[JUSTIFY]
ابتدع الفنان محمد النصري في ظاهرة تعد الأولى في نوعها بإدخال كورس نسائي في أغنية (الطمبور)، وهما الفنانتان حياة محجوب ورفيعة أحمد عيسى حيث يجري النصري الآن معهما بروفات قبلية مكثفة لبرنامج تلفزيوني معروف، ولكن ظل الكثير من النقاد الفنيين والحادبين على أمر (الطمبور) يتساءلون وبشيء من الحيرة والدهشة عن إمكانية نجاح التجربة وعن كيفية تقبل الجمهور لها حيث تعرف أغنية الطمبور بارتكازها على أربعة محاور أساسية، وهي الفنان والكورس والمجموعة الاستعراضية من الشباب والآلة الإيقاعية إذ ظلت أغنية الطمبور بذلك الشكل تعبر عن قيمة فنية تعكس العمق الإبداعي التراثي لمناطق كثيرة من شمال السودان على إيقاع (الدليب)، ولم تشهد كل فترات الطمبور السابقة مشهداً لاستصحاب مجموعة نسائية تقوم بدور (الكورس) على مر الحقب والأجيال حتى على أيام عمالقة (الطمبور) أمثال إسحق كرم الله والنعام آدم مروراً بصديق أحمد ومحمد جبارة وعثمان اليمني، إذ ظل سر خلود أغنية الطمبور يكمن في بساطة كلماتها وروعتها وقلة آلاتها وانسجام (كورسها) ومستعرضيها من الرجال، والدليل على ما ذهبنا إليه هو فشل كل من حاول إدخال الآلات الموسيقية الأخرى (كالأورغن والجيتار) على أغنية الطمبور، ولا يمكن لك أن تتخيل راقصي الكمبلا وهم يرتدون (التي شيرتات) وبناطلين (الجنز) أو (البدل الفل سوت) مع (الكرفتات) أو تتخيل النساء في أغاني البقارة يقمن بعملية (الكرير) بدلاً عن الرجال، وذلك لأن العمل التراثي الأصيل يبقى كالذهب يحتفظ بأصالة معدنه رافضاً الخلط أو الإضافة إليه بأي شكل من الأشكال.
سعيد عباس : صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]