كان الاتراك و المصريون الذين يوفدون الي ادارة السودان يعتبرون انفسهم مغضوب عليهم و مبعدين لهذا البلد الساخن البائس و عليه كانوا يملاون اوقاتهم بالملذات من حفلات و سباقات للهجن و الخيول و حاجات كتييييرة بشعة .لم يكتف هؤلاء القوم بالرقص و الطرب القبلي المحلي بل استوردوا (عالمات) و هذا اللفظ يعني نسوان قاهرات و متمرسات في فنون الرقص و التمثيل و ما عندهن وليان!!!جئن من مصر و بلاد الحبش و كثرت هذه الفرق في عهد عباس باشا في منتصف القرن التاسع عشر ..كانت تُدعي هذه الجماعات لاي مناسبة ،ولادة ،طهور ،عرس ،عيد ميلاد احد الحكام وكدا….تعمل هذه الجماعات تحت رئاسة متعهد للشؤون المالية و (عالمة) مختصة بالفن و التمثيل و اصطياد النجوم من بنات البلد الهاملات …كانوا يسمون الراقصات السودانيات (غوازي) و هن يلبسن الرحط و يؤدين الرقصات القبلية المعروفة اما المصريات فكنّ يلبسن البنطلونات الوردية الفضفاضة و يقدمن الرقص التركي و الاسباني و المصري و لكل رقصة لبستها اي ان الراقصة قد تستبدل ملابسها ثلاث او اربع مرات في الحفل ..مع هذه الرقصات كانت المغنيات السودانيات يغنين بالانغام السودانية لانهن لا يعرفن الاسباني او التركي _لا احسن يعرفو_بمرور الزمن صارت هذه الجماعات يقمن باداء تمثيليات فكاهية في بيوت علية القوم ..كان الحضور مسموح به لكل الناس فقيرهم و غنيهم و قد وصف الرحالة الاجانب من ايطاليا و المانيا بان هذه الحفلات كانت ماجنة و فاحشة جدا!!!!امال نحن نقول شنو؟؟؟ اثناء الحفل كان التنفيذيون يضجعون علي عناقريب حول حلبة الرقص اما بقية المعوزين من ابناء البلد فهم اما وقوفا او ظهور الابل عشان يشوفوا تمام و بين الحين و الاخر تسمع معجب استبد به الطرب يصيح ،دايم لله ،قادر لله اذ لم يك المجتمع وقتئذ يعرف طريقة الصفير بوضع اصبعين تحت اللسان دلالة علي التشجيع وطلب الاستزادة ..
الكاتب : فتح العليم عبد الله
صحيفة الرأي العام