عادل البلالي : أنشطة الاجانب داخل السودان !!

[JUSTIFY]لا يختلف اثنان او عاقلان في او حول حقيقة اننا شعب متسامح و اننا دولة تمنح الاجانب مساحات من المرونة الحركية والاجرائية وحتى الرقابية بصورة غير موجودة في أي ركن من اركان الدنيا.

مواطن يهاتفني من مدينة ربك عن حجم الاجانب الذين ضيقوا الخناق على مواطني النيل الابيض وزاحموهم حتى في معاشهم وفي مسكنهم وفي كل شيء.. وهم قادمون من شرق ومن غرب افريقيا حتى اصبح وجودهم في ربك وكوستي وغيرها وجودا مقززا.. واصبحوا يتحكمون في كل شيء كأنهم أصحاب البلد.

ذات الهم يأتيك عبر مكالمات اخرى من سنجة ومن القضارف ومن كسلا ومن سنار ومن بورتسودان عن حجم أعداد الأجانب الذين يسدون عليهم قرص الشمس ومن الجنسين واحدثوا درجات من الفوضى السلوكية الضاربة بأطنابها ان كانوا من الوافدين لجوءا او كانوا اصحاب اقامات او كانوا شبه متجنسين.

في مدينة أديس أبابا مثلاً كنت قد تجولت في شوارعها شارعاً شارعاً ولكني لم اجد بائعة شاي تجلس في ميدان او امام متجر او في ساحة وزبائنها يتحلقون من حولها في مظهر فوضوي قبيح على نحو ما تفعل بائعات الشاي الاجنبيات في شوارع ولاية الخرطوم وهن ينشرن بيننا الايبولا والايدز والسل الرئوي والكبد الوبائي.. ويتصدقن على شبابنا بالموت البطئ او بالانتحار البيولوجي المتمرحل وكأن شيئاً لم يحدث.

اما اماكن بيع الأطعمة والمشروبات والمخابز التي تحمل مسميات لأقطار شامية او شبه اوربية او عربية اخرى فحدث ولا حرج عن ذلك الاجنبي الذي يأتي من دولته البعيدة ولأننا (طيّبون) اكثر من اللزوم فإن هذا الأجنبي يقدم لنا مشروبات عصير الكركدي والليمون والبرتقال والقريب ويردفها بمأكولات الدجاج والطعمية او اللحوم الحمراء وغيرها من مشروبات او مأكولات من صميم انتاج الارض بالسودان ويقبض هؤلاء بالدولار ثم يفرون بما غنموا منا واستلبوا. وانا اتحدى أجعص سوداني بأن يذهب الى دمشق او بغداد او بيروت وغيرها ويقوم بافتتاح كافتيريا او مطعم او خلافه ليحصل على دولارات تلك الشعوب.

لقد ضحكت كثيراً عندما قرأت بأن مجموعة من رجال الاعمال او التجار قد توجهوا الى اثيوبيا ليفتحوا مساحات جديدة لاستثماراتهم هناك لأنهم ظنوا بأن (الحكاية مبهولة) مثل الذي نفعله هنا نحن مع سائر الاجانب تقدير غير سليم.

{ يحدث كل هذا في الوقت الذي يجد فيه ابناء دينكا نقوك معاناة لا توصف في سبيل الحصول على الرقم الوطني.. وهم ابناء البلد (الأصليون) الذين يشكلون لنا اكبر بوصلة توازن مع حكومة دولة جنوب السودان التي ارادت أن تشكل منهم مجموعة ضغط على صناع القرار والمجتمع يتفرج ولا يحرك ساكناً.

الى متى يا دولتنا الهمامة ينعم هؤلاء بكل شئ في بلادنا.. بينما بلادهم تحرمنا من كل شئ. ونحن هنا ومع كامل الانفتاح المطلوب.. ولكن لا ينبغي ان يكون كل ذلك مع شعوب الاقطار الجارة التي لا تثق فينا حكوماتها وتمارس على رعايانا عندما يتجهون إلى هناك كل انواع القهر والاذلال والرقابة اللصيقة والمتابعة الميدانية حتى لتاريخ انتهاء أمد التأشيرة والتي كثيراً ما تدفع في بعض الدول بمن تأخر ليوم واحد في تجديد الاقامة الى السجن ومن ثم ترحيله الى السودان.

اننا ومن هنا نهيب بكافة السلطات المحلية والولائية بأن ترفع من درجات التحوط والرقابة والمحاسبة لهؤلاء الاجانب الذين قضوا علينا في كل شيء.

صحيفة أخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version