من الجرائم الخطيرة لضيوفنا غير المرغوب فيهم والباغين والباقين على أرضنا ونحن لأفعالهم كارهون، تلك الجريمة الدخيلة التي دونتها الشرطة قبيل أيام وهي تنفيذ عملية اختطاف رهينة من بني جلدتهم ومساومة أهلها بمبلغ كبير كفدية، حيث تم اختطاف رهينة من منطقة الصحافة وتحت الإرهاب والتهديد، ثم إخفاؤها في إحدى أزقة منطقة طرفية، إلا أنه استطاع الهرب وأبلغ السلطات. لتكون بلادنا واحدة من أخطر مسارح الجرائم البشرية التي لا علاقة لنا بها.
بعض الأجانب الذين يمارسون مهناً كالحلاقة والنوادل في المطاعم الكبيرة يسهمون بنسب كبيرة في تلك الأعمال الإجرامية من خلال التوزيع والترويج لكل ما هو ممنوع، يساعدهم بعض ضعاف النفوس، وبالنظر لحجم الأموال غير المقوَّمة هذه والتي تدار خارج النظام المصرفي نجدها في حد ذاتها تشكل جريمة خطيرة تعمل على هدم الاقتصاد القومي من خلال تطابقها مع مقومات عمليات غسل الأموال.
مسألة أخرى تنتج عن ذلك الفعل وهي عمليات تبديل العملات الأجنبية المزيفة وتداولها بين العوام مما يعمل على تجفيف السيولة في الأسواق وهذا من شأنه أن يمس كل أفراد المجتمع بالفقر ويحيل الغالبية العظمى منهم تحت خط الفقر.
فالأجنبي في بلادي وإن كان موجوداً بطريقة غير شرعية أو باتفاقية ثنائية بإمكانه أن «يبرطع» كما يحلو له، بل بإمكانه أن يمتلك سيارة وركشة ويقودها بتهور ويقامر بها، فالقمار عند هؤلاء مباح فقد خسر «و» مركبته الأمجاد المرخصة في تربيزة قمار والآن تحولت ملكيتها لـ«د» شريك «الصناعاتي» الشهير بتهريب البشر، هناك عربات صوالين فخمة تعمل في خدمات التوصيل وهي مملوكة لأجانب دخلوا هذه البلاد مشياً على الأقدام قبل وقت قريب وهم حفاة عراة، السؤال المهم: مسؤولية من كل هذا العبث؟
أفق قبل الأخير
أجيب بأن المسؤولية مشتركة وما يلينا كمجتمع بإمكاننا أن نحارب المجرمين الأجانب وغيرهم بعدم التعامل معهم إلا في الإطار الرسمي وألا نؤجر لهم مساكننا حتى نحقق الشعار «نحو مجتمع معافى».
أفق أخير
إن لم ننتبه.. الرهينة القادمة لن تكون منهم.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]