جاء الى مقر الصحيفة المواطن النعيم بابكر الطيب والذي تربطه صلة قرابة بالمريضة وسرد لنا القضية قائلاً:
أدخلت المريضة دون ملف متابعة لحالة الحمل ولا حتى ملف لدخول العنبر والعملية ذلك الملف الذي تدون فيه جميع التقارير والتحاليل والفحوصات. تردد الطبيب العمومي قبل إجراءالعملية ثم قال (نتوكل نعمل العملية)! وعند سؤالنا عن عدم إرفاق ملف المريضة الخاص بالتحاليل والفحوصات أجاب (ناسنا ديل حافظين أي شيء) والملف ما ضروري.!
أجريت لها العملية وأصيبت بحالة تسمم حمل (كلبش) وحدث لها نزيف ودخلت في حالة إغماء استمرت مدة يومين بعد العملية. وفي المساء اتصل شقيقها هاتفياً بالطبيب ليسعفها فرد الطبيب عليه قائلاً (أعمل ليها مكمدات) ـ مع العلم أن هنالك بديلاً نقدياً يسمى (بدل استدعاء) يصرف شهريا للأطباء ـ مع ملاحظة أن النزيف بدأ بعد العملية بساعة واستمر فترة طويلة إضافة إلى أنها كانت في حالة إغماء ولم تفق أبداً. فتمّ تحويلها إلى مستشفى سنار وقد جاء هذا القرار بعد حضور المدير الطبي الذي كان في إجازة والطبيب الذي قام بإجراء العملية لم يفعل شيءاً بهذا الخصوص. والمؤسف أنها عندما حُولت الى سنار حُولت من غير ملف لأنه في الأصل لم يُجرَ لها وعندما علموا بعدم وجوده قاموا بتحويل حالتها المتأخرة الى مستشفى مدني وهناك تم اكتشاف إصابتها بمرض تسمم الحمل وأن حالتها في غاية الخطورة.
ورغم هذا التردي في الخدمات سددنا مبلغ (250ج) رسوم عملية وحسب علمي أن العمليات القيصرية تجرى مجاناً ومبلغ (115)ج فحوصات للمريضة وعند سؤالنا للفحيص عن سداد رسوم الفحص وهي حالة طوارئ قال اليوم السبت عطلة وهو يعمل بعيادة خارجية وهذا يعني لا وجود لإسعافات وطوارئ بالمستشفى ولايوجد طبيب مناوب. وهنالك أمر مهم لا بد من الإشارة إليه فالرسوم غير موظفة لتحسين الخدمات فذوي المريضة قاموا بنظافة العنبر بأيديهم حرصاً منهم على سلامة المريضة خاصة وأنها خارجة لتوها من عملية جراحية وعُرضة للتلوث.
مأساة سهى ليست الوحيدة فقد سبقتها مآسي كثيرة ولكن لم يسلط عليها الضوء فعدد العرب الرحل الذين استقروا حول المنطقة أكثر من تعداد سكانها وهؤلاء يحتاجون إلى خدمات تتطلب جهوداً مضاعفة وعبر قضايا نناشد وزير الصحة معالجة تلك الإشكاليات.
صحيفة الإنتباهة
سحر محمد بشير