة المعانفة والمجانفة و التنابذ والسب والتب” أليس المقصود بالإخوة هم الإسلاميون أم كان الأحرى و الأجدر بهم الاتساق بمواقفهم و تسمية أنفسهم “سودانيون لاإسلاميون” لأن الطرح يفرض بعض الأسئلة و الإستغراب أين بقية الأديان؟ لما لم تنال حظها من طعنهم؟ ام أنهم يقرون دون وعيهم ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” آل عمران 19.
الصفحة ملئية بالتهويمات والتعليقات المسطحة التي صحبتها الصور وعلى سبيل المثل لا الحصر ما جاء عن تصرف فردي، تم تضخيمه و توظيفه بتسطيح سمج في تعليقهم” الله عاجز عن حماية حجيجه من النساء في مكة ضدالتحرش”، و لم تقدم الصفحة طرح الأسئلة التي تقض مضاجعهم وتؤثث لموقفهم النافر من استخدام عقولهم في البحث ومناقشة ما لم يستطيعوا أن يفهموه، و الجدير بالذكر ان عدم وضوح الحكمة او عدم فهم الشيء، لا يعني البتة أن هذا الشيء غير صحيح، فكثير من الناس لا بفقه حساب التكامل و التفاضل، فلا يقدح و يضعف ذلك هذا المجال الرياضي، و كما قال الدكتور جفري لانغ، عالم الرياضيات الذي قدم للإسلام من قاع الإلحاد ” فإذا كان المرء سيكفر بشيء ما لمجرد أنه لا يفهمه فهذا يعني أنه يحاكم الأمور خطأ و بطريقة سيئة”.
أكدت الصفحة عبارة الاستاذ كمال الجزولي بأن الإلحاد أكسل نشاط ذهني، و الدليل ان الصفحة طفحت فيها الخطرفات و صارت كما وصفها مقال عزمي عبد الرازق المنقول في سودانيزاونلاين ” منتدى (الصدفة والعدم)”، فيا ترى يا أستاذ عزمي أن ” واحد من هؤلاء السودانيين الأشاوس الرابضين خلف كواليس الصفحة الغراء الذين يدافعون عن ذُرَى الإلحاد والعقلانية والتنوير” يعلم ان الصدفة هي انعدام السبب الفاعل و السبب الغائي وتجسد الفوضوية و الاعتباط السببي و التركيبي و هي تعني غياب النظام و الاتساق و العناية و القصد و الانضباط! تاملوا يا من تحاولون قطع السرة قول سيسل هامان ( لولا ثقة الانسان في أن هنالك قوانين يمكن اكتشافها وتحديدها لما أضاع الناس أعمارهم بحثا عنها فبدون هذا الإعتقاد وتلك الثقة في نظام الكون يصير البحث عبثا ليس ورائه طائل ولو أنه كلما أجريت تجربة أعطت نتائج مخالفة لسابقتها بسبب توقفها على المصادفة أو عدم وجود قوانين مسيطرة فأي تقدم كان من الممكن ان يحققه الإنسان)، فأذن يا من وصفتم بالمبشريين بالعقلانبة و العلمانية والديمقراطية أن الصدفة تتناقض مع التقدم العلمي القائم على وجود قوانين ثابتة وبما أنه يوجد تقدم علمي إذن لا توجد صدفة.
لم يكن كل الذين خاضوا هذا البحر المتلاطم، بحر الالحاد، هم أصحاب الكيبورد في سودانيين لا دينين و لكن أكاديميين نقلوا قمامة المستشرقين الذين وصفهم الكاتب الفلسطيني الأمريكي ادوارد سعيد بأنهم يمثلون طابوراً خامساً لجيوش الفتوحات الاستعمارية. و ان شاء الله سنسلط الضوء عليهم في قطع السرة (2).
د. عصام الدين الفادني
مقال (2) قطع السرة :
من الماهدون لسودانيين لادينيين ظاهرة الظهور السافر لهشام آدم على صفحات سودانيز أونلاين في وقت سابق و اعلانه بأنه ملحد و طرح استعداده لمجادلة كل من يظن انه قد تنكب الطريق. ثم دخل سودانيون لادينيون دائرة الضوء عند محاكمة المرتدة مريم يحي، و ايضا عند ما نجحت حملة إغلاق الصفحة وقاموا برفع الصفحة الاحتياطية وايضا عند ظهور صفحة على الفيسبوك مناوئة و قادحة، و لكن هذا هو الجزء الظاهر من جبل الجليد، فلو أخذنا مبضع نطاس و اجرينا عملية تشريحية للأسباب الدافعة المحتملة ، فسنجد ما يبل ريقنا ولكنه لا يقلل من وقع الصدمة التي عبر عنها كثيرون عند ما نبأ الى علمهم بأن هناك سوانيين لادينيين.
عند ما سئل الكاتب الصحفي عبد الحفيظ مريود عن حيثيات هذه القطيعة مع الدين، جاء في حديثه أن أواخر نظام نميري المايوي و النظام الحالي للإنقاذ فتحت العقول على الأسئلة الكبرى المرتبطة بالدين، ” وبعد أن تم تطبيقه “نموذجا إسلاميا” لا يشبع تطلعات الناس، خاصة الشباب المقبلين على الحياة، كان لا بد للأجيال الجديدة أن تشق لنفسها طريقا أو طرقا، في ظل غياب القدوة والنموذج، فالتبست عليها المصادر الصحيحة للإسلام واحتطبت ليلا” ، و زاد الطين بلة ذلك الانفتاح الذي قدمته العولمة و ضخها لما قام بزلزلة هشاشة التدين عند هؤلا الشباب، أضف الى ذلك تلك المجاميع من الشباب الذين تربوا خارج احضان الوطن، و رضعوا ثقافات مغايرة، فالشباب صريعو التعليم التلقيني الديني الممزوج بعادات تلك البلاد عادوا الى الوطن فتجاذبتهم المفردات المجتمعية السودانية المتصادمة مع مسلماتهم فتركتهم متأرجحين، و مجموعات أخرى حط بهم الترحال في فضاءات غير نجوعهم و احتضنتهم ثقافات متناقضة و متصادمة تماما بكل ما تربوا عليه، فقفزت الأسئلة و صار الدين مقصورة من الأفكار يجب ان يدخل اليها في حالات محددة و يخرج منها في أخرى. فالأباء السودانيون المهاجرون الى أوربا و القارات الأمريكية و استراليا و رصيفاتها تظل جذوة التزامهم متقدة معظم حياتهم لأنها متأصلة بخبرة طويلة في محضن الدين و لكن ربما انتابهم شعور بسيط من زعزعة الايمان أو ربما حصل العكس فزاد التزامهم، و في حالة الزعزعة لربما يتراجع الفرد من معتقده القائل ” الاسلام دين واضح المعاني” الى موقف يقول ” الاسلام دين أكثر وضوحاً “. أما الأبناء فقد أوضحت بعض الدراسات ان عملية البوتقة المنظمة في تلك المجتمعات تنقلهم بل تسلخهم من هويتهم الدينية جيلا بعد جيل حتى يكون الانجذاب لمستنقع الالحاد أقرب.
الأرض خصبة و متهيئة للزراعة، و الأكاديميون يمتلكون معاول البناء و الهدم، والكل يعلم ان براعة الأكاديمي تساعد في توطين فكرة معينة، وسودانيون لادينيون وجدوا ضآلتهم و اعانتهم في ما خطه يراع اكاديمي، كان الدكتور محمد محمود مدرسا للغة الانجليزية بكلية الآداب بجامعة الخرطوم، ثم غادر السودان لبريطانيا، وعمل مدرساً بمعهد الاستشراق بجامعة أوكسفورد ومن هناك استقر به المقام بقسم الفلسفة بجامعة تفتس في بوسطن بالولايات المتحدة، و كان محررا مناوبا لمجلة Islam & Modernity. كتب الدكتور محمد محمود كتاب: البحث عن الالوهية : تحليل نقدى لفكر محمود محمد طه، وأشار في ذلك الكتاب لحوارته المباشرة مع محمود محمد طه و لكنه لم يصرح بانخراطه في حركة الأخوان الجمهوريون، ألا أننا نستشف من مقولاته أنه كان غارقا في الحركة حتى الثمالة، فلنتأمل التوافق مع محمود محمد طه في موضوع “الانسان الكامل” و التي سمعت راي محمود وشيعته فيها كفاحاً، يقول الدكتور و قد وضع علامة التنصيص في الانسان الكامل ” توصلت فى محاضراتى السابقة عن الماركسية والدين الى ضرورة فصل المكون العلمى من المكون الايدولجى فى الماركسية لكى تعدد للاشتراكية مصادرها وتتفتح خياراتها ونهاياتها ويعود الدين كله لله. ذلك المكون الايدولوجى المنطلق من إعتقاد ماركس الرومانسى باهلية الانسان. ذلك ال species being الذى تؤهله طبيعته وإجتماعيته ووعيه للتماهى مع الانسانية كلها، فيتجرد تماماً من الانانية السلوك اللا اخلاقى ويصبح “انساناً كاملاً” إذا ما تبنى وادار بنجاح برنامجاً سياسياً تلغى بموجبه المؤسسات الاجتماعية الثلاث التى انشأها بنفسه وقادت الى إستلابه وتغريبه” و لتقريب الفهم ان الانسان الكامل عند محمود محمد طه ذلك العبد الذي يترقى و يسمو و يعلو السلالم الروحية متخطيا “الصلاة ذات الحركات” فيترقى الى مرحلة الألوهية فتسقط عنه جميع التكاليف و ينطلق ليفعل ما يشاء لا أوامر و لا نواهي فهو الانسان الكامل و الذي بلغ المرحلة التي يتسمى فيها “الله”
أطل علينا مرة اخرى الدكتور محمد محمود المولع بالانسان الكامل بسفر سماه “نبوة محمد التاريخ و الصناعة|” أنكر فيه قطعا لا ظنا كل مسلمات الدين من نبوة و ألوهية، و كيف لا يهون عليه ذلك و قد سبقه استاذه محمود محمد طه في التجني على اركان الاسلام من صلاة و زكاة و حج. ومن جانب آخرصفق له أبطال الزيف في مواقع التواصل الاجتماعي و الصحف الاسفيرية و الذين يؤثثون للتسطيح و التلفيق بتدبيج المقالات التي تخلط فيها الأوراق فتتحدث عن السياسة وتنثر مصطلحات التجديف “الوحش السماوي” وغيرها وتسعى الى المكاسب المادية باستقطاب السابحين في الفضاءات الافتراضية من . و انبرت ثلة تدفع الباطل ولكنها لم تسلم من “دون كيوشدات” المواقع و هطرقتهم، و من بين الذين بينوا ان د. محمد محمود ” يسعي لبيع الخمر القديم في قناني جديدة” السفير خالد موسى و الذي اتفق معه في قوله أن د. محمد محمود “يفتقد المصداقية الفكرية حيث لا يرد جوهر أفكاره الأساسية في الكتاب الي مصادرها الأصلية. ويفتقد في اسهامه النظري الذي نحن بصدد مراجعته وتفنيده حس الأصالة الفكرية ORGINALITY ويفشل في رد بضاعته الي مصدرها الإستشراقي. وقد أعتمد الكاتب في ظني علي تراث المستشرق البريطاني مونتقمري وات”. و لم يضف الكاتب تشكيكاً أزيد ممن سبقوه من تلامذة المستشرقين و المتمثلين بهم في المشرق و المغرب العربي.
د. عصام الدين الفادني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال (3)
القضاء السوداني بين مطرقة السياسة وسندان الاعلام
قد يتذكر البعض تلك الحادثة التي شغلت الراي العام السوداني والعالمي علي حد سواء “حادثة المعلمة جوليانا “في العام 2007 بمدرسة الاتحاد العليا التي حكم عليها القضاء بالجلد آنذاك لتسميتها دمية باسم النبي ومن ثم تم اطلاق سراحها بعد عفو رئاسي وغادرت البلاد بعد اعتذار المدرسة ببيان وضحت فيه ملابسات الامر و ماتزال قابعة في الاذهان أيضا تلك الضجة التي أحدثتها لبني أحمد الحسين في عام 2009 بعد الحكم عليها بالجلد 40 جلدة ثم تم التغيير الي الغرامة أو السجن بعد أن استثمرت لبني تلك القضية ورفضت دفع الغرامة وأختارت السجن وجعلت لها صدي اعلاميا مما جعل الرئيس الفرنسي ساركوزي يقدم لها الدعوة بالحضور الي فرنسا ووفقا لما ذكرته السي ان ان نائب مدير برنامج “أمنستي” في أفريقيا، تاوندا هوندورا: “إن طريقة استخدام هذا القانون ضد المرأة غير مقبول، كما أن العقوبة التي يطالب بها القانون 40 جلدة مثيرة للاشمئزاز.”
كلتا الحالتين التي ذكرتهما صدر بحقهما حكم قضائي ولكن بعد التناوش الاعلامي لكلتا القضيتين والتصريحات الغاضبة لا سيما أن لبني بحكم عملها كصحفية نجحت في تحويل القضية الي مسارها بل وألفت كتابا “أربعون جلدة من أجل بنطال ” وتم تسويقه في فرنسا , ونحن الآن في سيناريو مشابه مع اختلاف الاخراج ودرجة الاضاءة فها هو الاعلام يتجه بنفس الخطي السابقة نحو تدويل ونشر قضية (أبرار أو مريم ) التي تواجه عقوبة أكبر وان كانت العقوبة والحكم الصادر أكبر من نظيراتها السابقات فهي تواجه الجلد والشنق معا الا أن تصريح ديفيد كاميرون يذكرني بتصريح ساركوزي وربما تكون تلك دعوة ضمنية لزيارة بريطانيا أو الذهاب الولايات المتحدة الامريكية بعد أن سمعنا بأنها منحتها جنسيتها .
ان ما يحيرني ويذهلني هو التصريحات التي تتضارب هنا وهناك فوفقا لما ذكرته الديلي ميل معنونة “هل تكذب الحكومة السودانية بخصوص اطلاق سراح مريم ” وذلك بعد تضارب التصريحات من وزارة الخارجية وثم بيانهاعن احترام قرار القضاء السوداني وتوقفت كثيرا عند الذكاء الاعلامي للسي ان ان التي رتبت الخبر علي أن يأتي تبعا لحادثة رجم فتاة باكستانية ثم الحقت به خبر المرتدة السودانية وتعبيرها عن أن لديها طفل يبلغ من العمر عشرون شهرا فقط ثم امتدادا للخبر الحقت حجم المعونات الامريكية للسودان وهذا خبر يستحق الوقوف عليه طويلا .
ويقف اعلامنا مابين مؤيد ومعارض ولكن باسلوب مغاير فينبري المؤيدون في سرد الاحاديث النبوية والادلة الشرعية حتي خلت بعض الصحفيين علماء وذوي حظ من علم الحديث والنسخ والتفسير مع ملاحظة اغفالهم بنود القانون الاساسية التي هي ما يستند عليه قاضينا الموقر وفي الخط الآخر يتباري معارضو الحكم الي المناداة بحقوق الانسان والتباكي علي حائط الحرية الشخصية و ميثاق جنيف و الهجوم يمنة ويسرة علي أمل أن يشرخ جانبا من الابعاد السياسية للحكومة وسياساتها العامة .
والسؤال الذي أطرحه هنا اذا كانت الاحكام الصادرة من القضاء تلغي بسبب الموج الاعلامي و دهاليز الدبلوماسيات والابتسامات الصفراء اذا لماذا نكذب علي انفسنا بأننا قادرون علي قهر الصعاب ان كنا ننحني مع اول ريح أو رذاذ من هنا أو من هناك ونحاول أن نداري ما نعتبره سوءة بريش شفاف فلا سترنا ماعلينا ولا بقينا شامخين .فلنتعلم من دروس الماضي اذا ولنفصل قوانينا علي مقاس السادة ديفيد كاميرون وساركوزي ولنعلن التوبة مقدمين القرابين فلا أعلم دولة في العالم تلغي قوانينها ويبلع قضاتها أحكامهم غير دولتنا أدام الله عزها وربما تخرج مريم أو أبرار من سجنها وحاملة جواز سفرها متابطة ذراع زوجها لتودع السودان مغلقة بذلك فصلا من ماضي اقتلعته من ذاكرتها وبقي في ذاكرة قاضينا الذي وقفنا احتراما لهيبته في المحكمة ثم جلدنا قراره بأيدينا.
بقلم : فارس عبدالله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال (4)
الظاهرة اكبر من محيط السودان :
وما دمنا عاجزين كما كتب الاخ فارس عن استخدام القانون والقضاء اداة لمعالجة قضايا مثل قضية المرتدة او حتى اصغر منها مثل قضية من أساءت لديننا او التي تمردت على عرفنا فسيسير كثيرون على الدرب وسيطمئن اللادينون أن الاعلام الغربي وآلته الجبارة ستدافع عنهم لو حاول القضاء تطبيق احكامه ليردعهم . وكما نرى الدولة عندنا اصبحت تسارع بالانحناء لأي عاصفة يثيرها أعلام الغرب وغضب ساسته وحكامه .. إذا لم يتبقى إلا ما ذكره د. الفادني أن الدور منوط بأهل الاختصاص من علمائنا والاكادميين والمثقفين ليتصدوا لهذه الظواهر بالمحاورة والتعليم والتحصين وتبيان ما البس على شبابنا ، وهو وسيلة قد تنقذنا من تيار يستهدف مستقل أمة الاسلام في شبابها . والظاهرة يا دكتور ليست حكراً على السودان بل للأسف وصلت حتى بلاد الحرمين . إذاً الهم هم أمة بحالها وظني انه يصبح فرض عين على من له الوسيلة من علم ومعرفة وسلطان ليتصدى لهذا الخطر. والله المستعان
بقلم : الجنيد خوجلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة .
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email]
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا