سراج النعيم: الدجل والسحر في بطولة كأس العالم بالبرازيل

من الملاحظ أن العالم بصورة عامة يشهد تسابقاً محموماً وتدافعا لا موضوعياً لمتابعة منافسة بطولة كأس العالم الذي تشهد نهائياته البرازيل التي اتجهت لها الأنظار ما فرض علي الصحف أن تخصص صفحات للمونديال فيما اتجه بعض الكتاب لمواكبة مجريات الحدث الرياضي الذي أصبح علي إثره الكل مرغماً علي مشاهدته بما في ذلك الأسر بعيدة الاهتمام بالرياضة والتي يحاول من خلالها المهتمين بهذا الجانب فرض ذلك عليهم بالمتابعة وإظهار المنافسة العالمية علي أساس أنها هامة جداً بالنسبة للجميع دون مراعاة اهتمامات الآخرين رغماً عن أن التظاهرة صاحبتها الكثير من الظواهر السالبة التي يحرمها الدين الإسلامي كظاهرة الأوشام التي لم تتوقف عند الجمهور بل امتدت إلي اللاعبين ونجوم الغناء وعارضات الأزياء ضف إلي ذلك الدجل والسحر والشعوذة وتفسير حلم هذا المنتخب أو ذلك بالفوز بلقب بطولة كأس العالم المقامة بطولته بالبرازيل .. وبنظري أن الظواهر السالبة قد تؤثر في النشء والشباب من خلال محاولة البعض منهم تقليد هؤلاء النجوم ومحاولة الاقتداء بهم ومستقبلا يتأثر بها الأجيال جيلاً تلو الآخر.
وهنالك أبعاد وأسباب تطل برأسها في المشهد من خلال نهائيات كأس العالم بالبرازيل الذي لا نجني من ورائه سوي المزيد من الظواهر السالبة وعلي هذا النحو أصبح التنافس علي كأس العالم وسيلة لتوصيل الأفكار المغايرة للعادات والتقاليد في بقاعنا العربية والإسلامية.. وهذا لا يعني أن لا نواكب التطور الذي يشهده العالم ولكن يجب أن لا نتأثر بما يطرح من سوالب تدخلنا في ما حرمه الله سبحانه وتعالي خاصة وأن الرياضة لا تشوبها أية شائبة بدليل أن هنالك رياضيات كانت تمارس في عهود سابقة ومازالت كالسباحة والرماية وركوب الخيل والمصارعة وقتال السيف والمشي فيما قال سيد البشرية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺧﻴﺮ ﻭﺃﺣﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ).
فيما نجد أن الدين الإسلامي قد حرم الاوشام وأعتبرها كبيرة من كبائر الذنوب بينما الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻮﺍﺷﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ ﻓﺎﻟﻮﺍﺷﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺷﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ نقش الوشم علي الجسد ﻛﻼﻫﻤﺎ يحظي بتلك اللعنة ما يدل بوضوح أن الاوشام من المحرمات في الإسلام نسبة إلي أنها تدعو إلي التغيير في خلق الله سبحانه وتعالي وهو الأمر الذي تعهد به الشيطان الملعون إلي يوم القيامة ومن استجاب له من عباد الله العلي القدير فإنه تنطبق عليه الآية الكريمة لقوله سبحانه وتعالي : ( ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ).
ومما أشرت له فإن الاوشام تدخل في باب الحرمات وبالتالي لا يجوز للإنسان أن ينقشها أو يرسمها في جسده وعليه يجب تنبيه العامة بخطورة محاولة تقليد ( الخواجات ) في ذلك علي أساس أنه يعد فعلاً من كبيرة الكبائر.
وكنت قد أشرت إلي أن الأوشام في كأس العالم بالبرازيل انتشرت ويعتبرها البعض ثقافة تعبر عن الهوية بالرسومات التي تأخذ إشكالاً وألواناً مختلفة
علي الأجساد رغماً عن أنه يصاحبها ألم يتحمله من يعمدون إلي نقش ورسم الاوشام لتحقيق ما يصبون إليه.
وفي كأس العالم الماضي كانت احدي الشركات قد اختارت ﻋﺎﺭﺿﺔ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ (ﻣﻴﻨﻜﻲ ﻓﻴﺴﺮ) ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺃﻏﻠﻰ ﻭﺷﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﻴﺮﺍﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺱ، ﺑﻘﻴﻤﺔ (924) ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ بعد أن ثبتت شركة المصوغات الماسة ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻋﺎﺭﺿﺔ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻴﺪﻭﻡ ﻃﻮﻳﻼً.
هذا وقد منحت المسلسلات ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻟﻼﻋﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ (ﻛﺎﺭﻝ) ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻟﻘﺒﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺃﻧﻔﻪ . ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻹﺩﺭﺍﻛﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺷﻢ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ، ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻟﻘﺐ ﻣﺎﻳﻜﻞ ﺳﻜﻮﻓﻴﻠﺪ، ﺑﻄﻞ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺑﺮﻳﺰﻭﻥ ﺑﺮﻳﻚ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺷﻮﻡ. ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﻣﺴﺘﺮﺳﻼً : ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺷﻢ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺣﺘﺮﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺷﻮﻡ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻌﺐ ﺃﻋﻄﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺘﻲ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.

الخرطوم : سراج النعيم

Exit mobile version