ترباس للبرجوازية وندى القلعة للقيدومة
طه مطلب أم العريس وأولاد الصادق وشكر الله «مطلب شبابي»
باحث اجتماعي: إستجابة للضغوط قد يقبل العريس بفنان منبوذ فنياً
فنانكم منو؟
تجربة العريس أسامة تُعيدنا إلى تساؤلنا الرئيسى الذي حاولنا الإجابة عليه من البداية وهو هل يعبر الفنان المختار لإحياء الحفل عن الأسرة صاحبة الاختيار؟ هل يعبر عن وضعها الاجتماعي ثقافتها ميولها أم تنحصر القضية في مجرد فنان يغني كجزء من طقوس الزواج لتكتمل الليلة عندما تدق الساعة معلنة الحادية عشر منتصف الليل؟ أم تظل الإجابة على سؤال فنانكم منو؟ هاجساً يؤرق العروسين وأسرتيهما أملا في الاستمتاع بليلة حالمة ليلة عمر كما يقال؟ بحثت كثيراً عن عريس يرتب لزواجه ليكشف لنا عن تفاصيل ذلك الصراع الودي حول اختيار الفنان الذي بلاشك يدور هذه الأيام بين الأسرتين. عبد السلام إبراهيم عريس يرتب لزواجه منذ سنتين وانتهى من الترتيبات وينوي الزواج يوم 62 في الشهر الجاري يقول عبد السلام العروس لاتهتم بمن يكون الفنان وتركت لي الخيار إلا أن أصدقائي وإخواني كل يطالب بفنان معين, وشقيقي الأصغر يصر على إحضار أحد أولاد الصادق أو شكر الله. إلا أن الرأي الآخر من الأصدقاء يرى بأن مجذوب أونسة هو الأنسب (وبظبط الحفلة) على حد قولهم، يقول عبد السلام والدتي طالبت بالفنان طه سليمان بإصرار شديد قائلة (جيب لينا الولد البغني جناي البريدو) إنصياعا لرغبة والدتي سعيت لإحضار طه سليمان إلا أن أحد الأصدقاء همس لي أن الملايين التي سأدفعها لفنان سيغني ساعة أو ساعتين من الأفضل استثمارها لتقضية شهر عسل خارج السودان راقت لي الفكرة وحجزت فناناً من أحد مراكز الشباب عداده مناسب وقلت لوالدتي محاولاً ترضيتها(ماقدرت أجيب ليك طه سليمان بس حخلي الفنان يغني ليك أغنية جناي البريدو)!
مجذوب أونسة الى شندي
يقول طارق مصطفى( رجل أعمال) تزوجت قبل سبع عشر سنة وكان الفنان مجذوب أونسة نجماً في تلك الفترة وأذكر دفعت له 21 الف جنيه بالقديم ليحضر إلى شندي عند أهل العروس لإحياء حفل زواجي, ويقول طارق بلاشك الفنان يشكل واجهة اجتماعية والأسر البرجوازية تحضر كبار الفنانين وإن ارتفعت عداداتهم مع حرصهم على إحضار فنان محترم وله وضعه خاصة الأسر الكبيرة احتراما لضيوفها ومدعويها
حديث طارق مصطفى يدعم الرأي القائل بأن الفنان في كثير من الأحيان واجهة اجتماعية (وقشرة) يؤكد حديثه المهندس مصطفى فرح الذي روى تجربته قائلاً تزوجت قبل ستة أشهر وعلى الرغم من أن لدي تحفظات على الحفلات ولكن انصياعا لرغبة العروس وافقت على مضض على إقامة حفل وتركت لها مسئولية اختيار الفنان ففوجئت ليلة العرس بفنان يغني أغنيات مزعجة وغريبة لم تستهويني إلا أن ساحة الرقص امتلات بالمدعويين وعمت حالة طرب شديدة تعجبت لها! ولمحت والدي يخرج من الصالة وركضت خلفه لأفهم ماذا حدث فالتفت إلي قائلاً (ده شنو الفنان الجبتو ده؟ أحرجتني مع ضيوفي هسي الناس يقولوا علينا شنو؟؟)!! يقول فرح فشلت محاولاتي في إقناع والدي بأن الضيوف مبسوطين بهذا الفنان وأنه لا يوجد مبرر لثورته إلا أنه رفض العودة للحفل وقال لي (أمشي كمل عرسك أنا خليني هنا)..!!
*يغني ليه ترباس
الفنان كمال ترباس معروف بانتقائيته وعداده الكبير وهذان أمران لاينكرهما ترباس أينما حل أكد أنه صاحب العداد الأعلى في سوق الغناء يقول مصعب بصيري( موظف) (انا حالف إلا أعمل عرسي بي ترباس إن شاء الله ألمها عشرين سنة)!! وتابع بصيري (ترباس ده قشرة ياخ بعدين لما تقول عرسك بي ترباس بتعزك بين أهلك وأصحابك عشان كده أنا مهم بالنسبة لى فنان العرس ده وبختاره برااي مافي زول يقول لي جيب فلان ولا فرتكان)
سوسن سر الختم قالت بأن سامي المغربي كان كروان حفل زواجها لأنه فنان مشهور وعنده قدرة على التطريب كبيرة وتابعت سوسن سامي المغربي كان خياراً مرضياً لجميع الأطراف
*مرآة عاكسة
وعلى صعيد علم الاجتماع يقول الباحث الاجتماعي أبو ذر سعد الدين إن تصرفات واهتمامات الفرد والجماعة لا تنفك البتة من وشيجة ارتباطها بنفسية الفرد أو الجماعة وأولوياتها الحياتية لأجل هذا يجد المتابع اللصيق أن هواية أو ممارسة أو اهتمام المرء يعكس بجلاء دواخله ويشكل مرآة عاكسة لما تمور بها من إشباعات وتخالجات فعلى سبيل المثال شكل الحلاقة وطريقة الملبس توضح ذلك وكذا هواية لعب نوع معين من الألعاب بل الاستماع إلى المغنين يفضح بجلاء كنه دواخل الفرد فالذي يستمع إلى الأغنيات الرصينة والكلمات المهذبة غير المبتذلة يجد احتراماً وتقديراً من المجتمع أكثر من الذي يجد المتعة والراحة في التمايل مع أغاني الهشك بشك أو ما يعرف بالغناء الهابط وعلى ضوء ذلك يمكن أن يكون فنان المرء معياراً وعاكساً لنفسيته ودرجة تصالحه مع ذاته ومجتمعه فقل لي إلى من تستمع أقل لك من أنت بيد أن الأمر قد لا يكون للمرء يد فيه مثلما يحدث في حالة استجلاب المغنين إلى إحياء حفلات الزواج وليلة العمر إذ أن ثمة تدخلات خارجية قد تفرض على العريس الإتيان بفنان لا يستهويه ولا يطيق مجرد الاستماع إلى مفردة واحدة من أغنياته جراء رؤيته الذاتية الواضحة وتقييمه الحق لها لكنه مع ذلك يرضخ لضغوط أصحابه ومعيته فلا يكون أمامه ملاذ من القبول على مضض على إحياء الفنان المنبوذ فنياً في نظره ليلة فرحه وزاد في حالات كثيرة يكون استقدام الفنان من قبل البرستيج ومسايرة الموضة وآخر صيحات الشباب فنياً ليس اقتناعاً بل من باب المسايرة وخلاصة القول برأي أبي ذر تشير أن فنان المرء يشكل مرآة جيدة لفضح خلجات دواخله خاصة في حالة الاستماع العادية لا تلك التي يكون فيها مفروضاً عليه الاستماع إليه لجهة أن الفن رسالة سامية وراقية تعكس بجلاء ما يدور في أضابير المجتمع من غير أدنى زيف لأجل هذا يدعو أبو ذر الجميع ومعشر الفنانين إلى الاهتمام بانتقاء المفردات الجميلة لا الانحراف بفن الغناء عن جادة أهدافه الحقيقية .
تقرير: هبة الله صلاح الدين: حكايات