وأظهرت لقطات بثها التلفزيون المصري، الملك عبد الله متكئا على “مشاية” وهو يستقبل الرئيس المصري داخل الطائرة؛ بينما ظهر السيسي وهو يقبل جبهة الأول، قبل أن يبدأ الطرفان جلسة مباحثات قصيرة.
وأظهرت اللقطات السيسي وهو يصافح الوفد المرافق للملك عبد الله، وأبرزهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ووزير المالية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ورئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص للعاهل السعودي خالد بن عبدالعزيز التويجري.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن العاهل السعودي والرئيس المصري عقدا اجتماعاً “جدد خلاله الملك عبدالله تهنئته للسيسي بمناسبة انتخابه رئيساً لجمهورية مصر العربية متمنياً له التوفيق”.
فيما أعرب الرئيس المصري، حسب الوكالة، عن “شكره وتقديره للعاهل السعودي على مشاعره النبيلة ومواقفه الداعمة لسلامة واستقرار ووحدة مصر وشعبها والتي لن تنساها مصر.”
ووفق الوكالة، “بحث الزعيمان مجمل القضايا والتطورات على الساحات الإسلامية والعربية والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين”، دون أن يضيف تفاصيل.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، قال في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن “الجانبين استعرضا سبل تطوير كافة جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبما يتناسب مع عمق العلاقات التاريخية بينهما”.
ووفق البيان، تطرق الجانبان أثناء اللقاء إلى “مؤتمر أصدقاء مصر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، والذي يستهدف دعم الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة، حيث أعرب الجانبان عن حرصهما على إنجاح المؤتمر”.
وقال السيسي أثناء اللقاء إن “الأجهزة المعنية في مصر تعمل على إعداد تصور يضمن عقد ونجاح المؤتمر الذي ستتم الدعوة إليه بشكل مشترك من قبل الجانبين المصري والسعودي”، وفق البيان.
ولم يعلن عن موعد محدد للمؤتمر حتى الآن.
كما أعرب السيسي عن “مشاعر التقدير والمحبة، التي تكنها مصر، قيادة ودولة وشعبا، لخادم الحرمين الشريفين، وللمملكة العربية السعودية الشقيقة”، مضيفا أن “مصر ستتمكن من الاضطلاع بدورها على الصعيدين العربي والإسلامي، بمساعدة أشقائها، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، وذلك للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك”.
ومضى قائلا: “سيعمل البلدان معا من أجل نشر قيم الإسلام الصحيحة الوسطية، التي تنبذ العنف والتطرف والارهاب، وتحث على قيم التعايش والتعارف، وذلك لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام في العالم، والتي أضحت مرتبطة بالإرهاب والعنف بعد ما طالها من تشويه”.
كان الرئيس المصري صعد ومرافقيه إلى طائرة العاهل السعودي الساعة 18:35 ت.غ، وانتهى الاجتماع الساعة 19:10، حسب مصادر ملاحية.
وأظهرت لقطات للتلفزيون المصري طاقم الضيافة وهم يستعدون لتقديم القهوة السعودية عقب صعود السيسي مباشرة.
وغادرت طائرة الملك السعودي مطار القاهرة في تمام الساعة 19:44 ت.غ، بعد أن قضت على أرض مطار القاهرة الدولي، 84 دقيقة، بينها 48 دقيقة في اجراءات الهبوط والاقلاع، و35 دقيقة من المباحثات.
ووصلت الطائرة المطار الساعة 8:20 ت.غ، قادمة من المغرب، حيث كان الملك عبد الله يقضي اجازة خاصة.
وتأتي زيارة ملك السعودية بعد 4 سنوات من آخر زيارة قام بها العاهل السعودي قادما من المغرب لمصر في 28 يوليو/ تموز 2010، وذلك قبل 6 شهور من ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي اطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والأخير كانت تربطه علاقة قوية بالمملكة.
واستقبل مبارك، في حينها، العاهل السعودي في مطار شرم الشيخ لدى وصوله إلى مدينة شرم الشيخ قادما من مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية، في زيارة استمرت يومين.
ومطلع هذا الشهر، قال العاهل السعودي، في برقية تهنئة بعث بها إلى السيسي، عقب فوزه بالانتخابات، في إطار دعوته لمؤتمر المانحين بشأن مصر، “ليعي كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر – بفضل من الله – فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات”.
وناشد الملك عبد الله بن عبد العزيز “كل الأشقاء والأصدقاء الابتعاد والنأي بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية بأي شكل من الأشكال”.
وغادر العاهل السعودي إلى المغرب في “إجازة خاصة” في 20 مايو/أيار الماضي، وقبيل مغادرته، أصدر أمرًا ملكيًا أناب فيه ولي العهد في إدارة شؤون الدولة خلال فترة إجازته، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وتعد السعودية من أوائل الدول التي دعمت مصر بعد إطاحة الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في شهر يوليو/تموز الماضي، حيث قدمت لمصر مساعدات اقتصادية بلغت نحو 5 مليارات دولار أمريكي.
القاهرة / محمود الحسيني، أحمد المصري، أحمد السرساوي / الأناضول –