بالرغم من ذلك ظل إبراهيم من محبسه بسجن النهود يوالي التصريحات الصحفية حيث قدم نفسه في شكل “البطل” الشعبي والثائر الإقليمي الذي يتحدي الحكومة والمؤتمر الوطني، والذي قال إنه اعتقله من أجل “إغتياله” مع أن شخصاً يريد أغتيال شخص آخر لا يعتقله ويضعه في “عهدته” في وضح النهار!
وقال الرجل إن المؤتمر الوطني “خايف” منه ومن تمدد حزبه وأنه أي حزب المؤتمر السوداني سيسقط المؤتمر الوطني!
تلك على الأقل هي “الصورة” التي التقطتها جماعة إبراهيم الشيخ وقامت بعض الصحف بعملية “التحميض” لتلك الصورة وقدمت بها الرجل للرأي العام.
غير أنه كما يقولون يمكنك أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت، لكنك لا يمكنك أن تخدع كل الناس طول الوقت، اذ انه في النهاية لا يصبح إلا الصحيح.
ذات الصحف قدمت “الصورة” الثانية للسيد إبراهيم الشيخ وتتلخص في أن “الزعيم الثوري” الذي ملأ الفضاءات بطولات كان غير ذلك تماماً!
الرجل كما جاء في الأنباء حاول “الفرار” من قوة الشرطة التي ذهبت لاعتقاله، حيث أبلغهم بعض مساعديه أنه غير موجود في المنزل الذي تمت مداهمته فيه، والذي اتضح أخيراً أنه كان بالفعل “مختبئاً” فيه! ليس هذا فحسب، بل إن الشيخ “تسور” الحائط الذي فصل بين المنزل ومنزل الجيران.
ووفقاً للشهود فإن رئيس المؤتمر السوداني أنكر أسمه وشخصيته “جملة وتفصيلاً” لحظة القبض عليه، وذلك قبل أن يتعرف عليه بعض الشهود ويتم اعتقاله في نهاية الأمر.
ومن الأمور الغريبة التي صاحبت قضية ذلك الرجل هو تصرف بعض أنصاره، حيث جاء في الأنباء أنهم تجمهروا أمام محكمة النهود وذلك احتجاجاً على محاكمته مما اضطر الشرطة للتدخل لتفريقهم وتقوم باعتقال عدد منهم.
في كل أنحاء العالم فإن الخوف هو من “محاكمة” شخص برئ إعلامياً قبل إدانته أمام القضاء.
لكن هؤلاء الأفراد أمام محكمة النهود يفعلون عكس ذلك تماماً.
انهم “يحاكمون” القضاء والقانون برفضهم محاكمة رئيسهم مما يعني أنهم يعرقلون سير العدالة ويعطلون إجراءات قضائية.
أنا أفهم وإن كنت لا أؤيد تلك التظاهرة التي قام بها بعض المحامين الذين ذهبوا إلى النهود، لكنني لا أفهم ولا أؤيد تصرف أنصار الشيخ وتظاهرهم أمام المحكمة اعتراضاً على المحاكمة.
إن إبراهيم الشيخ وقبله الصادق المهدي وأي شخص آخر ليسوا فوق القانون وما دامت هنالك بلاغات جنائية بحقهم فيجب أن يمثلوا أمام القضاء، أدانهم فيجب أن يتحملوا مسؤوليتهم كاملة، برأهم فسيذهبون إلى بيوتهم.
هكذا بكل بساطة!
صحيفة التغيير
ع.ش