مع مرور أكثر من ثلاثة عقود على هوجة الهجرات الى الجزيرة العربية والخليج، فرّخت تلك الطيور المهاجرة وخرجت منها اجيال وصلت لمرحلة الدراسة الجامعية فواجهت عقبة التحاق الابناء بها في مهاجرهم فـ توجه بعضهم من أولي الراحات لاوروبا، ومال البعض للهند وبلاد السند، ومؤخرا مال الكثير من المغتربيين لارسال ابناءهم للدراسة في ماليزيا ..
أما ذوي الاعاقة المالية الذين لا تكفي دراهم وريالات المرتب، لستر عورة مصاريف الشهر لهم وللعقاب الفاتح خشمو في رجاهم بالسودان، فقد اجبرو على ارسال فلذاتهم للسودان .. فتبهدل العيال ..
من العيال من جاء للدراسة فـ ساكن اسرته الممتدة طلبا للمحنة وعدلة الراس، ولكن سرعان ما غالبته معيشة الفوضى وعدم النظام ومجازفة ابناء الاسرة واستباحتهم لـ ملبسه ومصاريف جيبه فهرب منهم مضطرا لاستباحة افدح في روكة الداخليات، ومنهم من ضحت امهم براحات الاغتراب ووجاهاته، لتنعصر وتعود برفقة ابناءها لتحرس تعليمهم تاركة خلفها ابو العيال، تتناوشه بشتنة العزوبية بعد طول جيهة ورعاية أم العيال، ووحشة الوحدة التي تجعله نهبا لخيالات التطبيق ..
فرتقة تلك الاسر الحتمية جاءت ايضا من تجارب بعض الابناء المريرة في الداخليات الجامعية العامة، وما فيها من فوضى وبشتنة لم يتعودها نمط حياتهم المبني في الغالب على الاستجابة لطلباتهم الاوامر وتيسير كل عسير بواسطة اباءهم السحريين …
اما من لم تستطع ان تفارق زوجها لتصحب العيال ، أو تجهجهت بين عيال صغار لا يتحملون بشتنة السودان واب غير مضمون لو ترك وحدة لصرف الوراهو والقدامو على العقاب واسرته من الطالباب .. ولغيرها من الظروف ظهرت الحوجة لداخليات استثمارية خمسة نجوم .. مهمتها التعويض على هؤلاء من الحنان والرعاية بقدر ما يدفع اباءهم من المعلوم ..
غرف فندقية مؤمنة من لصوص الداخل والخارج .. تكيف .. جو يماثل اجواء السينمات الهادئة ومكيفة طول اليوم .. المشكلة الوحيدة كانت وستظل تكمن في حكمة اذا دفع الجيب استحت عين الرقيب .. فبقدر ما تدفع لا تستطيع ادارة تلك الداخليات الا من رحم ربي ان تقول لابنك تلت التلاتة كم !!
ولحساسية القضية وعملا بـ اسمع كلام الببكيك تعالوا نسمع من احدى بناتنا المغتربات التي تقيم في داخلية خمسة نجوم:
تقول ابنتنا :
عذرا ان كنت اثقلت عليك بس ياريت استاذة تتكلمى عن موضوع داخليات الاستثمار أنا قاعدة في داخلية استثمار يعنى خمسة نجوم بس جوه الداخلية البنات هنا بشربوا سجائر وشيشة داخل الغرف .. والله يا استاذة في واحدة ساكنة في الداخلية عندها شيشة وبتولعها بالليل خالص وبتخت فيها حشيش وبتعزم ضعاف النفوس وكل البتقدر تجرها من البنات ..
المشرفة بتاعتنا ما بتبيت في الداخلية .. بتجى الصباح وبتمشي المساء .. وفي فوضي عارمة في الوقتين ديل .. وان كان وجودها زي عدموا فالبنات دافعين ايجار غالي ومافي صوت يعلي عليهم .. واغلب البنات بعتمدوا علي (الجكس) في دفع رسم السكن وحق العشاء ..
والله العظيم يا استاذة دا واقع انا معايشاه وشايفوه قدامى .. اخلاق الطالبات بقت عدم .. مافي حياء حتي المكالمات التلفونية البتدور بينها وبين حبيبها الفاظ تسددى منها اضنيك ؟
المشرفات بقن موظفات وانتهى عهد المرابطات البمشوا البنات زي الساعة .. في داخليتنا دى زمن الدخول عشرة مساء بس لو جيتي الساعة واحدة صباحا بدخلوك .. وازيدك من الشعر بيت في الداخلية عندنا في عمو كبير حارسنا .. بس للأسف عمو دا هو البقفلنا بي برة وبشيل المفتاح وعندو اوضة بره بنوم فيها بس الحمام حقو جوه الداخلية .. وفي اى وقت بجى داخل دون احم ولا دستور .. الحمام في الاستقبال محل التلفزيون .. عادي بجى داخل وانت عارفة يا استاذة البنات في الداخليات بلبسوا علي راحتهم !!
نقطة اخيرة الاستقبال والمبرد بتاع المويه والتلفزيون في الطابق الارضي والباب الخارجى بتاع الداخلية قزاز يعنى البنات يشيلوا في المويه وعابر الطريق يتفرج ؟ ونعوذ بك من الفتن ما ظهر من (الداخليات) وما بطن؟
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]