الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد. فالحكم على طريقة ما يكون بالنظر إلى مراجعها ومصادرها وما يعول عليه أتباعها، والطريقة المذكورة من عمدة كتبها وأسس مرجعيتها كتاب (تبرئة الذمة في نصح الأمةِ) لمحمد عثمان عبده البرهاني (مؤسس الطريقة)؛ والذي حوى كثيراً من الطامات والأكاذيب؛ كالحديث الذي نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه قال: أنا الرحمن، أنا حقيقة الأسرار، أنا خليل جبرائيل..الخ وقد تكرر في هذا الحديث لفظة (أنا) أكثر من مائتين وخمسين مرة؛ وهو مما يتنزه عنه علي رضي الله عنه، ولا يشبه هذا الكلام كلامه أبداً، بل هو كذب محض من نسج خيال واضعه، ومن الطامات التي في هذا الكتاب أنه جعل أهل البيت والخلفاء الأربعة والعبادلة الأربعة شفعاء للناس يوم القيامة، وهو كذب باطل، وفيه ادعاء أن الله علَّم رسوله علماً لم يعلمه أحد، ولا يعلم به إلا الأشخاص الذين سماهم فى الكتاب، وهذا لا دليل عليه، مع اشتماله على المجازفات الغريبة والأحاديث المكذوبة الموضوعة، مثل حديث أن جبريل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فى الأرض وفى البيت المعمور فى لحظة واحدة، وأن جبريل قال للرسول صلى الله عليه وسلم: الأمر منك وإليك يا رسول الله، ففيمَ تعبى؟ فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم «للتشريع يا أخى جبريل!!!» ولا شك أن هذا هراء وكفر وزندقة تعارض ظاهر القرآن وعقيدة أهل الإسلام {قل إنما أنا بشر مثلكمِِ} {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا} أقول: بالإضافة إلى ما ذكر في السؤال من ترديدهم كلمة (مدد يا دسوقي) ولا يخفى ما فيه من دعاء غير الله تعالى، وكذلك الأذكار والأوراد التي لا يعرف لها معنى ولم يرد بها شرع مما هو موجود في كتبهم، وعليه فلا يحل لمسلم أن ينضم إلى هذه الطريقة بل الواجب إنكار هذا المنكر والأخذ على يد فاعليه ببيان ما هم عليه من خبال، والله الموفق والمستعان.
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
أ.ع