الطائرة الماليزية المفقودة تُحَيّر العلماء

[JUSTIFY]وأخيراً وصل موضوع الطائرة الماليزية رقم 370 التي فقدت في الثامن من آذار (مارس) الماضي، الى اهتمام برنامج «هرايزن» العلمي الذي يقدم على شاشة القناة الثانية لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» ( بي بي سي)، ويُعَّد واحداً من أكثر البرامج العلمية التلفزيونية جديّة وشهرة. لكنّ مُهمة هذا البرنامج الذي دفع في الماضي لإعادة التفكير بقضايا علمية وغَيّر وجهات بحثية، لن تكون هينة لتفسير لغز الاختفاء ذاك، ليستمر كواحد من أكثر ألغاز عصرنا الحديث صعوبة وغرابة.

مافعله البرنامج الموسمي، هو إفراد مساحة زمنية لكل الفرضيات التي شغلت السلطات الماليزية والدول الغربية، من التي ساعدت الدولة الآسيوية في مساعيها للعثور على الطائرة المُختفية. وترافق ذلك مع حوارات لخبراء، بعضهم تطوع للمشاركة في التحقيقات وتقديم آخر نتائج بحوثهم، بخاصة بعد مرور أشهر على إختفاء الطائرة التي كانت في رحلة مدنية عادية من العاصمة الماليزية كوالالمبور الى العاصمة الصينية بكين.

سريعاً سيدحض البرنامج فرضية إن الطائرة سقطت بعد 26 دقيقة على إقلاعها، اي بعد إرسالها للرسالة الدورية الأخيرة الى غرفة المراقبة في المطار الذي انطلقت منه، وهي الفرضية التي هيمنت على التحقيقات الأولية، بخاصة بعد أن تَكَشَفَ إن قمراً اصطناعياً كان يستلم إشارات من الطائرة ولفترة تزيد على ست ساعات من بعد اختفائها الرسمي. فأين حلقت الطائرة لساعات؟ ولماذا بدت الرسائل الأوتوماتيكية التي أصدرتها قبل غيابها التام، تشبه تلك التي تنطلق من الطائرات بعد إقلاعها، فهل حَطت الطائرة في مطار ما، وحلقت مرة أخرى؟

هيمنت نظرية «الطيران لساعات في الجو» على اتجاه البرنامج، بعدما ناقش ونفى فرضية العمل الإرهابي الذي استحوذ، هو الآخر على اهتمام السلطات والإعلام. فالشابان الإيرانيان اللذان كانا على متن الطائرة بجوازات مزورة، كانا من الباحثين عن حياة جديدة في دول غربية، وليسا من منفذي العمليات الانتحارية، أما فرضية أن يكون طيار الطائرة نفسه متورطاً في تدميرها، فهي الأخرى لم تجد من الدلائل ما يجعلها تنال اهتماماً كبيراً من البرنامج.

«البحث عن الطائرة الماليزية ليس فقط بحثاً عن إبرة في كومة قش، علينا أولاً أن نجد كومة القش نفسها!»… هكذا يصف البرنامج عمليات البحث المتواصلة على حطام الطائرة، فالأخذ بنظرية أن تكون الطائرة قد طارت ساعات قبل سقوطها في البحر، يعني اتساع المساحات التي يمكن ان تكون قد انتهت إليها، الى مئات الآلاف من الكيلومترات وبكل الاتجاهات المُحتملة. هذا، وعندما يُؤخذ في الاعتبار إن عمر البطارية التي تشغل الصندوق الأسود هو أشهر قليلة فقط، ومن دون الترددات التي يبثها الصندوق الأسود، سيكون العثور عليه عملية شبة مستحيلة، ما يعني إن احتمالات أن تبقى اسرار اختفاء الطائرة بلا تفسيرات أكبر بكثير من احتمالات حلها. يرافق البرنامج البريطاني سفينة استرالية مُتخصصة، في مساعيها المتواصلة للعثور على حطام الطائرة الماليزية.

العزيمة التي تحدث بها طاقم السفينة، تشير الى ما يشبه التحدي الشخصي الذي أثاره اختفاء الطائرة عند كثير من المتخصصين، فكيف يمكن في عصر «الكَمّال العلمي» الذي نعيشه أن يحدث أمر كهذا؟ لن يجيب البرنامج البريطاني عن لغز اختفاء الطائرة، لكنه سيقدم في دقائق حلقته الخاصة، الجهود العلمية لتغيير نظام الطيران بأكمله، لجهة ربط الصندوق الأسود للطائرات بالأقمار الاصطناعية، ليغدو من الممكن في المستقبل القريب، الاطلاع على حركة أي طائرة، ومن أي كمبيوتر شخصي. عندها، وكما يزعم علماء، يكون من الممكن معرفة موقع أي طائرة وفي أي وقت.

[/JUSTIFY]
[FONT=Tahoma] الحياة
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version