حوادث السير ورمضان.. معادلة قاسية

[JUSTIFY]على الرغم من أن من أهم أهداف الصيام في شهر رمضان تعلم الصبر والتسامح وإيثار الغير، إلا أننا نجد الكثير من قائدي السيارات لا يلتزمون بتلك القيم النبيلة، وتكون النتيجة كثرة الحوادث في شهر رمضان الكريم نتيجة السرعة الجنونية والتسابق والأنانية خاصة قبل موعد الإفطار مباشرة. وبالتالي تزداد الأزمات المرورية والمشاحنات بين قائدي السيارات خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذا العام.
فقبل أذان المغرب يكون التوقيت من أخطر اللحظات التي تمر بها الحركة المرورية يومياً في شهر رمضان، فحين يحين وقت الإفطار ترى أن سرعة المحركات بمختلف أنواعها في الطرقات والعامة والفرعية قد تزايدت بصورة مخيفة مما قد يتسبب في الكثير من الحوادث المرورية المختلفة سوى أكانت بين مركبتين أو مركبة ومشاة.

الازدحام المروري:
يعتبر الكثير من السائقين أن الازدحام المروري خاصة في وقت الذروة وضيق المخارج من العاصمة القومية سبب مباشر في كثرت الحوادث، وقال محمد إبراهيم وهو موظف حكومي: خروج كل الموظفين العاملين في القطاعين العام والخاص في وقت وأحد يتسبب في ازدحام كبير في الشوارع، لأن الكل يريد الذهاب لبيته وينال قسطاً من الراحة، لتزداد الحوادث في هذا الشهر، خاصة أن بلدنا حرارته مرتفعه وتجعل الصبر أمراً في غاية الصعوبة.

ولم يذهب بعيداً عنه هاني فقال: مشكلة الحركة المرورية في السودان من المشكلات التي تؤرق مضاجع الجميع، فقلة الطرق الرئيسة وتكدس المرافق الحكومية والخاصة في مكان وأحد يجعل الخروج من قلب الخرطوم يتخلله الكثير من الحوادث، خاصة أن معظم هؤلاء العاملين في تلك المرافق يقطنون في مناطق بعيدة عن أماكن عملهم، وهو ما يفسر السرعة الزائدة.

وقال العبيد إن شهر رمضان يتمتع ببعض الميزات الخاصة، فهو شهر محبة وتواصل حيث تترابط فيه الأسر وتوصل فيه صلة الأرحام، فكل الأسر والعائلات تستغل هذا الشهر لصلة الأرحام، فتقوم بالزيارات وتناول الإفطار وكذلك العشاء، وهو ما يجعل شهر رمضان شهراً كثير الحركة والازدحام، وتكثر فيه الحوادث، لأن وقت الخروج للزيارات واحد عكس الأيام الأخرى، وحتى أيام الأعياد يمكن أن يختلف الناس في الخروج من منازلهم ولكن في رمضان هناك وقتان هما قبل أذان المغرب وفي الليل وفي بعض الأوقات أثناء الخروج من العمل.

قلة تركيز:
فيما أكدت الأستاذة منال أن قلة التركيز أثناء القيادة هي التي تقود الى كثرة الحوادث في رمضان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في النهار، فهو يصيب السائقين بالتوتر الشديد ويخرجهم من حالة الهدوء الطبيعية، وأيضاً يرفع من حدة السائق، فتجد الكل متوتراً ومتشنجاً ينفعل لأقل الأسباب وفاقداً لتركيزه، فتحدث المشكلات بين السائقين والحوادث.
وأوضح السائق عبد الجبار أن سبب معظم حالات انعدام التركيز لدى السائقين أثناء القيادة هو الصيام والسهر الذي يكون في رمضان، فهو

يعتبر موسماً للسهر، فمعظم الناس يقضون كل الليل في لعب الكوتشينة والضمنة ولعب الكرة في النوادي وهو ما يجعل الواحد منهم مرهقاً وفاقداً لتركيزه أثناء قيادته عربته، وهذا البرنامج لم يتعودوا عليه في الأيام العادية، ففي الأيام العادية لا يسهر الناس ولا يقضون الليالي في اللعب والسمر كما في رمضان.

وقالت سهام إن شهر رمضان شهر عظيم وفيه الكثير من العادات والتقاليد التي يمارسها السودانيون، فمع اقتراب هذا الشهر تتسارع الحركة في جميع الأسواق والطرقات، فمعظم الناس يقضون حاجاتهم ويجهزون لشهر رمضان الذي يكثر فيه الأكل والخروج من المنازل أما للزيارات أو التنزه، فتزدحم الأماكن العامة بالناس والإفطار الجماعي، وأيضاً بعد منتصف الشهر تبدأ التجهيزات للعيد، فتنشط الحركة، فكل تلك عوامل تجعل الناس معرضين للحوادث المرورية، فتجد الأب يأخذ جميع أفراد أسرته معه وهو ما يعرضهم للخطر.

رأي المختصين:
تقول الدكتورة والباحثة الاجتماعية ياسمين: في شهر رمضان تحدث الكثير من التغييرات على السلوك الشخصي والغذائي، والسلوكي هو السبب الذي قد يخلق نوعاً من الربكة في حياة أي شخص، فتغير النظام الغذائي والنمط اليومي يؤثر بصورة مباشرة على الشخص فيكون في حالة من عدم التوازن في جميع تصرفاته، وهو ما قد ينعكس على طريقة قيادته لمركبته من تهور وعدم التصرف السريع في حالة المرور بموقف خطير أثناء القيادة، فكل الناس تقريباً تستخدم العقل الباطن في القيادة، ويكونون في حالة من التوهان فتحدث الحوادث المرورية.

صحيفة الإنتباهة
صديق علي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version