نظرا لتزايد الحاجة لتوفير الغذاء في ظل ارتفاع معدلات النمو السكاني في العالم تجاوز العلماء والباحثون والخبراء اهتمامهم التقليدي الذي كان وقفا على استصلاح الاراضي ومضاعفة الرقعة الزراعية الي البحوث المعملية العلمية فبرزت الاسمدة والمبيدات و تواصلت البحوث فكانت المضيفات الغذائية التي بدأت استخداماتها منذ العام 1950 وبعد عقد واحد من الزمان اي بحلول العام 1960 بلغ جملة المواد المضافة للاغذية (2500) مادة عرفت بالمضيفات الغذائية .
دستور الاغذية العالمي المعتمد لدى منظمة الصحة العالمية والفاو قسم المضيفات الي خمسة انواع هي الحافظة وهي مواد كيماوية تضاف للاغذية بهدف تثبيط ومنع نمو الكائنات الحية ومنع تزنخ الاغذية وهنالك مضيفات جاء الهدف من اضاقتها لمضاعفة القيمة الغذائية مثل اضافة البروتينات والاملاح والفايتمينات كما توجد المضيفات الخاصة بالنكهة و اللون ، بمرور الزمن وتقدم التقنيات والاجهزة المعملية وقف العلماء على الآثار الضارة للافراط في هذه المواد ما حتم ان يتم استخدامها وفق مقاييس معينة لا يسمح بتجاوزها حتي لا تأتي بمضار صحية قد تصل الى مرحلة خلق البيئة المواتية للخلايا السرطانية فاولت الدول عنايتها للامر ومنحته ما يستحق من اهتمام ، وفي دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية لا يسمح باستخدام المضيفات الا بموافقة ادارة الاغذية والادوية (FDA ) وهي الجهة التي تحدد مقادير استخدامات المضيفات ضمانا لسلامة الانسان كما ان هذه الادارة تعتبر من اكبر المراكز البحثية المرجعية لمنظمة الصحة العالمية والفاو . .
يعتبر بنزويت الصوديوم( SODIUM BENZOATE ) من المواد الحافظة في المشروبات وبعض الاغذية ووفقا لدستور الغذاء العالمي وحسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة فان الجرعة السامة من هذه المادة هي (6) ملجرام في الكيلو جرام الواحد اذ تكفي هذه الكمية الى تكوين الخلايا السرطانية وتضخم الكبد .
في دراسة اجرتها إحدى الجامعات البريطانية مؤخراً ثبت أن بعض المشروبات الغازية يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بخلايا الجسم لتفضي في نهاية الأمر إلى الإصابة بتليف الكبد أو مرض السرطان .
الدراسة أشارت إلى أن بنزويت الصوديوم المستخدم في المشروبات الغازية له القدرة على تدمير أجزاء حيوية من الحمض النووي والاصابة بالسرطان . صحيفة الإندبندنت البريطانية التي نشرت الدراسة اكدت خطورة استخدام مادة يرمز لها بـ(إي 211) وتعرف باسم بنزوات الصوديوم.
وهي مادة حافظة تستخدم منذ عقود من قبل صناعة المشروبات الغازية العالمية التي تقدر أرباحها بـ 74 مليار دولار. والمادة مشتقة من حامض البينزويك، و تستخدم بكميات كبيرة لمنع التعفن في المشروبات الغازية كما تضاف المادة إلى المخللات والصلصات. وقد سبق وأن أثارت مادة بنزوات الصوديوم ضجة كبيرة بسبب مخاوف من تسببها بالسرطان عند تفاعلها مع فيتامين ج في المشروبات الغازية، حيث ينتج البنزين، وهو مادة تسبب السرطان
احد خبراء دراسات الشيخوخة في جامعة شيفيلد، ظل يعكف على دراسة بنزوات الصوديوم منذ إصداره ورقة بحث عام 1999، قرر التحدث عن خطر آخر ، فقد اختبر البروفيسور بيتر بيبر، وهو أستاذ في الأحياء الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية، تأثير بنزوات الصوديوم على خلايا الخميرة الحية في مختبره ليكتشف ان مادة البنزوات عملت على إتلاف جزء حيوي من الحمض النووي (DNA) في محطة القوة الخاصة بالخلايا المعروفة باسم (ميتوكوندريا). وقال بيبر للصحيفة أيضاً: «هذه المواد الكيميائية لها القدرة على التسبب بأضرار بالغة للحمض النووي في أهم جزء من خلايا الميتوكوندريا إلى درجة تعطيلها كليا
في اعقاب بروز المحاذير من الافراط في استخدام بنزويت الصوديوم اعلنت مؤخرا شركة كوكا كولا كبرى شركات المشروبات الغازية في العالم أنها قررت إزالة بنزوات الصوديوم بصورة تدريجية من منتجاتها بعد الكشف عن احتمال تسببها في النشاط المفرط وإتلاف الحمض النووي لدى متناولي المشروبات الغازية التي تنتجها هذه الشركة .
وذكرت الشركة أنها ستزيل هذه المادة من كل عبوات دايت كوك ، كما أشارت إلى أنها تريد إزالة بنزوات الصوديوم من منتجاتها الأخرى متى كان ذلك ممكنا ، وأضافت أنها لم تعثر بعد على بدائل مقبولة لهذه المادة
نظر لعدم وجود أية مواصفات عالمية ملزمة لطرق اختبار السمية للمواد الحافظة. فان الدول حول العالم تعتمد علي تقارير منظمة الصحة العالمية وتعتبرها الأساس المعترف به على نطاق واسع .
نقطة البداية
ذكرت دراسة علمية حديثة احتواء بعض المشروبات الصناعية على كميات من مركب البنزين الحلقي الذي ثبتت تأثيراته المسرطنة في حدوث مرض لوكيميا وأورام خبيثة أخرى في الدم زادت كميته أحياناً في بعضها ثماني مرات عن الحد المسموح وجوده منه في مياه الشرب بالمملكة المتحدة ، ثم أجريت اختبارات علمية على 230 مشروب متوفر في الأسواق الإنجليزية والفرنسية فاكتشف الباحثون وجود تركيز ملحوظ من مركب البنزين وصل في بعضها إلى 8 أجزاء / مليون في بعض أنواع هذه المشروبات حسب ما ذكره تقرير وكالة المقاييس الغذائية Food Standards Agency في بريطانيا ، وتسمح القوانين الصحية الإنجليزية بوجود جزء واحد / مليون فقط كحد أعلى من هذا المركب في مياه الشرب .
وقبل 15 سنة سحبت شركة تعبئة المياه المعدنية الفرنسية الشهيرة بيرية Perrier 150 ألف عبوة منها من الأسواق العالمية بعد اكتشاف وجود آثار من البنزين الحلقي فيها ، وتتعالى أصوات تحذيرات جمعيات حماية صحة المستهلك في انجلترا من استهلاك المشروبات الصناعية الملوثة بمركب البنزين وخاصةً للأطفال ، وتتساءل عن أسباب إهمال الجهات الصحية في بريطانيا اتخاذ إجراءات مثل حظر استهلاك المشروبات الصناعية الملوثة بهذه النسبة (8 أجزاء / مليون ) من مركب البنزين بالرغم من حظرها استهلاك مياه الشرب المحتوية على تركيز أقل منه فيها ، ودعت وكالة المقاييس الغذائية The Food Standards Agency البريطانية إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية على محتوى المشروبات الصناعية من هذا المركب الضار بالصحة .
ويعتقد علماء الغذاء بوجود تركيز مرتفع من مركب البنزين الحلقي نتيجة حدوث تفاعل بين مادة حافظة (بنزوات الصوديوم مع حمض الأسكوربيك) ، وينتشر استخدام بنزوات الصوديوم في حفظ المشروبات والمربيات وغيرها ، ويستخدم فيتامين ج لتحسين فرص بيع المنتج لاعتقاد المستهلكين بأهمية هذا الفيتامين لأجسامهم .
كما ينتشر استخدام بنزوات الصوديوم في صناعة حفظ المحاليل السكرية والمشروبات ومربيات ثمار الفواكه وسواها من الفساد بواسطة الفطريات والخمائر ، كما تستخدم في تحضير الشراب السكري المستخدم في صناعة المشروبات الصناعية بنوعيها المحتوية على غاز ثاني أوكسيد الفحم المياه الغازية والخالية منه ، وينتشر وجود حمض الأسكوربيك مع بنزوات الصوديوم في تركيب العديد من المشروبات الصناعية المحتوية على غاز والخالية منه التي لها نكهة ثمار الحمضيات بنوعيها برتقال أو ليمون ومانجو ، كما يستعملها البعض في تحضير عصائر فواكه صناعية خالية من الغاز بنكهة المانجو والبرتقال (تذكر عبواتها احتوائها على عصير الفواكه الطبيعية أو لب ثمارها )خالية من الغاز ينتشر بعضها في أسواق المملكة بأسماء تجارية متنوعة.
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اعلنت مؤخرا وجود مركب البنزين في بعض أنواع المشروبات الصناعية بتركيز يقل من الحدود المسموح وجوده فيها ،وهو يسبب حدوث الإصابة بالسرطان عند دخول الجسم كمية كبيرة منه.
حظرت بعض دول العالم كالمملكة بيع المشروبات الغازية في المدارس للأطفال وغفلت بعضها عن منع بيع مشروبات الفواكه الصناعية المحلاة بالسكر بأنواعها وما شابهها المستخدم فيها مواد مضافة من ألوان ونكهات صناعية ومركبات حافظة .
تعتبر المشروبات الغازية من الأشياء الضرورية في حياة الشباب خاصةً المراهقين، نظراً لسهولة الحصول عليها في أى وقت لأنها متوفرة وبكثرة في الأماكن العامة، التى عادةً ما يجتمع فيها هؤلاء المراهقون.
وحول هذه المشروبات وخطورتها على الإنسان، أعلن باحثون أن النساء اللاتي يشربن عبوتين إثنتين أو أكثر من المشروبات الغازية يومياً يمكن أن تظهر عليهنّ العوارض الأولية لأمراض الكلى، مرتين أكثر من اللاتي لا يتعاطين هذه المادة.
لقد أوضحت البحوث أن المشروبات الغازية لا تحتوي على أية قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي ، وأضافت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
كما أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية او الفوارة تزيد من خطر التعرض لسرطان المريئ، موضحة أن هناك إرتباط قوى بين تناول المشروبات التى تحتوى على بيكربونات الصوديوم وسرطان المرىء.
واشارت إحدي الإحصائيات إلى زيادة نسبة تناول هذه المشروبات حيث كان المستهلك منها حوالى 10.8 جالون عام 1946 وأصبحت 49.2 عام 2000 إلى جانب أن سرطان المرىء يوثر على حوالى 14 ألف أمريكي ويتسبب فى وفاة 10 ألاف أمريكى سنوياً.
وقد أثبت العلماء أن علاقة المشروبات الغازية بالسرطان ليست مصادفة حيث تؤكد التجارب ان بيكربونات الصوديوم تسبب إنتفاخ فى المعدة مما يؤدى إلى إرتجاع العصارة المعدية والذى يعتبر من مسببت سرطان المريئ.
بله علي عمر :الصحافة